«حين يكون المسرح ضريحا».. شاهد نديم يكتب رسالة اليوم العالمي للمسرح 2020

آخر تحديث: السبت 28 مارس 2020 - 10:27 ص بتوقيت القاهرة

القاهرة - أ ش أ:

كتب المسرحي الباكستاني شاهد نديم رسالة اليوم العالمي للمسرح 2020 بعنوان "حين يصبح المسرح ضريحًا"، وترجمتها إلى العربية حصة الفلاسي من مركز الإمارات للهيئة الدولية للمسرح في الفجيرة، وهو تقليد سنوي تتبعه الهيئة الدولية للمسرح، برئاسة المهندس محمد سيف الأفخم، إذ تقوم بدعوة مسرحي عربي أو أجنبي لكتابة كلمة اليوم العالمي للمسرح سنويًا.

وأعرب نديم، في مستهل كلمته، عن سعادته لاختياره أن يكتب رسالة المسرح العالمي لعام 2020، وأضاف أن هذا التكريم هو "تكريم لمديحة جوهر، أيقونة المسرح الباكستاني ومؤسسة مسرح أجوكا وشريكة حياتي التي وافتها المنية قبل عامين.

وقال: "مشيت مع فرقتي المسرحية (أجوكا) على خيط رفيع لأكثر من 36 عاماً، وكان بالفعل خيطًا رفيعًا جاهدنا فيه للحفاظ على التوازن بين الترفيه والتعليم، وبين البحث والتعلم من الماضي والاستعداد للمستقبل، بين حرية التعبير الإبداعي والمواجهات الجريئة مع السلطات، بين المسرح الذي يهتم بالقضايا الاجتماعية والمسرح الربحي، بين الوصول إلى الجماهير والحفاظ على الإبداع والريادة، للوصول إلى هذا التوازن".

وتابع: "خلال الحكم الماضي في باكستان في الثمانينيات من القرن الماضي، تأسس مسرح أجوكا على يد مجموعة من الفنانين الشباب الذين تحدوا الديكتاتورية من خلال تأسيس مسرح يتسم بالجرأة الاجتماعية والسياسية، وفي بحثهم عما يعبر عن مشاعرهم وغضبهم وكربهم وجدوا ضالتهم في شاعر صوفي عاش قبل نحو 300 عام وهو الشاعر الصوفي الكبير بلهى شاه، حيث أصبح بإمكانهم الإدلاء بتصريحات متفجرة سياسيا من خلال أشعاره، متحدين بذلك السلطة السياسية الفاسدة والنظام الديني المتعصب".

وأوضح: "كتبت مسرحية (بلهى)، وهي مسرحية عن حياة ونضال بلهى شاه، كان (بلهى) هو الاسم الذي عرف به الشاعر من قبل جماهيره وتابعيه في كل أنحاء جنوب آسيا، وقد كان من الشعراء الصوفيين البنجابيين الذين تحدوا بلا خو ٍف سلطة الأباطرة والرموز الدينية الغوغائية من خلال شعرهم وممارساتهم، فكتبوا بلغة الشعب وعن تطلعات الشعب، ووجدوا في الموسيقى والرقص وسيلةً للارتباط المباشر بين الإنسان وما هو أسمى، متجاوزين بازدراء كل الوسطاء الدينيين الاستغلاليين".

وأضاف: "عام 2001، ولد نوع جديد من المسرح مزج بين موسيقى القوالي الروحية التعبدية والرقص الصوفي، وبين إلقاء القصائد الشعرية الملهمة وترانيم الذكر التأملية التي أصبحت كلها عناصر في هذا اللون المسرحي الجديد".

واستطرد "في نهاية العرض المسرحي، اعتلى جماعة من السيخ -الذين كانوا في المدينة لحضور مؤتمر بنجابي وحضروا المسرحية- خشبة المسرح واحتضنوا الممثلين وقبلوهم وهم يجهشون بالبكاء، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يتشارك فيها السيخ مع البنجاب المسلمين خشبة المسرح بعد تقسيم الهند في عام 1947م والذي نتج عنه التقسيم الطائفي لمنطقة البنجاب، فقد كان بلهى شاه محبوبا من قبلهم كما كان محبوبا من المسلمين البنجاب".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved