16 قتيلا وعشرات الجرحى في هجوم روسي على مركز تسوق مزدحم في أوكرانيا

آخر تحديث: الثلاثاء 28 يونيو 2022 - 5:54 ص بتوقيت القاهرة

بي بي سي

لقي ما لا يقل عن 16 شخصاً حتفهم في هجوم صاروخي روسي على مركز تسوق مزدحم في مدينة كريمنشوك، شرقي أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن التقديرات تشير إلى وجود نحو ألف مدني داخل المركز التجاري المزدحم وقت تنفيذ الهجوم في حوالي الساعة 15:50 بالتوقيت المحلي.

وأدان زعماء مجموعة الدول السبع الكبرى الذين يجتمعون في ألمانيا الهجوم ووصفوه بأنه "فظيع".

وقالوا في بيان مشترك إن "الهجمات العشوائية على المدنيين الأبرياء تشكل جريمة حرب".

واتهمت روسيا بالمسؤولية عن تنفيذ الهجوم، وهناك مخاوف من استمرار ارتفاع عدد القتلى.

وأظهرت الصور المنشورة على الإنترنت المبنى وهو يحترق وتتصاعد ألسنة اللهب والدخان الأسود الكثيف منه.

وكتب الحاكم المحلي للمنطقة، دميترو لونين، على تيليغرام: "جريمة ضد الإنسانية. هذا عمل إرهابي واضح ومخزٍ ضد السكان المدنيين" ، واصفاً إياه أيضاً بأنه "جريمة حرب".

وقالت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية، التي قدمت تحديثات بشأن عدد القتلى والجرحى، إن 57 وحدة شاركت في إخماد النيران.

ولا يزال هناك أشخاص في عداد المفقودين، ومع حلول الليل، تجمع أفراد من أسرهم في فندق قريب، حيث أقامت فرق الإنقاذ قاعدة، لانتظار أي أخبار. وذكرت وكالة رويترز أنه تم إحضار الأضواء والمولدات الكهربائية إلى الموقع حتى تتمكن الأطقم من مواصلة البحث خلال الليل.

وتقع مدينة كريمنشوك في وسط شرق أوكرانيا على بعد حوالي 130 كيلومتراً من مناطق السيطرة الروسية.

وقال الرئيس زيلينسكي إن المركز التجاري ليس له قيمة استراتيجية بالنسبة لروسيا، ولا يشكل خطراً على قواتها المحتلة. مضيفاً: "محاولة الناس أن يعيشوا حياة طبيعية فقط، هي ما يثير غضب المحتلين".

ووصف الهجوم بأنه من "أفظع الأعمال الإرهابية في تاريخ أوروبا".

وقالت قيادة القوات الجوية الأوكرانية إن مركز التسوق أصيب بصواريخ Kh-22 أطلقت من قاذفات بعيدة المدى من طراز Tu-22M3، لكن بي بي سي لم تتمكن من التحقق من ذلك.

وقال شاهد العيان، فاديم يودينكو، لبي بي سي: "المركز دمر للتو. سابقا كانت الضربات تقع على مشارف المدينة، هذه المرة، استهدفت مركز المدينة".

وأضاف "لا أعرف ماذا أقول. لم أكن أتوقع أن شيئاً كهذا يمكن أن يحدث في بلدتي".

ووقعت الضربة الصاروخية في الوقت الذي اجتمع فيه قادة كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة والمملكة المتحدة في ألمانيا لحضور قمة مجموعة السبع لمناقشة، من بين أمور أخرى، تشديد العقوبات ضد روسيا.

وبالإضافة إلى إدانة الهجوم بشدة، تعهد بيان مشترك أصدره الزعماء الغربيون "بمواصلة تقديم الدعم المالي والإنساني والعسكري لأوكرانيا مهما طال أمد الحرب".

ولم يرد الكرملين بعد على الهجوم، لكنه ظل دائماً ينفي استهداف المدنيين.

وتقع كريمنشوك، في مقاطعة بولتافا، وهي واحدة من أكبر المدن الصناعية في أوكرانيا، ويبلغ عدد سكانها نحو 220 ألف شخص في تعداد عام 2021.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها المدينة لقصف بالصواريخ، فقد تم تسجيل ضربة في أبريل/نيسان وأخرى قبل 10 أيام في مصفاة نفط قريبة.

وقال حاكم المنطقة، سيرهي هايداي، إنه بعد ساعات من استهداف المركز التجاري، قتل ثمانية مدنيين وأصيب 21 آخرون أثناء تعبئتهم للمياه في مدينة ليسيتشانسك بشرق البلاد.

وكان هايداي دعا قبل وقت قصير المدنيين إلى المغادرة على الفور بسبب "التهديد الحقيقي لحياتهم وصحتهم".

وليسيشانسك هي آخر مدينة رئيسية لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية في مقاطعة لوهانسك الشرقية، بعد أن سيطرت روسيا على مدينتها التوأم، سيفيرودونيتسك.

ووصف وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الهجوم على مركز التسوق، بأنه "الأحدث في سلسلة من الفظائع"، بينما قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إنه سيعزز عزم الحلفاء الغربيين على الوقوف إلى جانب أوكرانيا.

وأضاف جونسون: "أظهر هذا الهجوم المروع مرة أخرى مدى عمق القسوة والهمجية التي سيغرق فيها الزعيم الروسي".

'تكتيك تفاوضي وحشي'

تحليل جو إنوود

مراسل بي بي سي نيوز في أوكرانيا

قد تكون كريمنشوك بعيدة عن الخطوط الأمامية، إلا أنها شعرت اليوم بحرارة هذه الحرب.

إن الجحيم الذي نتج عن الضربة الصاروخية الروسية على مركز تسوق كان لا يصدق. وأظهرت لقطات انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي المارة المذعورين يندفعون لمساعدة المتسوقين الذين كانوا في المركز عند وقوع الضربة.

وسمع صوت رجل وهو ينادي: "هل من أحد على قيد الحياة... أي شخص على قيد الحياة؟". وسرعان ما وصلت سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث، حيث نقلت الجرحى إلى المستشفيات. لكن قد فات الأوان بالنسبة لكثيرين.

وعلى الرغم من أن روسيا لم تعلق على الهجوم حتى الآن، لكنه يُشار إلى أن هذه كانت محاولة أخرى من قبل موسكو لإرسال رسالة، في الوقت التي كانت فيه مجموعة الدول السبع الثرية تناقش تقديم مساعدات جديدة لأوكرانيا.

وإذا كانت هذه هي الدبلوماسية الروسية، فقد كانت تكتيكاً تفاوضياً، يمثل أحد أكثر الأساليب وحشية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved