ذكرى ميلاد نواد السعداوي.. ستون عاما من المعارك وأربعون كتابا لتحرير المرأة

آخر تحديث: الخميس 28 أكتوبر 2021 - 12:32 ص بتوقيت القاهرة

أسماء سعد:

"إن قلة عدد النساء والفتيات المهتمات بعقولهن، هي ظاهرة موجودة في المجتمع العربي وهي ظاهرة لا تدل على أن المرأة ناقصة عقل ولكنها تدل على أن التربية التي تلقتها البنت منذ الطفولة، تخلق منها إمراة تافهة التفكير"، مقولة تذكرنا بميلاد الكاتبة والروائية نوال السعداوي، التي ولدت في 27 أكتوبر 1931، وظلت تدافع عن حقوق الإنسان بشكل عام، وحقوق المرأة بشكل خاص.

بدأت السعداوي العمل في مهنة الطب عام 1955، وتخصصت في مجال الأمراض الصدرية وعملت كطبيبة امتياز بالقصر العيني، وانتبهت خلال عملها، إلى المشاكل النفسية والجسدية للمرأة الناتجة على الممارسة القمعية للمجتمع والقمع الأسري، ولاحظت الصعوبات والتمييز الذي تواجهه المرأة الريفية.

مسيرة عامرة
نشرت مجموعتها القصصية الأولى "تعلّمت الحب" عام 1957، لتبدأ مشروعها الأدبي ونشر أفكارها وثقافتها، ومن ثم جاء كتاب «المرأة والجنس»، لتشعل عاصفة من إثارة الجدل، والتمرد على التقاليد السائدة في المجتمع، لتدين جميع أنواع العنف التي تتعرض لها المرأة كالختان والطقوس التي تقام في المجتمع الريفي؛ للتأكد من عذرية الفتاة، أصبح ذلك الكتاب النص التأسيسي للموجة النسوية الثانية، ومن عام 1979 إلى 1980 عملت مستشارةً للأمم المتحدة في برنامج المرأة في أفريقيا (ECA) والشرق الأوسط (ECWA).

وفي عام 1981، ساهمت السعداوي، في تأسيس مجلة نسوية تسمى «المواجهة»، ونتيجة لآرائها ومؤلفاتها رُفعت العديد من القضايا ضدها من قبل الإسلاميين مثل قضية الحسبة للتفريق بينها وبين زوجها، ووُجهت لها تهمة «ازدراء الأديان»، كما وُضع اسمها على ما وُصفت بـ«قائمة الموت للجماعات الإسلامية» حيث هُددت بالقتل.

النشأة والبدايات
وولدت السعداوي في 27 أكتوبر 1931، في قرية كفر طلحة في محافظة القليوبية، كان والدها يعمل كمسؤول حكومي في وزارة التربية والتعليم، وكان من الذين ثاروا ضد الاحتلال البريطاني لمصر والسودان، وشارك في ثورة 1919.

استمدت من والدها احترام الذات ووجوب التعبير عن الرأي بحرية ودون قيود مهما كانت النتائج، كما شجعها على دراسة اللغات، وتوفى كلا والديها في سن مبكرة لتتحمل نوال مسؤولية عائلتها.

السفر للخارج
في عام 1988، سافرت نوال خارج مصر، قبلت عرض التدريس في جامعة ديوك وقسم اللغات الأفريقية في كارولاينا الشمالية وأيضا جامعة واشنطن، وشغلت العديد من المراكز المرموقة في الحياة الأكاديمية سواء في جامعة القاهرة داخل مصر أو في هارفرد، جامعة ييل، جامعة كولومبيا، جامعة السوربون، جامعة جورج تاون، جامعة ولايه فلوريدا، أو جامعة كاليفورنيا في خارج مصر، وعادت إلى مصر بعد 8 سنوات.

معارك الختان
«بدور.. هل كان يجب عليك الموت لتنيري هذه العقول المظلمة؟ هل كان يجب عليك دفع هذا الثمن بحياتك؟ يجب على الأطباء ورجال الدين ان يعلموا أن الدين الصحيح لا يأمر بقطع الأعضاء التناسلية، كطبيبة وناشطة في مجال حقوق الإنسان أرفض تمامًا هذه العملية كما أرفض ختان الذكور، وأؤمن أن الأطفال جميعًا ذكورًا وإناث يجب حمياتهم من هذا النوع من العمليات».

وعلقت الكاتبة نوال السعداوي على وفاة الطفلة صاحبه الأثني عشر ربيعا "بدور شاكر" في عام 2007، فلطالما حاربت السعداوي الختان منذ شبابها، ودافعت بشراسة عن الأفكار التقدمية وحقوق المرأة العربية.

تقدير بالغ
وحصلت السعداوي على جائزة الشمال والجنوب من المجلس الأوروبي عام 2004، وفازت بجائزة إينانا الدولية من بلجيكا، كما فازت جائزة ستيغ داغيرمان من السويد عام 2011.

أبرز أعمالها
قدمت السعداوي، أول أعمالها بعنوان «تعلمت الحب» في 1957، وأول رواياتها «مذكرات طبيبة» 1958، ويُعد كتاب «مذكراتي في سجن النساء» من أشهر أعمالها.

وصدر لها أربعون كتابا أعيد نشرها وترجمة كتاباتها لأكثر من 20 لغة وتدور الفكرة الأساسية لكتابات نوال السعداوي حول الربط بين تحرير المرأة والإنسان من ناحية، وتحرير الوطن من ناحية أخرى في نواحي ثقافية واجتماعية وسياسية.

كما قدمت عدة مؤلفات منها: "الأنثى هي الأصل، المرأة والصراع النفسى، الوجه العاري للمرأة العربية، رحلاتي في العالم، المرأة والدين والأخلاق، كسر الحدود، وتعلمت الحب".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved