حكايات من دفتر حوارات إسماعيل عبدالحافظ (6).. نجاح الأعمال الفنية يرتبط بالمخرج

آخر تحديث: الخميس 6 أبريل 2023 - 10:58 ص بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

على مدار سنوات من العطاء الفني، استطاع إسماعيل عبدالحافظ، أن يحفر اسما بارزا في عالم الدراما المصرية، وعشرات الأعمال التي قدمها في موسم دراما رمضان وخارجه، وبالتعاون مع أسامة أنور عكاشة وغيره من المؤلفين، وترك بصمةً واضحة المعالم بأعمال لم تنسى، ومازال الحديث عنها متناثرا على منصات التواصل الاجتماعي، أبرزها: "الوسية وليالي الحلمية بأجزاءه، والشهد والدموع، وخالتي صفية والدير، والعائلة وجمهورية زفتى وامرأة من زمن الحب، وكناريا وشركاه والأصدقاء، وعفاريت السيالة، وغيرها من المسلسلات التلفزيونية المحفورة في الذاكرة الجمعية للكثيرين.

وولد المخرج إسماعيل عبد الحافظ، في مارس عام 1941 بمحافظة كفر الشيخ، وحصل على ليسانس آداب قسم اللغات الشرقية من جامعة عين شمس 1963، وعمل مساعد مخرج بالتلفزيون من 1964-1969 في أقسام مراقبة الأطفال ثم التمثيليات، ثم مخرج دراما ثم مخرج أول 1970، أخرج أعماله "الناس والفلوس"؛ لتنطلق رحلته مع الدراما التلفزيونية، وعلى مدار عدد من الحلقات المختلفة نتعرف عن قرب على الراحل من خلال كتاب "مخرج الشعب"، تأليف الدكتور سامح مهران، ومن إصدارات الهيئة العامة للكتاب وأكاديمية الفنون المصرية.

ولعبدالحافظ عدد كبير من المسلسلات، ولكن الأكثر بروزا ونجاحا ما صنعها مع صديقه أسامة أنور عكاشة، من محافظة واحدة –كفر الشيخ- ومواليد نفس العام 1941، ودرسا في نفس المدرسة ونفس الكلية –كلية الآداب – ولكن في أقسام مختلفة.

وقال عبدالحافظ: "إذا نظرنا إلى ليالي الحلمية والشهد والدموع إنهما يعبران عن فترة عماري الفني أنا وأسامة فنحن الاثنان من منابع اجتماعية وثقافية وفكرية واحدة، ولكن جاء اللقاء الفني متأخرا بيننا لأنه كان هناك شبه اتفاق غير معلن فيما بيننا على ألا نلتقي فنيا، إلا على أعمال متميزة جدا أما غير ذلك فليعمل كل منا مع الآخرين".

والسيناريو أهم أم المخرج؟، هذه النقطة خلافية وقيلت فيها آراء كثيرة، ولكن ما رأي عبدالحافظ فيها، خاصة وأن اسمه ارتبط بمؤلف قوي ونجم لامع، فكيف رأى ذلك.

و"أسامة هو فارس الكتابة التلفزيونية بلا جدال، ولكن أسامة كتب الكثير من المسلسلات ولو سألنا أنفسنا سؤالا بسيطا أي هذه الأعمال حققت نجاحا سيكون الجواب ليالي الحلمية والشهد والدموع، وهذا يعني أن أسامة كاتب متميز جدا وإن لم يقابله مخرج بنفس القدرة سقط العمل، وتظل الكتابة ما هي إلا مادة على ورق إنما العمل الفني المرئي صورة وحركة وحياة، ولا يصنع هذا سوى المخرج؛ لأن النص الجيد يحتاج إلى مخرج يعي تماماً ما وراء السطور ويكون خلاقاً بمعنى التعميق والإضافة للنص".

وهذه المفاهيم التي ذكرها عبدالحافظ نابعة من فهمه للفن ككل وينبثق منها احترامه للنص الدرامي الجيد، فهو يرى أن الفن ضروري أن يكون به مضمون قوي، ونظرية الفن من أجل الفن غير مُرحب بها ضمن أفكاره، بل الفن رسالة هامة للتغيير وسامية ومسؤوولية كبيرة تجاه المشاهد.

وقال: "حريص على مخاطبة الشعوب العربية بكل ما هو أصيل وجاد ويخاطب العقل ويثير الوجدان ليتأمل الإنسان العربي ماضيه القريب والبعيد ليأخذ منه أفضل ما فيه، لأننا في عصر يجب أن نكون متيقظين"؛ لذلك رحب وطرح عبدالحافظ نقدا واضحا وصريحا للاشتراكيين الذي هو مؤمن بأفكارهم؛ لأنه يرى "إنهم يستاهلوا" على حد تعبيره.
اقرأ ايضا:

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved