عزل نفسه بعد ظهور أعراض كورونا.. مخرج كندي محروم من رؤية والديه المريضين

آخر تحديث: السبت 28 مارس 2020 - 1:23 م بتوقيت القاهرة

سارة النواوي

بينما تواصل كندا تسجيل حالات الإصابة المؤكدة تزداد الحاجة والطلب على مجموعات الاختبار للإصابة بالفيروس، لكن نقص الاختبارات المتاحة يجعل بعض الكنديين يشعرون أنهم متخلفون عن الركب ممن حولهم.

كان كريج كونولي، وهو مخرج أفلام في أوتاوا ويبلغ من العمر 37 عامًا، ينوي أن يأتي بأحد لرعاية أبيه المريض رودني البالغ 63 عامًا بعد أن قضى عدة سنوات في رعايته.

لكن عندما بدأت تظهر على كونولي أعراضا تشبه أعراض الإنفلونزا، وهي علامة محتملة لعدوى فيروس كورونا، سعى لإجراء الاختبار قلقًا من أن العدوى يمكن أن يصل إلى أبيه أيضًا، وفقا لما ذكرته "ناشونال بوست".

ذهب كونولي إلى مركز تقييم فيروس كورونا في بروير بارك أرينا في أوتاوا، لكن قيل له أنه لا يتناسب مع المعايير المناسبة ليتم اختباره، بما في ذلك أنه لم يسافر مؤخرًا مثلا.

وفي مقابلة مع "CTV News"، قال الدكتور أندرو ويلمور إنهم يمنحون أولوية الخضوع للاختبارات بمركز تقييم بروير إلى "الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس".

وفي الأسبوع الماضي قالت تيريزا تام، مديرة الصحة العامة في كندا، في مؤتمر صحفي، إن مراكز الاختبار في جميع أنحاء كندا يجب أن تكون "واعية" بشأن من يجب عليهم التقييم باستخدام مجموعة اختبار فيروس كورونا، وذلك نظرًا للطلب المتزايد، وقال المسؤولون أنه سيتم استغلال مصادر جديدة لإنتاج معدات صحية أكثر أهمية.

وخوفًا من احتمال أن يصيب الفيروس والده الذي يعاني من نقص المناعة، وخاصة بالنظر إلى أن الفيروس يمكن أن يكون معديًا قبل أن تبدأ الأعراض في الظهور، اختار كونولي أن يدخل في عزلة ذاتية في منزله.

ولكن هذا يعني أن أبيه سيفتقد لرعاية نجله الذي لا يمكنه أيضا جلب أي أشخاص جدد لرعاية والده خوفًا من إصابتهم بالفيروس، قال كونولي: "لم أستطع توفير الرعاية له ولم يكن بوسع أي شخص آخر أن يفعل ذلك".

وأثناء عزله الذاتي، عانى الأب رودني من مضاعفات لقلة الرعاية الصحية، وكان يجب إرساله إلى المستشفى غير أن أن ابنه كونولي ظهرت عليه الأعراض لم يتمكن من زيارة أبيه لأكثر من أسبوع.

لم يقتصر الأمر عند الأب فقط، فالمخرج الشاب غير قادر أيضًا على رؤية والدته المريضة، بيرثا، المقيمة في منشأة رعاية طويلة الأمد للورم الأرومي، وهو سرطان يبدأ داخل الدماغ؛ إذ قال: "ربما كان الأصعب أنني لا أستطيع زيارة والدتي أو والدي؛ فقد أصبحت وحيدا في منزلي مع صديقتي منتظرين أن يأتي أجل والدي".

"الرعاية الصحية غائبة .. وأرفض أن يصبح والديّ ضحايا"
وقال كونولي إنه "يتم تجاهل مرضى زرع الأعضاء وغيرهم من الأفراد الذين يعانون من نقص المناعة رغم أن فيروس كورونا قد يكون مدمرًا بالنسبة لهم، ولكن الاختبار غير متاح على الفور".

وقال إن المسؤولين لن يؤكدوا ما إذا كانت عملية الزراعة المقرر لها ستمضي قدما؛ في 17 مارس، أصدرت مستشفيات منطقة أوتاوا بيانًا مشتركًا قالت فيه إنها ستؤجل العمليات الجراحية والإجراءات غير العاجلة وبرامج وعيادات المرضى الخارجيين، كما بدأوا في اتخاذ خطوات لتقييد عدد الزوار المسموح لهم في مرافقهم.

وفي رسالة إلى المسؤولين في أوتاوا، دعا كونولي إلى إجراء اختبار فيروس كورونا مسبقًا لأولئك الذين يستعدون لإجراءات الزرع ويتعافون منها، قائلا: "أرفض السماح لوالدي أن يكونا بين الضحايا".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved