دعم أوكرانيا وخطر الإرهاب بإفريقيا على طاولة قمة الناتو في مدريد

آخر تحديث: الثلاثاء 28 يونيو 2022 - 2:21 م بتوقيت القاهرة

وكالات

- البيت الأبيض: قرار تاريخي مرتقب للحلف بشأن الدفاع الجماعي.. وستولتنبرج: مخاوف تركيا بشأن طلبات انضمام السويد وفنلندا للحلف "مشروعة"
- 18 قتيلاً في قصف روسي على مركز تسوق في كريمينتشوك الأوكرانية..وموسكو: استهدفنا مصنعا للأسلحة
انطلقت في العاصمة الإسبانية مدريد، الثلاثاء، أعمال قمة تاريخية حاسمة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" تستمر حتى يوم الخميس، والتي تعقد في خضم الحرب الأوكرانية التى تمثل أكبر أزمة أمنية في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، جاء ذلك فيما سقط 18 قتيلاً بقصف روسي على مركز تسوق بمدينة كريمينتشوك الأوكرانية، فيما أكدت موسكو أنها استهدف مصنعا للأسلحة.

وتتناول قمة "الناتو" 6 ملفات أبرزها "تأكيد وحدة الحلف ودعم أوكرانيا وتنامي خطر الإرهاب بإفريقيا".

ويشارك في القمة 40 رئيس دولة وحكومة، على رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن ومن المتوقع أيضا أن يشارك 5 آلاف شخص بينهم صحفيون وخبراء وباحثون، وسط إجراءات أمنية مكثفة، وفقا لشبكة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية.

ويأتي اجتماع مدريد في ظل الحرب الروسية الأوكرانية، وفي لحظة محورية للحلف بعد الإخفاقات في أفغانستان والخلاف الداخلي في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي هدد بسحب واشنطن من التحالف العسكري.

من جهته، قال البيت الأبيض في بيان، الثلاثاء، إن الرئيس بايدن ناقش مع نظيره الياباني فوميو كيشيدا العلاقة بين الأمن الأوروبي وأمن منطقة الهندي الهادئ.

وأضاف البيان أن بايدن تحدث أيضاً إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأكد أنه "سيراه في قمة الناتو".

وذكر أن الزعماء سيناقشون عواقب الغزو الروسي لأوكرانيا في قمة الناتو في مدريد، مشددا على أن القمة "ستتخذ قراراً تاريخياً" لتقوية الأمن والدفاع الجماعي للحلف.

وستكون مدريد خلال أيام القمة بمثابة قلعة محصنة تغلفها حالة طوارئ، إذ ينتشر 10 آلاف عنصر شرطة في كل مناطق العاصمة الإسبانية، من المطار إلى محطات القطار وقاعة المؤتمرات والساحات العامة.

وكان الآلاف قد استبقوا القمة بالاحتجاجات، حيث هتفوا وهم يحملون أعلام الاتحاد السوفيتي السابق برمزيها المطرقة والمنجل، بشعارات تندد بالتسلح، قائلين إن زيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا التي حث عليها الحلف تشكل تهديدا للسلام.

وتشارك في قمة مدريد كل من السويد وفنلندا، اللتين تتطلعان إلى الانضمام لحلف الناتو لكن المسألة معرقلة حالياً بسبب رفض تركيا، إضافة إلى الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك-يول، في خطوة غير مسبوقة أيضاً بالنسبة لسول.

وتتزامن القمة مع الذكرى الـ40 على انضمام إسبانيا للحلف وكانت آخر قمة استضافتها عام 1997، وشهدت قرارات تاريخية حيث تقرر آنذاك توسعة العضوية لتضم بلدان الشرق الأوروبي التي كانت ضمن حلف وارسو.

وكان أمين عام حلف الناتو، ينس ستولتنبرج قد صرح الاثنين، أن مخاوف تركيا الأمنية بشأن طلبات انضمام السويد وفنلندا للحلف العسكري "مشروعة ويجب معالجتها". جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، مع رئيسة وزراء السويد، ماجدالينا أندرسون، قبيل انعقاد قمة الناتو في مدريد.

من جهته، حث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، فنلندا والسويد على أخذ المخاوف الأمنية لبلاده على محمل الجد، وأكد أن محاولات البلدين للانضمام لحلف الناتو تظل معتمدة على اتخاذهما خطوات ملموسة للتعامل مع مخاوف تركيا بشأن مكافحة الإرهاب.

وقال أردوغان للصحفيين في أنقرة قبل المغادرة إلى مدريد للمشاركة في قمة للناتو: "لا نريد كلمات جوفاء، إنما نريد نتائج"، مضيفا أنه سئم الانتظار.

وكرر انتقادات أنقرة بأن السويد وفنلندا تدعمان حزب العمال الكردستاني المحظور، والمصنف منظمة إرهابية لدى كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

كما نقلت وكالة "الأناضول" التركية عن أردوغان القول إنه أجرى اتصالا هاتفيا صباح الثلاثاء مع بايدن، وأنه من المرجح إجراء لقاء بينهما في مدريد خلال ساعات.

من جهته، أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتصالا هاتفيا مع ستولتنبرج قبل القمة.

وكتب زيلينسكي عبر حسابه بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، الاثنين، أنه أكد خلال الاتصال الهاتفي أهمية امتلاك بلاده نظاما صاروخيا فعالا من أجل منع الهجمات الروسية. وأضاف زيلينسكي أن الاتصال تخلله أيضا تنسيق المواقف.

ميدانياً، ارتفعت حصيلة ضحايا قصف صاروخي روسي على مركز تسوق في مدينة كريمينتشوك (وسط) إلى 18 قتيلا على الأقل ما اعتبرته مجموعة السبع "جريمة حرب"ـ بينما أكدت موسكو أنه استهدف مصنعا للأسلحة.

وقال دميتري لونين الذي يرأس إدارة منطقة بولتافا: "18 قتيلاً.. خالص التعازي للعائلات والأقارب، عناصر الإنقاذ يواصلون العمل".

وتقع مدينة كريمينتشوك على بعد 330 كيلومترًا جنوب شرق كييف، وتبعد أكثر من 200 كلم عن خط الجبهة.

وأفادت خدمات الطوارئ في حصيلة سابقة عن مقتل 16 شخصًا وإصابة 59 آخرين، بينهم 25 في المستشفى.

لكن الجيش الروسي أكد أنه قصف مستودعاً للأسلحة في كريمينتشوك، ما تسبب في انفجارات أدت إلى اندلاع النيران في مركز تجاري مهجور.

وتشكل مدينة ليسيتشانسك الهدف المقبل للقوات الروسية بعد بسط سيطرتهم الكاملة على سيفيرودونيتسك، إثر معارك استمرت أسابيع عدة ودمرت المدينتين وأسفرت عن مقتل عشرات المدنيين.

وفي موسكو، قال الكرملين إن العمليات القتالية في أوكرانيا يمكن أن تنتهي خلال يوم إذا ألقت القوات الأوكرانية سلاحها.

من ناحية أخرى، نفى المتحدث الصحفي باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن يكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث إلى نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو عن تسليم بيلاروسيا صواريخ روسية برؤوس نووية، مشيرا إلى أن بوتين تحدث عن تسليم موسكو لمينسك مجموعة من المنظومات الصاروخية المختلفة.

وقال بيسكوف في تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية إنه "خلال اللقاء بين الرئيس الروسي بوتين ونظيره البيلاروسي لوكاشينكو، لم يتطرقا للحديث عن تسليم أسلحة وصواريخ تحمل رؤوسا نووية، بل اقتصر الحديث على تسليم منظومات صاروخية مختلفة".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved