عرض تفاعلى مع رائد القصة القصيرة يحيى حقي.. رصيد حافل بالإبداعات

آخر تحديث: الجمعة 28 يناير 2022 - 7:31 م بتوقيت القاهرة

أسماء سعد

«لأول مرة فى تاريخ المعرض يتم استخدام أحدث أساليب التطور التكنولوجى والذكاء الاصطناعى؛ حيث تظهر شخصية الأديب يحيى حقى بتقنية الهولوجرام، وذلك من خلال شاشة تعمل باللمس» ــ هكذا صرحت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، التى أكدت أيضا أنه سيكون بمقدور أطفال ورواد قاعة الأطفال فى الدورة الحالية من معرض القاهرة للكتاب مشاهدة إحدى قصص الأديب الراحل عبدالتواب يوسف مجسمة افتراضيا باستخدام نظارات 3D.

وقد حلت منذ أيام ذكرى ميلاد الكاتب والروائى يحيى حقى، الذى ولد فى مثل هذا اليوم 17 يناير من عام 1905م، ويعد من كبار الأدباء فى الوطن العربى الذين ساهموا مساهمة واضحة فى حركة الفكر والآداب والثقافة فى مصر، وأحد رواد القصة القصيرة. وتسود حالة من الترقب للفعاليات والوقائع المصاحبة للاحتفاء برائد القصة القصيرة يحيى حقى الذى تم اختياره شخصية معرض القاهرة للكتاب فى دورته الـ«53»، حيث يتخذ الكاتب يحيى حقى خلال المعرض شكلا مغايرا للظهور.

ولد يحيى حقى فى 17 يناير 1905 فى حى السيدة زينب بالقاهرة، لأسرة تركية مسلمة متوسطة الحال غنية بثقافتها ومعارفها.

التحق فى أكتوبر 1921 م بمدرسة الحقوق السلطانية العليا فى جامعة فؤاد الأول، وكانت وقتئذٍ لا تقبل سوى المتفوقين، وتدقق فى اختيارهم. وقد رافقه فيها أقران وزملاء مثل: توفيق الحكيم، وحلمى بهجت بدوى، والدكتور عبدالحكيم الرفاعي، وقد حصل منها على درجة (الليسانس) فى الحقوق عام 1925، وجاء ترتيبه الرابع عشر.

شغل منصب مدير مكتب وزير الخارجية وقد ظل يشغله حتى عام 1949م، وتحول بعد ذلك إلى السلك السياسى؛ إذ عمل سكرتيرا أول للسفارة المصرية فى باريس، ثم مستشارا فى سفارة مصر بأنقرة من عام 1952 وبقى بها عامين، فوزيرا مفوضا فى ليبيا عام 1953.

أُقِيلَ من العمل الدبلوماسى عام 1954 عندما تزوج من أجنبية وهى رسَامة ومثَالة فرنسية تدعى (جان ميرى جيهو)، وعاد إلى مصر ليستقر بها، فعين مديرا عاما لمصلحة التجارة الداخلية بوزارة التجارة؛ ثم أنشئت مصلحة الفنون سنة 1955 فكان أول وآخر مدير لها، لكنه ما لبث أن عاد فى أبريل عام 1962 رئيسا لتحرير مجلة المجلة المصرية التى ظل يتولى مسئوليتها حتى ديسمبر سنة 1970.

تولى يحيى حقى رئاسة التحرير من مايو 1962 وحتى نهاية عام 1970، وهى أطول فترة يقضيها رئيس تحرير للمجلة فى تاريخها لذا ارتبط اسم «المجلة» باسم يحيى حقى، حتى لقد كان شائعا أن يقول الناس: «مجلة يحيى حقى» واستطاع خلال مدة رئاسته أن يحافظ على شخصيتها كمنبر للمعرفة، والعقل وأن يفتح صفحاتها للأجيال الشابة من المبدعين، فى القصة والشعر والنقد والفكر.

• تكريم مستحق
حصل يحيى حقى فى يناير عام 1969 على جائزة الدولة التقديرية فى الآداب، وهى أرفع الجوائز التى تقدمها الحكومة المصرية للعلماء والمفكرين والأدباء المصريين؛ تقديرا لما بذله من دور ثقافى عام.

كما منحته الحكومة الفرنسية عام 1983، وسام الفارس من الطبقة الأولى، ومنحته جامعة المنيا عام 1983 الدكتوراه الفخرية؛ اعترافا من الجامعة بريادته وقيمته الفنية الكبيرة.

وكان واحدا ممن حصلوا على جائزة الملك فيصل العالمية ـ فرع الأدب العربى ـ لكونه رائدا من رواد القصة العربية الحديثة، عام 1990.

• رصيد حافل
قدم يحيى حقى خلال مشواره عددا من الأعمال الإبداعية الهامة أبرزها: «قنديل أم هاشم، والبوسطجى، وفكرة فابتسامة، وسارق الكحل، وأنشودة للبساطة، وتعال معى إلى الكونسير، ودمعة فابتسامة، وصح النوم، وفى محراب الفن، وكناسة الدكان، ومدرسة المسرح، ومن فيض الكريم، وناس فى الظل، هذا الشعر، ويا ليل يا عين، وخليها على الله، وتراب الميرى، وحقيبة فى يد مسافر، وخطوات فى النقد، ودماء وطين، صفحات من تاريخ مصر، عشق الكلمة، وعطر الأحباب، فجر القصة المصرية، وفى السينما، ومن باب العشم، وهموم ثقافية، وأترك لك اختيار العنوان، والدعابة فى المجتمع المصرى، وأم العواجز، وامرأة مسكينة».

وترجمت عدد من قصصه إلى الفرنسية ومنحته الحكومة الفرنسية وسام فارس من الطبقة الأولى عام 1983 وجائزة الدولة التقديرية فى الآداب، بالإضافة إلى تقلده العديد من الجوائز فى أوروبا والبلدان العربية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved