وسيم السيسي: شامبليون ليس عبقريا في فك حجر رشيد واستفاد من 3 علماء قبله

آخر تحديث: الأربعاء 28 سبتمبر 2022 - 3:08 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

تحتفل مصر اليوم بمرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد، و223 عاما على اكتشافه؛ كونه مفتاح الكشف عن أسرار الحضارة المصرية القديمة، بعد فك رموز اللغة الهيروغليفية القديمة المنقوشة عليه، لتشرح ما تركه الفراعنة من كتابات ورسومات على جدران المعابد والمقابر.

ولا يزال حجر رشيد المصري يمكث على أرض أجنبية لا يمثل حضارتها، بعدما باعه الفرنسيون للإنجليز بعقد باطل، جعله أسيرا داخل جدران المتحف البريطاني حتى اللحظة.

223 عاما على اكتشاف حجر رشيد


اكتشف حجر رشيد بمدينة رشيد وسمي على اسمها، وهي تتبع حاليا محافظة البحيرة الواقعة شمال الدلتا، وقد عثر عليه الضابط الفرنسي "بيير فرانسواه بوشار" عام 1799، خلال الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت (1798– 1801).

وعقب العثور على الحجر تم نقله إلى القاهرة، حيث أمر نابليون بونابرت بإعداد عدة نسخ منه ليدرسها المهتمون بالحضارة المصرية في أوروبا بوجه عام وفي فرنسا بوجه خاص.

والحجر عبارة عن قطعة من حجر الديوريت، بلغ ارتفاعه 113 سم وعرضه 75 سم وسمكه 27.5 سم، تضمن رسم مدينة ممفيس عاصمة مصر عام 196 في عهد الملك بطليموس الخامس (204- 185 ق.م) ويحتوي على ثلاثة نصوص، النص العلوي كتب باللغة الهيروغليفية، والنص الأوسط باللغة الديموطيقية، والأخير باللغة اليونانية القديمة.

وما سهل فك رموز الحارة المصرية القديمة، هو أن نفس النص كتب باللغات الثلاث مع بعض الاختلافات الطفيفة بينها، مما مكن العالم الفرنسي جيان فرانسوا شامبليون من تفسير اللغات المنقوشة على الحجر بعد مقارنتها بالنص اليوناني ونصوص هيروغليفية أخرى، الأمر الذي شكل نقلة حضارية قادت إلى اكتشاف أسرار الحضارة المصرية القديمة.

وكان محتوى النص عبارة عن تمجيد لملك مصر وإنجازاته الطيبة للكهنة والشعب المصري، وقد كتبه الكهنة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة.

والنص عبارة عن 14 سطرا باللغة الهيروغليفية و32 سطرا باللغة الديموطيقية و54 سطرا باليونانية، ويرجع سبب كتابة نفس النص بثلاث لغات إلى أن الهيروغليفية كانت اللغة الدينية المقدسة المتداولة في المعابد، واللغة الديموطيقية كانت لغة الكتابة الشعبية (العامية المصرية)، واليونانية القديمة كانت لغة الحكام الإغريق.

وسيم السيسي: شامبليون ليس عبقريا


وقال الدكتور وسيم السيسي، عالم المصريات، إن فرانسوا شامبليون عالم الشرقيات الفرنسي، الذي اشتهر بفكّه رموز اللغة الهيروغليفية المصرية، الموجودة على حجر رشيد، لم يكن عبقريا في فك رموز الحجر.

وأضاف السيسي، في تصريحات لـ"الشروق"، أن هناك  علماء سبقوا شامبليون وساعده في فك رموز الحجر، التي أطلعتنا على أسرار الحضارة المصرية القديمة، موضحا أنهم 3 رجال، الأول جاء قبله بألف سنة وهو مؤلف كتاب "المستهام في فك الرموز والأرقام"، وهو أول من ذكر في كتابه أن أشكال الحيوانات في الكتابة المصرية القديمة ليست تعني الحيوانات في الواقع، ولكنها تعني طابع صوتي، أي تعبر عن كلمة ما.

واستكمل بأن الرجل الثاني الذي ساعد شامبليون في فك رموز حجر رشيد هو الكاهن القبطي يوحنا الشفتشي، الذي نصحه بضرورة معرفة اللغة القبطية القديمة التمكن من فك رموز الحجر الذي كتبه عليه نص بالقبطية بجانب الهيلوغريفية القديمة، وأما الرجل الثالث فهو توماس يانج عالم الفيزياء الإنجليزي الذي كانت له جهود في فك رموز حجر رشيد.

سرقة رشيد


وأشار السيسي إلى أن حجر رشيد تمت سرقته من مصر عقب هزيمة الحملة الفرنسية في مصر، حيث جرى نقله وآثار أخرى إلى إنجلترا، حيث يُعرض حتى اللحظة داخل المتحف البريطاني منذ عام 1802.

وأردف أن ذلك تم بوتوقيع اتفاقية العريش بين إنجلترا وفرنسا فقط في عام 1802، والتي بموجبها اتفق الفرنسيون مع الإنجليز بنقل الجنود الفرنسين على البوارج الإنجليزية للخروج من مصر، بعدما حُطِمت كل البوارج الفرنسية خلال هزيمة الحملة في موقعة أبو قير البحرية، وكان مقابل ذلك تسليم الفرنسيون حجر رشيد لإنجلترا.

وأضاف أن العقد الذي وقعته فرنسا لبيع حجر رشيد للإنجليز يعتبر "باطلا"، لأنه موقع بين فرنسا وإنجلترا فقط، ولأن مصر آنذاك لم يكن لها رأي كونها كانت محتلة، وأيضا لعدم وجود أي قوانين مصرية للآثار القديمة في ذلك الوقت، إلا بعد خروج الحملة ب 30 عاما، عندما تولى محمد على حكم مصر، وأمر بإنشاء "الأنتك خانة" في عام 1835 لجمع الآثار المصرية وحمايتها، وبالتالي بدأ عصر القانون المنظم للآثار في مصر.

متاحف مصر بالمجان


وفي إطار الاحتفالات التاريخية بمرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد، قررت وزارة السياحة والآثار دخول المصريين والأفارقة والأجانب المقيمين في مصر إلى جميع المتاحف والمواقع الأثرية المفتوحة للزيارة والتابعة للمجلس الأعلى للآثار مجانا اليوم الثلاثاء، والتي يزيد عددها على 120 موقعا أثريا مفتوحا للزيارة، بينهم المتحف المصري في ميدان التحرير.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved