أمسك برقبته طوال الجلسة وتوهم وجود علاقة بينهما.. تفاصيل النطق بالحكم على قاتل نيرة أشرف

آخر تحديث: الثلاثاء 28 يونيو 2022 - 4:25 م بتوقيت القاهرة

نعمان سمير:

قررت محكمة جنايات المنصورة الدائرة الرابعة برئاسة المستشار بهاء الدين المري، وعضوية سعيد السمادوني ومحمد الشابوري وهشام جمال غيث، وأمانة سر محمد جمال عوض ومحمود عبد الرازق، إحالة أوراق محمد عادل، المتهم بقتل الطالبة نيرة أشرف إلى فضيلة المفتي وتحديد جلسة 6 يوليو المقبل للنطق بالحكم.

وحضر المتهم الذي بدا هزيلا ودون أي رد فعل، وكان طوال الجلسة ممسكا برقبته.

وطالب عضو هيئة الدفاع عن المتهم بتحويله إلى المستشفى لبيان سلامة قواه العقلية وتغير صفة الاتهام من القتل العمد لضرب أفضى إلى موت، وهي طلبات قوبلت بالرفض.

بدأت الجلسة في الساعة العاشرة صباحا وانتهت في الثالثة والربع مساء، حيث حاول والد القتيلة طلب الحديث، وأخبره القاضي أن ذلك بعد مرافعة النيابة وفق الإجراءات المتبعة، وأنه لا يوجد تأثير على القضاء وأن المتهم نفسه بريء حتى أن يصدر الحكم، وتم إحضار كرسي ليجلس المتهم عليه بالقفص، وتم وقف الجلسة بعد مرافعة النيابة من قبل القاضي نظرا لانهيار أسرة المتهم حيث بدأت المرافعة قوية وحماسية.

واستمعت هيئة المحكمة لمرافعات النيابة العامة، التي استمرت لأكثر من ساعتين وبدأت النيابة العامة مرافعتها بقول الله تعالى: "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا"، وذكرت في مرافعاتها بداية علاقة المتهم بالمجني عليها منذ عام 2020 بعد دخولهم للجامعة في كلية الآداب، حيث كان المتهم يقوم بجمع الأبحاث التي ينفذها زملائه بجانب عمله بأحد المطاعم، وتعرف على زميلته المجني عليها نيرة، وذلك خلال جمعه الأبحاث من زملائه، التي كانت طالبة مجتهدة تعمل بجانب دراستها بأحد الشركات في القاهرة.

وتابعت النيابة، أن المتهم بدأ في محاولة التعرف على نيرة، والتودد إليها بأن يساعدها في عمل الأبحاث اللازمة وذلك خلال العام الدراسي الأول لهم، وأشارت النيابة إلى أن المتهم لم يكن محبا للمجني عليها بل كان انعدام أخلاقه وأنانيته هي التي تحكم تصرفاته.

وأكدت النيابة العامة، في مرافعتها أن المتهم كان واهما بوجود علاقة بينه وبين المجني عليها إلا أنها كانت علاقة من طرف واحد، شاء المتهم من خلالها أن يجبرها على الارتباط به وهي لم تكن تفكر سوء في دراستها ولم يكن هناك أية علاقة بين المجني عليها والمتهم سوى علاقة من نسج خياله، بينما من ناحية المجني عليها كانت علاقة أقل من العادية وأقل من الزمالة، فحاول المتهم خلال الفترة الماضية أن يتردد ويتقرب منها ولكن لم تكن هي تبالي بتلك العلاقة.

وذكرت أن المتهم حاول ملاحقتها سواء تلفونيا بعد ما حصل على رقمها الخاص من أحد الجروبات الخاصة بالكلية، كما حاول عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولكن المجني عليها دائما كانت ترفضه، وتطور الوضع إلى ملاحقتها في الجامعة والوصول لأصدقائها، موضحة أن المتهم نسج بنيت لديه عقيدة أنه ما لم تستطيع تملكه لا تسمح لغيرك بأن يملكه، وبدأ في رسم طريقته في التخلص منها ومطاردتها بالتهديد، وأنشأ حسابا وهميا ونشر به صورتها للنيل من سمعتها وبدأ بعدها بتهديدها بالقتل بالطعن ومرة بالذبح ومرة بالحرق.

وذكر ممثل النيابة أن المتهم يعمل طباخا ماهرا يستطيع استعمال السكاكين ويستطيع ذبح وتقطيع الحيوانات، فاختار لجريمته سكينا واشتراها في مايو الماضي وظل محتفظا به لفترة حتى خطط لجريمته، وأثناء انعقاد امتحانات كلية الآداب، وهو الوقت الذي أيقن المتهم ضرورة وجود المجني عليها في الجامعة، حاول تنفيذ جريمته في اليوم الأول والثاني للامتحانات ولكنه لم ينجح سوى في اليوم الثالث للامتحانات.

وذكر المتهم في اعترافاته التفصيلية أمام النيابة العامة، أنه أخرج السكين وطعن بيده اليمنى، المجني عليها عدة طعنات في جسدها وهو ما تطابق مع أقوال الشهود وتقرير الصفة التشريحية للمجني عليها والتي تعرضت إلى 19 جرحا أصاب جسدها ما بين طعنات وذبحات.

واعتراف المتهم بتحقيقات النيابة، قائلا: "نعم أنا قتلتها بإرادتي"، وهو ما يعني توافر ركن المادي والمعنوي للجريمة وتوافر قصد سبق الإصرار.

وذكر ممثل النيابة في مرافعته أمرين: رسالة إلى المتهم وبشاعة جريمته التي قام بها في حق المجني عليها وفي حق المجتمع ككل، فهي إرضاء لشيطانه ولحبه لذاته وليس حبا لها، أما الرسالة الأخرى فهي للمجتمع، بضرورة العودة إلى الأخلاق وهي أخلاق المسجد والكنيسة، وهو ما تربينا عليه في المجتمع المصري من حرية المرأة والمساواة وعدم الخوض في أعراض الناس وحفظ الألسنة.

وأكد ممثل النيابة، أن على الأسرة أن تصاحب أبنائها بدلا من أن تصاحبهم هواتفهم.

وكان النائب العام، قد قرر الأربعاء الماضي، إحالة المتهم محمد عادل إلى محكمة الجنايات؛ لمحاكمته بتهمة قتل الطالبة نيرة أشرف عمدا مع سبق الإصرار.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved