«النحات» و«صائد الإحساس».. نقاد وكتاب يمتدحون أحمد زكي قبل رحيله بشهور

آخر تحديث: السبت 28 مارس 2020 - 11:54 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

في 27 مارس رحل الفتى الذي غير مقاييس البطولة في السينما، من البحث عن "الجان" صاحب الوجه الأجمل على الشاشة إلى البحث عن ما يقدمه الممثل، إنه أحمد زكي، الذي غير مفاهيم البطولة، وسمات البطل ونجم الشباك، رحل عن عالمنا بعد صراع مع المرض عام 2005، وصل رصيده الفني 95 عملاً استحوذت السينما على أغلبه، وكان للمسرح والتليفزيون نصيب قليل منه.

وفي ذكرى رحيله الخامسة عشر، نغوص في جولة بين آراء النقاد والكتاب في قيمة أحمد زكي الفنية وما أضافه للفن، من خلال ما سجلوه عنه في كتاب "أحمد زكي قراءة في إبداعاته السينمائية" للسيناريست وليد سيف، وضم الكتاب مجموعة من المقالات التحليلية والآراء النقدية حول الفنان الراحل وما قدمه بأقلام شخصيات مختلفة.

فيقول وليد سيف: "آخر فن التمثيل في مصر حتى الآن في رأيي ورأي الكثيرين هو أحمد زكي وإن كنا كنقاد نتجنب أفعل التفضيل، ولكن كنت أرى أنه يشكل بداية قوية وثرية لمشروع قراءة وتحليل فن الممثل في مصر، حيث يقف أحمد بأدواره المتنوعة وإمكانياته الفنية واجتهاده لأداء شخصياته إلى أعلى الدرجات، وهو يضيف في كل دور له تقريباً لبنة في بناء مشروع شديد الطموح لممثل عبقري وممتاز ومتفرد".

وأكمل: "وهكذا يأتي أحمد زكي إلى الساحة مع ظهور جيل جديد من المخرجين لديهم رؤياهم المختلفة للواقع وفهم جديد للسينما وإدراكهم الواعي لضرورة تطوير فن الممثل، ليتفق مع واقعية السينما، ويصبح أحمد زكي ببشرته السمراء وملامحه البعيدة عن الشكل التقليدي للوسامة والقريبة إلى الشخصية المصرية العادية أن يصبح نجم المرحلة".

بينما وصف الروائي خيري شلبي أحمد زكي أنه نحات، وقال: "النحت في التمثيل أو التمثيل المنحوت أو التشخيص بالإزميل كل هذه يمكن أن تكون عناوين للمدرسة التي ابتدعها الفنان أحمد زكي في التمثيل، إنه يتميز بين الممثلين بأنه مشخص وتميز بين المشخصين وهم قلة نادرة بأنه نحات".

وأكد الناقد الفني طارق الشناوي ما ذكره سابقاً وليد سيف، فقال: "جيل محمد خان وعاطف الطيب وخيري بشارة وداود عبدالسيد، كان أحمد زكي بمثابة الملهم في الشعر لهذا الجيل فهو الحلم الذي يتجسد أمامهم كلما داعبتهم شخصية درامية يجدون المفتاح وفك الشفرة عند أحمد زكي... فعاطف الطيب هو المخرج الذي تستطيع أن تضبط عليه موجة أحمد زكي السينمائية، ومحمد خان هو المخرج الذي بينه وبين زكي حبل سري".

بينما يقول الدكتور رضا غالب أستاذ الدراما والنقد في المعهد العالي للفنون المسرحية: "يعتبر الممثل أحمد زكي ظاهرة فنية بكل المقاييس النقدية، تلك الظاهرة التي غيرت مفهوم ومواصفات الفتى الأول، والتي تتبلور في الوسامة والرشاقة ومقاييس الجمال المثالية خاصة في الأعمال الرومانسية، والتي كانت سائدة بعد الحرب العالمية الثانية في السينما العالمية وانسحبت بشكل كبير على السينما المصرية".

وفي كلماته وصف الناقد مجدي الطيب زكي بأنه صائد الإحساس، وقال: "في كتاب التمثيل السينمائي لماري إلين أوبراين تقول إن ممثل الشخصية هو ذلك الشخص الذي يكافح ليخلق شخصية تمزج بين ذاته والصورة المكتوبة وهو الذي يستطيع أن ينفي نفسه ويلبسها ذاتها الجديدة، وإذا تأملنا أعمال زكي جميعا ندرك دون جهد انطباق هذه المقولة عليه بدرجة كبيرة".

وأضاف: "أن زكي أثبت للجمهور قبل النقاد أن الممثل الجيد ليس أبداً ذلك الممثل الوسيم الذي يجسد النموذج المثالي للجمال في صورته السطحية، فالمظهر لم يعد السبيل لتقديم الموهبة وإنما البراعة والأداء ومهارة الكشف عن مكنونات الشخصية، وهذا ما فعله أحمد بروح قلقة لا تعرف الاستسلام ومشاعر فياضة لا تعرف الاستقرار وعطاء متجدد فالبشرة السمراء والشعر المجعد والعينان المجتهدتان لم تكن وحدها الأسلحة التي دخل بها معركة البحث عن إبداع جديد متجدد، بل الصدق والموهبة الكبيرة في نفسه...".

ومن الكلمات التي تركت لأحمد زكي في الكتاب ما قاله الناقد السينمائي هشام لاشين:" لا تزال صفحة المبدع أحمد زكي قابلة للكتابة فيها بل وقابلة للقراءة فالمعين خصب ويحتمل عشرات التأويلات والتي ما إن تغوص فيها حتى تخرج منه في كل مرة بتدفق جديد من المشاعر والنبضات والإرهاصات للبريء رغم سبق الإصرار والترصد الفني المدهش حتى النخاع...".

وتم جمع وكتابة هذه المقالات لقراءة إنتاج أحمد زكي الفني قبل وفاته بشهور تقديراً له على كل ما قدمه للفن، وكان زكي حينها يقدم على تصوير فيلم حليم، ذلك الحلم الذي راوده لسنوات واستطاع تقديمه خلال تردده على فراش المرض الأخير قبل الرحيل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved