مشرفة تمريض مستشفى عزل بالشرقية: ألم الأطفال من إصابة كورونا بيوجعنا

آخر تحديث: الخميس 28 مايو 2020 - 1:47 م بتوقيت القاهرة

فاطمة علي:

"جيت مستشفى العزل علشان ربنا، كان ممكن أقول لا علشان الموضوع اختياري، لكن عمري ما أتأخر عن واجبي ودوري تجاه بلدي.. وننقل طاقة إيجابية للدفعة اللي هتكمل من زمايلنا بعدنا"، بهذه الكلمات بدأت هدير إبراهيم عبدالله، مشرف التمريض بمستشفى شيبة للعزل في الشرقية، حديثها لـ"الشروق" عن كواليس علاج المصابين وأصعب المشاهد داخل مبنى العزل.

أوضحت هدير، 25 عامًا، أن الفريق الطبي بالمستشفى يقوم بدوره على أكمل وجه، متابعة: "أنا و13 ممرضة من زميلاتي قبلنا التكليف علشان ننقل طاقة إيجابية للدفعات الجاية بعدنا من زمايلنا في التمريض وإنهم يكملوا.. الوضع صعب والكل لازم يقوم بدوره".

وتابعت: "أنا البنت الوحيدة على ولدين، وأول ما والدي ووالدتي عرفوا الخبر بكيا من الخوف عليا وكانا قلقانين عليا جدًا، لكني أقنعتهما وكمان قاما وحضرا معي الشنطة اللي هاخدها معايا خلال الـ14 يوما، الفترة اللي هقضيها في العزل".

وأردفت: "في مشاهد كتير صعبة بتمر علينا داخل العزل، وأصعب ما فيها مشاهد ألم الأطفال.. ألمهم بيوجعنا بجد لأن أعمارهم صغيرة جدًا والمرض بيبقى صعب عليهم"، قبل أن تسير إلى أصعب تلك المواقف: "في طفل اسمه (آسر) عمره سنتين لما بيتألم من التعب ما يعرفش يوصف ولا يقول إيه اللي بيوجعه.. لكن إحنا على طول بنحاول نرفع من معنويات الأطفال ونلاعبهم ونهون عليهم".

وتطرقت مشرف التمريض بمستشفى العزل للحديث عن الدكتور هشام مسعود وكيل وزارة الصحة بالشرقية: "بجد حد إنسان وبيعاملنا كأننا زمايله فعلا مش كوكيل وزارة.. هو دايما رافع معنوياتنا كفريق تمريض، وعلى طول موجود معانا في العزل، ولو مش موجود متابع معانا بالتليفون، وكل مرة بييجي لنا فيها بيفاجئنا بأشياء بسيطة بتخلي معناويتنا فوق.. آخر مرة من يومين جه وجاب لكل فريق التمريض شيبسي وبسكويت وللأطفال في العزل شوكولاته ولبن".

وطالبت مشرف التمريض، المواطنين، بالالتزام قدر الإمكان وعدم النزول إلى الشارع: "يا ريت الناس تلتزم أكتر من كده ويبقى النزول للشارع بالإجراءات الوقائية وللضرورة وبس.. المرض صعب ولازم الجميع يلتزم علشان نعدي الأزمة كلنا".