المفتي: الجماعات الإرهابية استعملت أفتك أنواع الأسلحة ولم تفلح في زعزعة أمن مصر

آخر تحديث: الثلاثاء 28 يونيو 2022 - 4:32 م بتوقيت القاهرة

أحمد بدراوي

قال مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم الدكتور شوقي علام، إن تلك المرحلة الفارقة التي تمر بها مصر تستدعي منا جميعًا أن نكون في أعلى درجات اليقظة والوعي والاستعداد، حيث تواجه مصر الكثير من التحديات والحروب الخفية التي تستهدف شعبها وشبابها ووحدتها الوطنية.

وأضاف علام، خلال كلمته بفعاليات احتفالية وزارة الشباب اليوم، أن تلك الجماعات الإرهابية الضالة التي فشلت في زعزعة الأمن المصري واستقراره، استعملت أفتك أنواع الأسلحة الإرهابية فلم تفلح في زعزعة أمن مصر، ولم تنجح في شق صفها ولا في التأثير على وحدتها الوطنية، فلجأت إلى سلاح آخر أكثر خسة وقذارة وتأثيرًا، وهو سلاح بث الشائعات والأكاذيب وترويجها لقتل روح الأمل في قلوب الشعب المصري، وللتغطية على أي إنجازات وطنية أو حضارية على أرض الواقع.

وأوضح أن سلاح نشر الأكاذيب هو سلاح المنافقين من قديم الزمان، والمعول عليه في هذه المعركة هو وعي الشباب ويقظته؛ فالحرب التي نخوضها هي حرب الأفكار والمفاهيم، وأخطرها على الإطلاق تلك الأفكار التي تستغل العاطفة الدينية للشباب، فتحاول تلك الجماعات أن تهوي بهم في مزالق الانحراف عن مقاصد الشرع الشريف أو عن معاني الوطنية السامية.

وأضاف أن تلك الجماعات الضالة تحاول عن طريق نشر الأفكار الخاطئة والأخبار الكاذبة أن تعيد تشكيل هذا الإيمان الفطري وتلك العقيدة المغروسة في النفوس؛ لتستبدلها بمجموعة من الأفكار الفاسدة الصدامية الهدامة التي تأبى الانخراط في المجتمع والمشاركة في بنائه وتنميته، فتتعطل مسيرة البناء وتتولد حالة من اليأس والإحباط في نفوس الشباب، وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى التطرف والسقوط في مهاوي العنف والإرهاب.

وأشار إلى أن هذه الجماعات قد ولَّدت أفكارها من نفسيات معقدة عنيفة اجتزأت مفاهيم القرآن الكريم والسنة النبوية والفقه الإسلامي عن سياقاتها الصحيحة وما يكتنفها من ظروف وملابسات؛ لأنها وافقت ما استقر في وجدانها من تعصب وعنف، واستغلت تلك الطاقات الهائلة لدى الشباب في ترسيخ ذلك العنف، وخلق حالة من العداء والصراع بين أبناء المجتمع الواحد، بما يهدد الأمن والسلام المجتمعي، ويهدر أعمار كثير من الشباب دون استفادة حقيقية من تلك الطاقة الحيوية.

وتابع: "يأتي دور الشباب من خلال المشاركة في تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة الأفكار المتطرفة، ومواجهتها بكل الطرق الممكنة، خاصة تلك الأوسع انتشارًا بين الشباب، على شبكات التواصل الاجتماعي، والمنصات الرقمية، وهي في هذا العصر من أوسع أبواب الاستقطاب الفكري للجماهير عامة وللشباب خاصة، ومن خلالها نشأت بعض الأدوات التي استخدمها المتطرفون وغيرهم للعبث بعقول الشباب وأفكارهم ومصائرهم".

وبين المفتي، أن العبث بالمجتمع من خلال نشر الشائعات هو انحراف عن الهدي النبوي، مشيرا إلى ديننا الحنيف يدعونا إلى التثبت في الأخبار بأعلى مراتب التثبت واليقين فمن يتلقى الأخبار المختلقة بالسماع والقبول، ومن ينشرها بلا تثبت أو يقين هم جميعًا مشتركون في الإثم، لافتا إلى أن كثير من الشائعات -خاصة التي تستهدف فئة الشباب- تسعى إلى إحداث فرقة وإيجاد فجوات على مستوى الأفراد والمؤسسات، لتحقق نوعًا من السيطرة على تلك العقول بعد فصلها عن كيانها المجتمعي الأوسع.

وشدد على ضرورة إعادة الثقة بالمؤسسات الوطنية، وتفويت الفرصة على الجماعات الضالة التي تريد جعل مؤسسات الدولة بمعزل عن تلك الفئة الحيوية من المجتمع، وتريد تشويه مفهوم الدولة ومؤسساتها في نظر هؤلاء الشباب؛ سعيًا منهم إلى إيجاد حالة من الصراع المجتمعي بين الدولة وأفرادها، مؤكدا أنه لابدَّ من استعادة الثقة بين الشباب وبين تلك المؤسسات، من خلال المشاركة الفعالة ومد جسور الثقة مما يقوي تلك الروابط المجتمعية.

ودعا مفتي الجمهورية الشباب، إلى مزيد من بناء جسور التواصل مع المؤسسات الدينية الموثوقة، لافتا إلى أن كثير من جماعات التطرف سعت إلى العبث واستغلال الفتوى الشرعية من خلال أمرين؛ الأول: نشر فتاوى تهدد المجتمع وتخلق الفتنة بين أفراده، والثاني: العمل على تشويه بعض الفتاوى الصادرة عن دار الإفتاء، ونشرها على غير وجهها الصحيح، قاصدين إلى زعزعة الثقة في المؤسسة المنوط بها الإفتاء وبيان الأحكام الشرعية.

وأوضح أن الدار عملت على مواجهة تلك التحديات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وزيادة نطاق الانتشار عبر هذه المنصات، وتكثيف الحضور في الأوساط الشبابية كالجامعات وغيرها، والعمل على بناء الثقة في نفوس المستفتين من خلال بيان المراحل التي تمر بها صناعة الإفتاء كعمل مؤسسي قبل أن تصل إلى المتلقي، وسعت إلى تفكيك الفكر المتطرف، بالعديد من الأعمال العلمية التي تهدم فكرة استغلال الدين في شئون السياسة.

وذكر أن المعرفة المستنيرة والعقل الواعي والسعي إلى التطور والتقدم مع الحفاظ على المبادئ والثوابت هو حائط الصد المنيع الذي يقف أمام محاولات إهدار العقل والفكر، ومن ثم ينتقل إلى إهدار الأرواح وانتهاك الحرمات وسفك الدماء، ونحن نتطلع إلى أن تكون المرحلة القادمة من تاريخنا خالية من الإرهاب والتطرف، قائمة على عقل شبابنا المستنير ووعيه.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved