أزياء الألعاب الأولمبية.. من الجري عراة قديما إلى ملابس تعتمد على العلم لمساعدة الرياضيين؟

آخر تحديث: الأربعاء 28 يوليه 2021 - 4:27 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

تتواصل فعاليات دورة الألعاب الأولمبية الصيفية "طوكيو 2021"، التي انطلقت رسميا، الجمعة 23 يوليو، وتستمر فعالياتها حتى 8 أغسطس المقبل، بمشاركة عدد كبير من الدول، ومن المعروف أن الحضارة الإغريقية القديمة كان لديها تاريخ مع هذه الألعاب ولكن ماذا تغير بين الماضي والآن؟

الألعاب الرياضية دون ملابس

تشير الأسطورة اليونانية القديمة أنه في عام 720 قبل الميلاد، كان الرياضي الأولمبي أورسيبوس عداءً يونانيًا من ميغارا، وقد اشتهر بأنه أول من ركض على الأقدام عارًيا في الألعاب الأولمبية، وأغلب الظن أن المنافسات الرياضية في هذا العصر كانت عارية.

تقول سارة بوند، أستاذة التاريخ المشاركة في جامعة آيوا: "كانت هناك فكرة كاملة عن كون أورسيبوس رياضيا بطوليًا ومنتصرًا، أصبح من بعده تقريبا ذهاب الإغريق عراة وسيلة للاعتراف بقوة الجسد الرياضي وبراعة الجسد البشري"، بحسب موقع "بي بي سي".

كما شارك رياضيون عراة لا تتجاوز أعمارهم 12 عامًا في الألعاب الأولمبية اليونانية القديمة، نظرًا للطبيعة الدينية للألعاب، أما النشاط الجنسي أو ممارسة الجنس للرياضيين فكانت محظورة تمامًا وكان من الممكن أن يثير ذلك استياء شديد، وكان للعري في الألعاب الأولمبية معنى مختلف في ذلك الوقت، وليس له علاقة بالمعاني الجنسية.

وفي اليونان القديمة كان يشاهد الألعاب الأولمبية أيضًا جمهور من النخبة الذكور، وجميعهم ينتمون إلى نفس الخلفية الثقافية والدينية، ويسمح لعدد قليل جدا من النساء غير المتزوجات بالحضور.

بحلول الوقت الذي تم فيه إحياء الألعاب الأولمبية الحديثة في عام 1896، كان المد الثقافي اليوناني قد تحول منذ فترة طويلة، لم يفكر المنظمون في إعادة التقليد اليوناني للمنافسة العارية بالطبع، وفي المنافسة الرياضية الحديثة، تلعب الملابس دورًا أساسيًا في الأداء - حيث توفر الأحذية ثباتًا وتضيف ارتكازا إلى خطوة العداء، ويمكن أن تساعد أزياء السباحة على الانزلاق في الماء بسهولة أكبر ويمكن للملابس الضيقة أن تقلل من سحب الرياح في الألعاب الأخرى.

هل للملابس دور في المنافسة؟

إن الدرجة التي تساهم بها الملابس في الأداء الرياضي، ليست الراحة فقط، حيث يعتمد الأمر على ملائمة الزي إلى جسد الرياضي الفردي، أو في الرياضات الجماعية، لأن الملابس تؤدي وظائف متنوعة للرياضيين، وفق لما قالته أولغا تروينيكوف، أستاذ المواد الوظيفية والهندسة المرتبطة بالإنسان في جامعة rnit في ملبورن.

فأولا يخلص الجسم من أي حمل زائد، ما يسمح بتوجيه قوة العضلات بشكل أفضل إلى المهمة التي تقوم بها، على سبيل المثال أحزمة رفع الأثقال والسبانديكس مفيدة، في تثبيت عضلات المنافس حتى يتمكنوا من توجيه كل طاقتهم نحو العمل الذي يقومون به، بدون هذه الملابس قد يتأثر الأداء، يمكن أيضًا أن تقلل الملابس شديدة النعومة المقاومة التي يواجهها الجسم عند التحرك في الهواء أو الماء - وهي ميزة للعديد من أنواع الرياضات، ويمكن لراكبي الدراجات أيضًا الاستفادة من ارتداء ملابس ضيقة ذات مقاومة منخفضة جدًا للهواء، مع وجود رقع خشنة موضوعة بشكل استراتيجي.

أضافت تروينيكوف، إن المثال الأكثر إقناعًا للمزايا الرياضية التي توفرها الملابس يأتي من السباحة، في عام 2008 حطم السباحون المتنافسون في أولمبياد بكين 25 رقما قياسيا عالميا، 23 منهم كانوا يرتدون بدلة متخصصة من البولي يوريثين لكامل الجسم تسمى LZR Racer قللت البدلة المتطورة من احتكاك الجلد بنسبة 24% وساعدتهم على السرعة، وفي مثال آخر فإن الملابس الضاغطة مصممة لتغيير طريقة تدفق الدم عبر الجسم من أجل تحسين الأوكسجين.

من ناحية أخرى، قالت باميلا مكولي ، مهندسة صناعية في كلية ويلسون للمنسوجات في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، تعتبر الأحذية قصة مختلفة ليس فقط لتحسين الأداء ولكن أيضًا لضمان السلامة، الأحذية المناسبة توفر دعمًا للقوس والكعب وتساعد بشكل كبير في الجري والقفز والانعطاف السريع، وتقلل الأحذية أيضًا من التأثيرات السلبية على الأطراف السفلية والعظام والأربطة والعضلات.

بالإضافة إلى أنه تطلب بعض الرياضات أحذية أكثر تخصصًا، الرياضيون الذين يتنافسون في الإبحار الأولمبي، يعتمدون على أحذيتهم لتقليل الانزلاق والمساعدة على استقرارهم عند التعلق بجانب القارب.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved