السينما المصرية حاضرة في برنامج «كنوز البحر الأحمر» بـ4 أفلام

آخر تحديث: الأربعاء 27 أكتوبر 2021 - 2:40 م بتوقيت القاهرة

أحمد فاروق

كشف مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، اليوم، عن مشاركة 8 أفلام في برنامج "كنوز البحر الأحمر"، الذي يستهدف الاحتفاء بأفلام كلاسيكية حاصلة على جوائز، تركت بصمتها في ذاكرة المشاهدين، سواء كانت عربية أو عالمية، التي يتم عرضها لإعادة اكتشافها وتقديمها من جديد، وذلك ضمن دورته الافتتاحية، التي تقام خلال الفترة من 6 إلى 15 ديسمبر المقبل.

تضم القائمة 4 أفلام مصرية، هي "دعاء الكروان" (1959) للمخرج هنري بركات، عن رواية للأديب طه حسين، ويروي قصة آمنة التي تلعب دورها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وهي فتاة بسيطة، تشهد مقتل شقيقتها على يد خالها لتطهير عارها، فتقرر الانتقام لأختها. وقد شارك الفيلم في المسابقة الرسمية للدورة العاشرة من مهرجان برلين السينمائي الدولي، كما تم اختياره لتمثيل مصر في الدورة الثانية والثلاثين من جوائز الأكاديمية (الأوسكار). الفيلم اختارته شخصيا المخرجة السعودية هيفاء المنصور، حيث تعتبر المخرج هنري بركات مصدر إلهام.

وفيلم "الاختيار" (1971) إخراج يوسف شاهين عن رواية للأديب الحاصل على جائزة نوبل نجيب محفوظ، وقد قامت مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي بإعادة ترميم الفيلم بدعم من وزارة الثقافة المصرية عام 2020. الفيلم بطولة سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني، إلى جانب نجوم الشاشة عزت العلايلي، هدى سلطان، محمود المليجي، يوسف وهبي، وآخرون. يتميز الفيلم بتسليط الضوء على الحالة السياسية من خلال الواقع الشخصي لكاتب شهير يحاول تسلّق قمة الهرم الاجتماعي، لكن حياته تنقلب حين يتم اكتشاف جثة أخيه التوأم.

وضمن القائمة أيضا فيلم "حرب الفراولة" (1994) للمخرج خيري بشارة، وفيه يروي قصة ثابت (سامي العدل)، رجل أعمال ثري يمتلك عدة مصانع ويعيش ويحيا في قصر كبير. ثابت لا يعرف السعادة بعد موت ابنه الوحيد، يتعرّف على البائع المتجوّل حمامة (محمود حميدة) وفراولة (يسرا)، ويدعوهما إلى قصره في محاولة للبحث عن السعادة. يمتاز الفيلم بلغة الفانتازيا وأسلوبه الساخر، وقد تم إعادة ترميمه بدعم من مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي.

الفيلم المصري الرابع هو "قليل من الحب كثير من العنف" (1995) للمخرج رأفت الميهي، الذي اختارته الفنانة ليلى علوي بنفسها لعرضه في المهرجان، وهي أيقونة سينمائية والأكثر تنوعاً في أدوارها من عمالقة جيلها، ويشاركها في بطولته كل من محمود حميدة، يونس شلبي، هشام سليم، أشرف عبدالباقي، نجاح الموجي، وآخرون.

الفيلم مقتبس عن رواية للأديب فتحي غانم، ويروي قصة المهندس طلعت الذي يجبره والده التاجر الثري على الزواج من فتاة فقيرة، لكنه سرعان ما يقرر التمرد عليه، فيطلّق زوجته وينفصل عن العمل مع والده، ثم يتعرف على فتاة جديدة بحثاً عن النفوذ والسلطة. استطاع الفيلم كسر العديد من القيود السينمائية والدرامية، ليكون واحداً من أكثر الأفلام جرأة في تاريخ السينما المصرية.

كما يعرض البرنامج أول فيلم روائي طويل للمخرجة السعودية هيفاء المنصور "وجدة" (2012)، وفيه تروي قصة إنسانية وتناقش قضايا خاصة بالمرأة مثل الزواج القسري أو تعدد الزوجات، فيما تأخذ المشاهد لاكتشاف الحياة اليومية لفتاة تعيش في ضواحي الرياض. حصل الفيلم على عدة جوائز، كما كان أول فيلم يمثّل السعودية في جوائز الأوسكار، إضافة إلى ترشيحه لجائزة أفضل فيلم أجنبي في حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية (بافتا) لعام 2014.

ويقدّم المخرج والكاتب الفرنسي تيري فيرمو فيلمه الوثائقي "لوميير!" (2016)، حيث يأخذ المشاهد إلى ميلاد السينما على يد الأخوين لوميير، ويسلّط الضوء على الأبعاد التي تحتلها السينما في حياتنا اليومية. يُذكر أن تيري هو مدير معهد لوميير ومهرجان كان السينمائي الدولي.

ومن الهند يشارك في البرنامج، الفيلم الناطق بالبنغالية "إله الفيل" (1979) وهو واحد من أشهر الأفلام لواحد من أهم المخرجين ساتياجيت راي. يروي الفيلم قصة محقق يسافر إلى مدينة بيناريس المقدّسة، ويتلقي برجل دين يخبره بأن تمثالاً نادراً من الذهب لإله الفيل غانيش قد سُرق، وهنا تبدأ المغامرة في محاولة لكشف لغز التمثال المفقود.

ومن المنتظر أن تشهد الدورة الافتتاحية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي تكريم جان-بول بيلموندو، الذي يعتبر من أشهر الممثلين الفرنسيين بفضل أدواره الخالدة في أفلام مثل "حتى انقطاع النفس" (1960) للمخرج الكبير جان-لوك جودار رائد حركة الموجة الجديدة، إضافة إلى أفلام مثل "ذلك الرجل من ريو" (1964)، و"رحلة طفل مدلل" (1988) وغيرها الكثير، حيث تضم مسيرته أكثر من 80 عملاً.

سيعرض المهرجان فيلماً يضم مقاطع من أهم أدواره من إعداد معهد لوميير، إضافة إلى عرض نسخة مرممة من فيلم "بييرو المجنون" (1965) للمخرج جان-لوك جودار، المقتبس عن رواية "الهوس" بقلم ليونيل وايت، وقد تم اختياره لتمثيل فرنسا في الدورة الثامنة والثلاثين من جوائز الأكاديمية (الأوسكار). يروي قصة رجل متزوج من امرأة غنية، يقرر فجأة الهرب للعيش مع حبيبته السابقة، فينطلق برحلة عبر فرنسا في فيلم يجمع بين الكوميديا والموسيقا والدراما السوداء والميلودراما.

وبهذه المناسبة، يقول إدوارد وينتروب المدير الفني لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي: "بالرغم من أن البرنامج هو مخصص للأعمال الكلاسيكية، إلا أنها تعرض على الشاشة الكبيرة لأول مرة في المملكة العربية السعودية، وبهذا فإن البرنامج هو للاحتفاء بهذه الأعمال الخالدة، ولتقديمها أمام الجيل الجديد من المشاهدين والمبدعين والمخرجين، لتلهمهم كما ألهمت الأجيال السابقة".

وفي السياق ذاته، أكّد أنطوان خليفة مدير البرنامج العربي والأفلام الكلاسيكية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، أن "هذه الأفلام لا تقتصر على الكلاسيكيات العربية، بل تضم أيضاً روائع سينمائية من جميع أنحاء العالم".

وأضاف: "تهدف مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي إلى المحافظة على الموروث السينمائي، لذا يسعدنا المساهمة في ترميم وإعادة إحياء العديد من الروائع العربية والعالمية، فيما يوفّر المهرجان فرصة للاحتفاء بهذه الأعمال، وإعادة اكتشافها، والاستلهام من روح التجديد والابتكار التي قدّمتها، فهي جديرة بالمشاهدة والإعجاب اليوم، تماماً مثلما كانت حين عُرضت لأول مرة".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved