في حياة المصري القديم (6).. من أين بنى المصريون منازلهم قديما؟

آخر تحديث: الثلاثاء 28 مارس 2023 - 1:57 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

الراوي والحكايات جزء أصيل من ثقافتنا، وكان الناس يجلسون أمام المقاهي يستمعون لحكايات أبوزيد الهلالي والزير سالم، والأطفال يجتمعون لكي يستمعوا قصص الجدة في الدار، وفي رمضان تجتمع الأسر حول الحكايات الدرامية وأمام الفوازير، الحكاية تجذب الكثيرين، لذلك نقدم في سلسلة مكتوبة خلال شهر رمضان الكريم مجموعة من الحكايات التي تتعلق بالحضارة المصرية القديمة، وتحديدا عن تفاصيل الحياة اليومية.

ويستمر حديثنا عن حياة المصري القديم وعلاقته بالطبيعة من حوله وتسخيره لها لصناعة أدوات مختلفة، استخدمها في قضاء مصالحه أو اعتبرها زينة وحُليا وغيرها، ومواد أخرى وُظفت في البناء والتعمير، وهو ما تحدث عنه كتاب "المواد والصناعات عند قدماء المصريين" تأليف ألفريد لوكاس وترجمة دكتور زكي إسكندر، وإصدار الهيئة المصرية العامة للكتاب، في الفصل الخامس تحديدا تحت عنوان مواد البناء.

يقول لوكاس: "تتوقف طبيعة مواد البناء المستعملة في إقليم ما على عوامل كثيرة أهمها المناخ ودرجة حضارة الشعب ونوع المواد الممكن الحصول عليها، وصناعة الطوب فن من أقدم الفنون وكانت معروفة لدى أغلب العالم القديم ومنها مصر، وما زل الطوب المجفف بحرارة الشمس مادة للبناء مميزة للبلاد في القرى البسيطة، وترجع أقدم لبنات وجدت بمصر إلى عصر ما قبل الأسرات، وهناك الطوب الذي استعمل في تبطين مقبرتين ملكيتين في أبيدوس بالوجه القبلي، والطوب كثير الشيوع في مقابر عصري الأسرتين الأولى والثانية في سقارة وأبيدوس ويوجد بها أيضا حصن مهدم من الطوب من عهد الأسرة الثانية ماتزال جدرانه قائمة وارتفاعها نحو 35 قدما".

وذكر لوكاس أن الطوب كان يصنع من رواسب ماء النيل أو طمي النيل كما يسمى، ومنه تتكون جميع الأرض المنزرعة في مصر، وهو خليط من الطين والرمل ومواد أخرى غريبة، وتختلف نسبة المكونين الأساسيين باختلاف أماكن وجوده، وتتوقف خاصتا اللدونة والتماسك في الطين وفقا للنسبة المئوية للمواد الأخرى في الطين، وعندما تكون عالية يصبح الطين على درجة من التماسك كافية لالتامه بدون واسطة أية مادة رابطة، ولتحاشي تشقق الطين يتم إضافة رمل أو "تبن" –ما يخرج من القمح- وكذلك روث الحيوانات لكي يزيدا من متانة الطين، والمنازل التي بنيت من الطين مناسبة لطقس مصر حيث المطر القليل، لذلك كان متوافرا جدا بناء المنازل من الطين.

يشير لوكاس في كتابه إلى أن حجم الطوب المصري القديم يتفاوت تفاوتا كبيرا، فبعضه يكاد يتساوى أبعاده مع الطوب الحديث بينما البعض الآخر كبير الحجم جدا، ففي المتحف المصري مثلا لبنتان تبلغ أبعاد كل منهما على وجه التقريب 38 في 21 في 12 بوصة.

اقرأ أيضا: في حياة المصري القديم (5).. صنع الحُلي وأدوات الموسيقى من عرق اللؤلؤ وريش النعام

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved