إجلاء آلاف السياح من تونس بعد «هجوم دموي» على فندق

آخر تحديث: الأحد 28 يونيو 2015 - 12:55 ص بتوقيت القاهرة

تونس - الفرنسية

واصل آلاف السياح الأجانب مغادرة تونس، اليوم السبت، في عمليات إجلاء، غداة هجوم دام على فندق في ولاية سوسة السياحية (وسط شرق) تبناه تنظيم داعش، أسفر عن مقتل 38 شخصا بينهم 15 بريطانيا على الأقل.

وقال مسؤول في الخارجية البريطانية، إنه الهجوم الإرهابي الأكبر ضد مواطنين بريطانيين" منذ اعتداءات لندن في 2005.

ويوم حصول الهجوم، كان نحو 20 ألف بريطاني موجودين في تونس ضمن رحلات سياحية منظمة. ولا يشمل هذا الرقم البريطانيين الذين سافروا إلى تونس بشكل فردي حسبما أعلنت جمعية وكالات الأسفار البريطانية "اي بي تي اي".

وبحلول مساء السبت، رحلت الشركات السياحية "تومسون" و"فيرست تشويس" و"جيب 2" نحو 1200 سائح، وأعلنت الشركات أنها سترحل 2500 بحلول يوم الأحد.

وأعلن مسؤولون بريطانيون السبت، إرسال "عدد كبير من عناصر الشرطة إلى تونس لمساعدة السلطات التونسية وللقيام بتحقيقنا الخاص".

وأعلنت شركة السفر البلجيكية "جيت اير" إلغاء كل رحلاتها نحو تونس حتى 31 يوليو القادم.

ورحلت الشركة بحلول مساء السبت نحو 1200 عميل من اجمالي 2000. ومن المنتظر ترحيل الـ800 المتبقين الليلة نحو بلجيكا التي نصحت مواطنيها بعدم السفر إلى تونس.

إثر الهجوم مباشرة، غادر مئات السياح على متن 13 حافلة نحو مطار النفيضة الواقع في منتصف الطريق بين سوسة والعاصمة تونس للعودة الى بلدانهم في رحلات جوية متجهة خصوصا الى لندن ومانشستر وامستردام وبروكسل وسانت بطرسبورغ.

والجمعة، أطلق طالب جامعي تونسي يدعى سيف الدين الرزقي النار على مصطافين أمام وداخل فندق "ريو امبريال مرحبا" في منتجع مرسى القنطاوي السياحي بولاية سوسة (وسط شرق).

وتسلل الشاب الذي تظاهر انه مصطاف، الى شاطئ الفندق حيث أخرج رشاش كلاشنيكوف كان يخفيه تحت مظلة، واطلق النار على المصطافين بحسب ما اعلنت السلطات التي قالت انه دخل الفندق وواصل اطلاق النار على السياح.

وقتلت الشرطة منفذ الهجوم خارج الفندق عندما همّ بالمغادرة وفق وزارة الداخلية.

وأعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد ان سيف الدين الرزقي من مواليد 1992 وغير معروف لدى اجهزة الأمن ويتحدر من مدينة قعفور بولاية سليانة (شمال غرب) ويدرس في جامعة القيروان (وسط شرق).

واعلنت وزارة الصحة التونسية في بيان السبت تحديد هويات 17 قتيلا "من جنسيات انكليزية و ألمانية وايرلندية و بلجيكية و برتغالية".

ولفتت الى ان "23 مصابا من جملة 39 غادروا المؤسسات الصحية بمدينة سوسة بعد تماثلهم للشفاء، ولم يبق سوى 16 مصابا تحت المراقبة الطبية يتلقون العلاج والاحاطة النفسية، وحالتهم الصحية مستقرة".

وكانت السلطات نبهت الى ان عملية التعرف على هويات الجثث ستستغرق وقتا لان عددا كبيرا من الاشخاص كانوا يرتدون فقط لباس البحر لحظة وقوع الهجوم من دون اي اوراق رسمية تعرف عنهم.

من جهتها، أكدت الشركة التي تملك الفندق الذي تعرض للهجوم انها لم ترتكب اي هفوة امنية، موضحة ان حراسها "غير مسلحين". وتساءل ممثل للشركة في مؤتمر صحافي السبت "كيف تريدون ان يدافع (الحراس) عن انفسهم في مواجهة شخص يحمل كلاشنيكوف؟"

والجمعة، وصف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الهجوم بأنه "ضربة موجعة" لاقتصاد بلاده في حين اعتبرته وزيرة السياحة سلوى الرقيق "كارثة" على السياحة.

والسياحة من أعمدة الاقتصاد التونسي، إذ تشغل 400 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر. كما تساهم بنسبة 7 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي وتحقق بين 18 و20 بالمئة من عائدات تونس السنوية من العملات الاجنبية.

واعلن رئيس الحكومة الحبيب الصيد الجمعة "وضع مخطط استثنائي لمزيد من تأمين المواقع السياحية والاثرية بنشر وحدات مسلحة من الامن السياحي على كامل السواحل وكذلك داخل الفنادق اعتبارا من مطلع يوليو/تموز" القادم لافتا الى ان الامن السياحي الحالي "غير مسلح".

واكد رئيس الحكومة استدعاء جيش الاحتياط "لتعزيز التواجد العسكري والأمني في المناطق الحساسة (..) والمواقع التي فيها خطر ارهابي" و"تكثيف الحملات (الامنية) والمداهمات لتتبع العناصر المشبوهة والخلايا النائمة" وغلق 80 مسجدا "تبث السموم للتحريض على الارهاب".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved