أئمة الإسلام (6).. الإمام مسلم.. التاجر الذي استخدم مهنته لنشر العلم

آخر تحديث: الثلاثاء 28 مارس 2023 - 11:22 ص بتوقيت القاهرة

إلهام عبدالعزيز

ضم التاريخ الإسلامي العديد من الأئمة والفقهاء الذين أثروا بعلمهم ومؤلفاتهم في العالم وتتلمذ على أيديهم الكثير، واستفاد الناس من فتواهم في شئونهم الحياتية.

وتستعرض "الشروق" في شهر رمضان الكريم وعلى مدار أيامه، حلقات اليومية من سلسلة "أشهر الأئمة في التاريخ الإسلامي"؛ لتأخذكم معها في رحلة نتعرف فيها على بعض الشخصيات التاريخية الإسلامية التي سطرت أسمها بحروف من نور.

الإمام مسلم

وفي هذه الحلقة نتناول مقتطفات من حياة العلامة الإمام مسلم بن الحجاج، صاحب كتاب صحيح مسلم، وفقا لكتاب "سير أعلام النبلاء" للإمام الذهبي.

مولده ونشأته

ولد الإمام مسلم بن الحجاج بمدينة نيسابور عام 206 هـ، وكان يعمل بالتجارة، وكان متجره بخان محمش، يبيع فيه البزّ، والأقمشة والثياب، وكانت له أملاك وثروة يعيش منها.

ومكنته التجارة من القيام بالرحلات الواسعة إلى الأئمة الأعلام الذين ينتشرون في بقاع العالم الإسلامي، ولم تكن التجارة عائقا له عن طلب الحديث النبوي بل كان يحدث الناس في متجره.

طلب الحديث

ارتحل الإمام مسلم في طلب الحديث، فكانت رحلاته واسعة، وطلب الحديث في بلده نيسابور وخرسان، فأول سماعه في سنة 218 هـ بخرسان من يحيى بن يحيى التميمي، وإسحاق بن راهوية، وآخرين، وبالري محمد بن مهران الجمال.

وكانت أولى رحلاته الخارجية في سنة 220 هـ، وعمره 14 عامًا، حيث ذهب إلى بلاد الحرمين لأداء مناسك الحج، وسمع بالمدينة المنورة إسماعيل بن أبي أويس، وسمع بمكة شيخه القعنبي -وهو أكبر شيوخه-، وسمع من سعيد بن منصور، وأبي مصعب الزهري، وبعد أن أدى الحج سمع من الشيوخ في البلاد التي مر عليها.

وارتحل مسلم إلى بلخ، والعراق، ورافقه في هذه الرحلة أحمد بن سلمة النيسابوري، ودخل البصرة وبغداد، فسمع فيها أحمد بن حنبل، وعبدالله بن مسلمة القعنبي، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن مخلد، وأكثر عن علي بن الجعد، لكنه ما روى عنه في الصحيح شيئًا، ودخل الكوفة وسمع من أحمد بن يونس، وعمر بن حفص بن غياث، ثم عاد إلى بلدته، وبعد عدة سنين بدأ رحلاته مرة أخرى قبل 230 هـ.

ثم ارتحل إلى بلاد الشام ليسمع من محمد بن خالد السكسكي، وارتحل إلى مصر قبل 250 هـ، وسمع من عمرو بن سواد، وحرملة بن يحيى، وآخرين، وارتحل إلى الري بعد عام 250 هـ عقب تأليفه صحيحه، فالتقى بأبي زرعة الرازي فأنكر عليه روايته لأسباط بن نصر، ولم تقتصر رحلاته على السماع بل كان يذاكر العلماء ويعلم الناس.

علاقته بالإمام البخاري

كان مسلم من تلاميذ البخاري، وكان يُجله ويوقره، فيقول محمد بن يعقوب الحافظ: "رأيت مسلم بن الحجاج بين يدي البخاري يسأله سؤال الصبي"، وكان يذهب إليه ويُقبِّل ما بين عينيه، وكان مسلم يقول له: "لا يُبْغِضُكَ إِلا حَاسِدٌ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُكَ"، وعندما زار البخاري نيسابور سنة 250 هـ لازمه مسلم ولم يفارقه.

أهم مؤلفاته

ترك الإمام مسلم بن الحجاج مؤلفات عديدة في الحديث النبوي وعلومه والعلل والرجال وأوهام المحدثين وأسمائهم وكناهم وطبقاتهم والمنفردات والوحدان وغير ذلك، منها المطبوع والمفقود، ومن الكتب المطبوعة:

1- الجامع الصحيح

والمعروف بصحيح مسلم، وهو أشهر كتبه، ومن أمهات كتب الحديث النبوي عند أهل السنة والجماعة، وهو أحد كتب الجوامع، وثاني الصحيحين بعد صحيح البخاري، وأحد الكتب الستة.

2- التمييز

كتاب يوضح منهج المحدّثين في نقد الحديث، وفقد جزءًا كبيرًا منه، وطبع الجزء المتبقي بتحقيق مصطفى الأعظمي.

3- المنفردات والوحدان

ويذكر فيه تسمية من روى عنه رجل أو امرأة حفظ أَو حفظت عن النبي شيئا من قول أو فعل، ولا يروي عن كل واحد منهم إِلا واحدًا من مشهور التابعين لا ثاني معه في الرواية فيما حفظ.

اقرأ أيضا: أئمة الإسلام (5).. الإمام البخاري الطفل الذي وهبته أمه للعلم بعدما رد الله إليه بصره

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved