حرب أوكرانيا.. محلل أمريكي: بوتين يدفع إلى عهد جديد من الاضطرابات يُنذر بحرب عالمية ثالثة

آخر تحديث: الثلاثاء 28 يونيو 2022 - 8:30 ص بتوقيت القاهرة

د ب أ

منذ غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا ، أثيرت تكهنات بأن هذه الخطوة قد تؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة ، وحذر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف من أن قيام دول حلف الأطلسي(ناتو) بارسال أسلحة ومرتزقة وإجراء تدريبات قرب حدود روسيا يزيد احتمال نشوب صراع مباشر مع الحلف قد يؤدي لحرب نووية.

وقال جاكوب هيلبرون ، رئيس تحرير مجلة ناشونال انتريست الأمريكية ، إن بوتين ، بغزوه لأوكرانيا ، يقود إلى ما لا يقل عن عهد جديد من الاضطرابات.و الآن، مع سعي روسيا لتحقيق طموحاتها الامبريالية القديمة، يظهر مرة أخرى الإرث الكئيب لمعاهدة بريست/ ليتوفسك التي ابرمت عام1918 وتنازلت بمقتضاها روسيا عن أوكرانيا وكل دول البلطيق الثلاثة لألمانيا .

وأضاف أنه في شهر مايو الماضي ، تسبب مستشار الأمن القومي ووزيرالخارجية الاسبق هنري كيسنجر في إثارة ضجة في خطاب القاه أمام المنتدي الاقتصادي العالمي في دافوس ، عندما تحدث عن مفاهيم واقعية تقليدية ، بالإعلان عن أن التوصل إلى تسوية من خلال المفاوضات أمر حتمي ، خوفا من تصاعد الحرب إلى مواجهة مباشرة بين واشنطن وموسكو.

وأضاف كيسنجر " يتعين أن تبدأ المفاوضات في الشهرين المقبلين قبل أن تتسبب الحرب في اضطرابات وتوترات لن يكون من السهل التغلب عليها . و من الناحية المثالية ، يجب أن يكون الخط الفاصل هو العودة إلى الوضع الراهن".

وتابع "مواصلة الحرب إلى ما بعد تلك النقطة لن تكون بشأن حرية أوكرانيا ولكن حربا جديدة ضد روسيا

نفسها".

وفي برلين وباريس ،حيث تنتشر الهواجس بشأن مسار الحرب ، وجدت تحذيرات كيسنجر آذانا صاغية.
ولكن تصريحات كيسنجر دفعت منتقدين ،بما في ذلك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، للإعلان بأنه (أي كيسنجر) ينصح باتباع سياسة الاسترضاء في وجه الطغيان .

ويرى هيلبرون أن حجة المنتقدين بسيطة ومنتشرة على نطاق واسع أيضا وهي أنه ليس هذا وقت التخلي عن القتال. فروسيا الجشعة هي التي تواصل مسيرتها، حيث هاجمت جورجيا، وضمت شبه جزيرة القرم، وتهدد دول البلطيق، والآن تحاول غزو كييف نفسها .

ولذلك يتعين على روسيا أن تدفع ثمنا باهظا جراء أعمالها العدوانية ، وإذا ما أمكن الإطاحة ببوتين نفسه من السلطة ،فربما يمكن عندئذ القضاء على التهديد الذي تشكله روسيا إلى الأبد.

وفي منتدى دافوس الاقتصادي، قال الملياردير الأمريكي جورج سوروس " ربما يكون الغزو بمثابة البداية للحرب العالمية الثالثة وربما لا تستطيع حضارتنا التصدي لها ".

وأضاف سوروس" العالم يخوض على نحو متزايد صراعا بين نظامين للحوكمة على طرفي نقيض : المجتمع المفتوح والمجتمع المغلق".

وتتواجد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في مكان ما بين هذين النوعين من المجتمع.

وبعد تردد في البداية ، سلم بايدن كمية كبيرة من الأسلحة لأوكرانيا بما في ذلك حزمة مساعدات بقيمة 40مليار دولار.

وعلاوة على ذلك، أعلن بايدن خلال زيارته لبولندا في أواخر شهر مارس الماضي، أن بوتين "لا يمكن أن يظل في السلطة ".

ولم يكشف بايدن عن الكيفية التي سوف يتم من خلالها تحقيق ذلك . ومن جانبه ، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الهدف الأمريكي يجب أن يكون "إضعاف روسيا بشكل دائم".

ولكن بايدن رفض الموافقة على إنشاء منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا ، وقال أيضا "لن نرسل إلى أوكرانيا نظم صواريخ يمكنها ضرب أهداف داخل روسيا ".

وفي الحزب الجمهوري، تكاتف الكثير من المشرعين لدعم أوكرانيا، ويؤيد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل قضية كييف وهاجم علانية انتقاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للناتو.

ولكن المعركة بين الجمهوريين بشأن الشؤون السياسية ربما بدأت توا .وتتشكل بين بعض المحافظين ، معارضة وليدة لنهج بايدن الداعم لأوكرانيا.وهناك أشخاص ينتمون لتيار اليمين يلومون أمريكا نفسها على دعم الحرب في أوكرانيا أو على الأقل إطالة أمدها.

من جهة أخرى ، أعلن المرشح الجمهوري عن ولاية أوهايو جي دي فانس لمجلس الشيوخ رفضه لدعم أوكرانيا ضد روسيا.

وكتب كريستوفر كالدويل ، الذي كان قد أشاد في السابق ببوتين ووصفه بـ"رجل الدولة البارز في عصرنا" في صحيفة نيويورك تايمز" محذرا " أعطينا الأوكرانيين السبب للاعتقاد بأن بإمكانهم الانتصار في حرب تصعيد . فقد لقى عدة آلاف من الأوكرانيين حتفهم كان من المرجح ألا يموتوا لو كانت الولايات المتحدة قد تنحت جانبا".

ومع ذلك ، فإن التنحي جانبا سوف يعرض بايدن لسيل من الانتقادات من الصقور الجمهوريين ، مما يثير تساؤلا عن الطرف الخاسر في النقاش بشأن أوكرانيا ، وهو ما من شأنه أن يدمر رئاسته المتداعية بالفعل.

واختتم هيلبرون تحليله بالقول إن الاعتقاد السائد الآن هو أن أمريكا بصدد الدخول في معركة هامشية يمكن فقط أن تعرقل جهودها للتصدى لعدو أكثر خطورة وهو بكين . وبالنسبة لبايدن ،فإن الاخفاق في أوكرانيا ليس خيارا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved