ولع فيها أمام أحفادها.. قصة حادث إشعال النيران بالحاجة سامية في الإسكندرية

آخر تحديث: الجمعة 27 نوفمبر 2020 - 1:32 ص بتوقيت القاهرة

عصام عامر

أدلى المتهم بحرق سيدة العجوز في الإسكندرية، اعترافات جديدة أمام النيابة العامة، ذكر خلالها شرائه "بنزين" من محطة وقود، فتوجهت النيابة إلى المحطة، وسألت العامل "حسن النية"، أفاد بأن المتهم اشترى المادة البترولية السائلة في زجاجة بلاستيكية، وهو ما أكدته لقطات أخذت بكاميرات المراقبة.

وصرحت نيابة ثانٍ المنتزه في الإسكندرية، بتسليم جثمان "سامية.ح"، 60 عامًا، لأسرتها لدفنها، حيث فارقت الحياة متأثرة بإصابتها بحروق نسبتها 75%، بعد أن أشعل "إبراهيم.ا" وشهرته "إسلام"، سائق، النيران في جسدها داخل منزلها، انتقامًا منها لإبلاغها عنه وآخرين بسرقة ثلاجة جيرانها.

وتسلمت، اليوم الخميس، أسرة المجني عليها جثتها من مشرحة كوم الدكه، وسط الإسكندرية، لمواراتها الثرى في مقابر العائلة، وذلك وسط حالة من الحزن والبكاء الشديد، ومطالبة أنجالها الـ3 بالقصاص لوالدتهم.

وقررت النيابة بإشراف المستشار أشرف المغربي، المحامي العام لنيابة المنتزه الكلية في الإسكندرية، حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد جددها قاضي المعارضات 15يوما، بعد أن انتقلت لمناظرة جثمان المجني عليها وتبين وفاتها آثار حريق به.

وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة، وتفرغ كاميرات المراقبة بمحيط الشقة الكائنة في شارع أحمد تيسير، منطقة العصافرة بحري، ومدها بتقرير الأدلة الجنائية، وبيان الصفة التشريحية لجثة المجني عليها، وفحص العينة المأخوذة من الزجاجة التي حوت المادة المسائلة المستخدمة فيها، بيانًا لكيفية وقوع الحادث، الذي مثله المتهم تفصيليًا برفقة المباحث والنيابة وتم تصويره.

وكان مدير أمن الإسكندرية اللواء سامي غنيم، تلقى إخطارًا بالواقعة والتي تعود أحداثها عندنا أبلغت المجني عليها التي تقطن الطابق الأول، عن المتهم، محل إقامته منطقة أبو خروف، في العصافرة قبلي؛ عندما شاهدته يقوم بكسر باب شقة أحد جيرانها، والتي تعلوها في العقار الذي تمتلكه وتقطن فيه بغرض سرقتها.

وجاء بالتحقيقات أنه وبالقبض عليه، وبحوزته المسروقات، وإحالته إلى النيابة، قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيق، وبعدها تم إخلاء سبيله بضمان محل إقامته، فقص شعره لتغيير ملامحه، وقرر الانتقام من المجني عليها لتسببها في حبسه، بعد الوشاية به وشركائه في واقعة سرقة ثلاجة، حيث أنه مفرج عنه - منذ فترة - بعد قضاء عقوبة السجن 5 أعوام.

وأضافت التحقيقات أن المتهم "له معلومات جنائية مسجلة" وتوجه إلى محل إقامة المجني عليها وطرق الباب، فقام أحد أحفادها "التوأم" طفل وطفله، يبلغان من العمر 6 أعوام بفتح الباب، فاقتحم عليها الشقة وتوجه لغرفة نومها، وجذبها من شعرها ليطرحها أرضًا في الصالة ثم جرها إلى باب المسكن أمام أحفادها، وسارع بسكب عبوة بنزين على جسدها، ثم أشعل النيران فيه، ولاذا بالفرار.

وأوضحت التحقيقات أنه وبسماع نجل السيدة الأوسط "سعيد" الذي يقطن بالطابق الثالث في نفس العقار والجيران صراخ أبنائه وصوت استغاثتها؛ ابلغوا شرطة النجدة التي حضرت رفقة الإسعاف ونقلتها إلى المستشفى وبها حروق درجتها 75%، وسرعان ما تدهورت حالتها الصحية، وفارقت الحياة متأثرة بإصابتها.

وبانتقال الشرطة رفقة النيابة العامة، إلى مسكن المجني عليها لمعاينته تبين وجود آثار حريق به وببعض الملابس، والتقت بالطفلين اللذان شاهدا الواقعة، فقرَّرا أن المتهم عندما طرق باب الشقة فتحه أحدهما، فدفعه، ودلف إلى غرفة المجني عليها حائزًا زجاجة بلاستيكية تحوي مادة سائلة أفرغها عليها وأحرقها.

وكشفت التحقيقات أنه وبتفريغ كاميرات المراقبة في محيط الحادث تم التعرف على هوية المتهم، وبإلقاء القبض عليه ومواجهته، أقر بارتكاب الواقعة، مبررًا فعلته بدافع الانتقام من المجني عليها، لاتهامها له بالسرقة بعد أن شاهدها أثناء تصويره وهو في السيارة التي كانت معه وشركائه لنقل المسروقات.

وأصلَ، "رامي مبروك"، الابن الأكبر للمجني عليها، الواقعة في التحقيقات قائلا: "كان فيه شاب ساكن في عمارتنا اسمه (رامي.ر)، تعود على السهر وإقامة جلسات المزاج داخل الشقة بمشاركة أصدقائه، وقرر فجأة ترك العقار الذي نمتلك فيه أكثر من شقة، وهو ما أسعد السكان، الذي يطلقون اسم أمي عليه "عمارة الحاجة سامية".

وأضاف "مبروك"، "قبل الواقعة اتصل أحد السكان بوالدتي، وأخبرها بسماع صوت كسر باب شقة في العقار، فخرجت مسرعة نحو السلم، الساعة 2 بعد منتصف الليل، وعندها وجدت المتهم (إبراهيم.ق)، وشريكه (رامي.ر)، وثالث، يقومون بنقل (عِزال) الثاني، وبالتزامن قاموا بكسر باب شقة مقفولة أمام شقة (رامي) مملوكة لشخص يقيم في القاهرة، فمنعتهم - بتصوريهم - وأبلغت الشرطة.

وتابع "مبروك"، "بعد مرور 4 أيام من ضبطهم، أخلت النيابة سبيلهم، لكن رغبة الانتقام سيطرت عليهم، فقام (رامي)، بتحريض (إبراهيم)، على الانتقام، وفي سبيل تنفيذ مخططه حضر للشقة وطرق الباب، ففتح له الطفل الأصغر، فاقتحم الشقة، ودفع بالطفل خارجها، ودخل عليها أثناء الصلاة، وسكب عليها البنزين، ثم أشعل النيران فيها"، قائلا: "عايز حقي أمي اللي كل ذنبها أنها أبلغت عن لصوص".

تم تحرير محضر بالواقعة، وتباشر النيابة العامة التحقيق.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved