أشهرها البرانة المتوحشة والأسد ونيمو.. الأكواريوم بالإسكندرية نافذة على أعماق البحار منذ 95 عاما

آخر تحديث: السبت 27 سبتمبر 2025 - 12:42 م بتوقيت القاهرة

محمد صابر

على بُعد خطوات من قلعة قايتباي، يقف معرض الأحياء المائية أو «الأكواريوم» شاهدًا على قرابة قرن من الزمن والذي تأسس عام 1930؛ ليضم أحواضًا زجاجيةً مختلفة الأحجام، تحتوي على مجموعة نادرة من الأسماك والكائنات البحرية من البحرين الأحمر والمتوسط، إضافةً إلى أنواع مستوردة من أنهار بعيدة مثل الأمازون.

المعرض، الذي يتبع المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالإسكندرية، أصبح واحدًا من أبرز عوامل الجذب السياحي، سواء للمصريين أو الأجانب، بفضل موقعه المتميز بجوار قلعة قايتباي، إلى جانب ما يقدمه من تجربة فريدة في عالم البحار.

وقال الدكتور حمدي عمر، المشرف على معرض الأحياء المائية بالمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد بالإسكندرية، إن «الأكواريوم» ليس مجرد مكان ترفيهي، بل تأسس في الأساس لإجراء التجارب البحثية، باعتباره تابعًا لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وفي الوقت نفسه، نؤدي دورًا مهمًا في التوعية البيئية لطلاب المدارس والجامعات والجمهور، من خلال تعريفهم بالأنواع النافعة والضارة والسامة، وكيفية التعامل مع البيئة البحرية بحذر ووعي.

وأضاف عمر، أن المعرض شهد عبر تاريخه عمليات تطوير متتالية، وكان آخرها في عهد الدكتورة عبير منير، رئيس المعهد، والدكتورة علا عبد الوهاب، مدير فرع الإسكندرية، وأدخلت أنواع جديدة من البحر الأحمر والمتوسط، إلى جانب أسماك الزينة، ولأن بيئة البحر الأحمر تختلف عن المتوسط، نحرص على تهيئة أحواض خاصة تحاكي بيئتها الطبيعية، من حيث جودة المياه، والديكور البحري، والإضاءة، بما يسمح للأسماك بالتكيف والعيش.

وأشار المشرف على معرض الأحياء المائية، إلى أنه من بين الكائنات التي يضمها «الأكواريوم»، أسماك شهيرة عالميًا مثل البرّانة القادمة من نهر الأمازون والمعروفة بقدرتها على التهام الفرائس، وسمكة الأسد، التي تُعد من أجمل أسماك البحر الأحمر بألوانها الجذابة وأشواكها السامة، بالإضافة إلى سمكة المهرج (نيمو) المحبوبة لدى الأطفال، والريمورا، التي تعيش ملتصقة بالقرش في علاقة تكافلية مدهشة، بجانب أنواع البحر المتوسط مثل الدنيس والقاروص والوقار.

وأكد عمر أن الأطفال يندهشون بشدة عند مشاهدة نيمو تتحرك أمام أعينهم، بعد أن اعتادوا رؤيتها فقط في أفلام الكرتون، وهذه اللحظة تحقق الهدف الترفيهي، الذي نكمله بالجانب البحثي والتوعوي.

وبين أن «الأكواريوم» نافذة حقيقية على أعماق البحار، تكشف للزائر عن ثراء الحياة البحرية في مصر، سواء في البحر المتوسط أو الأحمر؛ ليبقى شاهدًا حيًا على 95 عامًا من الجمال والسحر تحت الماء.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved