قصة عالمة أثار مصرية توثق التراث عبر أدوات «جوجل»: ننقل تاريخنا للعالم

آخر تحديث: الخميس 28 مايو 2020 - 2:27 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

لطالما كان توثيق التراث المصري مهمة صعبة تتطلب الكثير من الجهد والبحث والتفتيش والتنقل بين الأماكن المختلفة سواء الأثرية أو غيرها، لكن مع تطور وسائل التكنولوجيا الحديثة وتجددها، أصبح ذلك سهلا، حيث ساعدت العديد من التسهيلات، الكثير من العلماء المصريين والأجانب، على تنفيذ خططهم بالبحث والتقصي والوصول إلى هدفهم دون مواجهة الصعوبات التي كانت تعوق طريقهم عادة.

الدكتورة مونيكا حنا، عالمة الآثار المصرية، والعميدة المؤسسة لكلية الآثار والتراث الحضاري بالأكاديمية العربية للعلوم البحرية، استطاعت استخدام التكنولوجيا الحديثة وتوظيفها لمساعدتها في أداء مهامها للحفاظ على التراث المصري وتوثيقه، فباتت تستخدم أدوات جوجل المختلفة وتوظفها في مراحل عملها كعالمة آثار مصرية، حتى ألهمت الشركة الأمريكية لسرد تجربتها بنشر مقطع فيديو لها.

 

"الشروق" تواصلت مع الدكتورة مونيكا، أستاذة علم الآثار المصرية القديمة، لتحكي لنا رحلتها مع توثيق التراث المصري ونقله للعالم، وأيضا تجربتها مع أدوات جوجل وكيف تستخدمها وتوظفها في عملها؟

عالمة الآثار المصرية، التي تعمل منذ أكثر من 20 عاما للحفاظ على تراث مصر وتوثيقه ودراسته في كل العصور، أوضحت أنها كانت في بداية مسيرتها تجد صعوبة في الحصول على بعض المعلومات الأكاديمية أو حتى مشاركتها، فضلا عن صعوبة الوصول للمواقع الأثرية بالخرائط الورقية التقليدية، إذ كان عليها أن تصل لمواقع الحفر الأثرية في وسط الصحراء اعتمادا على الخريطة الورقية التي تقتنيها خصيصا من مصلحة المساحة.

ولكن، حاليا مع التطور التكنولوجي وباستخدام أدوات جوجل بات الوضع أسهل في الحصول على المعلومات الأكاديمية والوثائق أو مشاركتها وحتى في الوصول إلى المواقع الأثرية من خلال خدمات جوجل، وخصوصا محرك البحث العلمي جوجل سكولار وجوجل بوكس وخرائط جوجل وغيرها من الخدمات الأخرى.

فمن خلال منصة جوجل سكولار، وهو محرك البحث الخاص بالمؤلفات العلمية والأكاديمية، تستطيع عالمة الآثار المصرية أن تشارك مراجعها وكتبها مع كل الباحثين والعلماء حول العالم، بل وإيجاد الوثائق والكتب والمقالات والتعليقات والمراجعات الخاصة بالمواقع الأثرية، وأيضا تستطيع الاعتماد على خرائط جوجل في الوصول إلى الأماكن الأثرية بسهولة بدلا من شراء الخرائط الورقية.

وأوضحت العالمة الأثرية أن أدوات جوجل أصبحت أساسية في عملها بل وتعتمد عليها في كل الأبحاث والمناهج التي تقوم بتدريسها للطلاب، متابعة: "إحنا في العمل الأثري بنستعمل التكنولوجيا بشكل كبير جدا، مينفعش النهاردة نتخيل إن الآثار بمعزل عنها، حتى في التدريس بنعلم الطلبة إزاي تستخدمها وتوظفها؛ علشان يقدروا يتخرجوا مسلحين بالتكنولوجيا وعلوم الآثار، فيقدروا يواجهوا تحديات القرن الـ21".

بجانب محركات جوجل، أوضحت عالمة الآثار أنها نشرت أبحاثها وأعمالها في توثيق التراث المصري في العديد من الدوريات والمجلات العالمية، كالشبكة الدولية للمتاحف "أيكوم"، حتى كوّنت إرثًا ثقافيًا باسمها من خلال جهودها للحفاظ على التراث المصري.

الدكتورة مونيكا حنا تعد واحدة من ألمع الأكاديميات في علم المصريات، حصلت على درجة البكالوريوس والماجستير في علم المصريات والكيمياء الأثرية من الجامعة الأمريكية في القاهرة، ودرجة الدكتوراه من جامعة بيزا الإيطالية في عام 2010، وعملت كباحث أثري بقسم علم المصريات والآثار الأفريقية بجامعة همبولدت ببرلين في العام التالي، تزامنا مع تحضيرها دراسات ما بعد الدكتوراه.

عالمة الآثار المصرية، التي رشُحت لتولي وزارة الآثار مرتين، حصلت على جوائز عدة تقديرا لجهودها في الحفاظ على التراث المصري وتوثيقه، بينهم جائزة "سيدة الآثار" من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تقديرًا لدورها في إنقاذ مقتنيات متحف ملوي بمحافظة المنيا، وجائزة "الآثار للجميع" من الولايات المتحدة عام 2014، بالإضافة إلى جائزة "الخريجة المتميزة" مرتين من الجامعة الأمريكية بالقاهرة ونيويورك عام 2015.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved