إيهاب عبدالرحمن: حذاء مقطوع و29 جنيها أسباب وصولى للعالمية

آخر تحديث: الجمعة 28 أغسطس 2015 - 1:06 م بتوقيت القاهرة

أجرى الحوار - محمد نور :

• طردوني من ملعب الزقازيق لأن «الكورة» أهم!

• ظروفى المعيشية دفعتنى للتفكير فى الاعتزال.. ووليد عطا أعادنى للحياة

• مرض والدتى وإصابتى حرمانى من تحقيق ذهبية الرمح فى بكين

• قادر على اقتناص ميدالية فى الأوليمبياد.. وتحقيق رمية فوق الـ90 «صعب»

• سعيد بذهبية الكينى ييجو.. والجمل قادر على منافسة الكبار

• أناشد المسئولين عن الرياضة فى مصر تأمين مستقبلى أنا وزملائى
نجح إيهاب عبدالرحمن لاعب المنتخب الوطنى لألعاب القوى فى حفر اسمه بأحرف من ذهب فى تاريخ الرياضة المصرية والعالمية ووضع اسمه على منصات التتويج العالمية لأول مرة، بعدما حقق المركز الثانى فى بطولة العالم المقامة حاليا فى بكين برمية رمح بلغت مسافتها 88.89 متر، ليحقق لمصر أول ميدالية فى بطولة العالم منذ انطلاق منافساتها عام 1983 فى فنلندا.

إيهاب عبدالرحمن أدهش العالم عندما حقق رقما قياسيا فى الدورى الماسى لألعاب القوى «جولة شنجهاى» بالصين حيث حقق رمية تاريخية فى مسابقات رمى الرمح بمسافة قدرها 89.21 متر.

وكان عبدالرحمن البطل العالمى فى رمى الرمح، من أوائل المتأهلين إلى أوليمبياد البرازيل 2016، بعدما حقق رمية بلغت مسافتها 83.14 متر فى الدورى الماسى الذى أقيم بالعاصمة القطرية الدوحة فى شهر مايو الماضى.

وزادت الأمال المعقودة على إيهاب عبدالرحمن فى أن يحصل على ميدالية ذهبية فى أوليمبياد ريو دى جانيرو المقبلة بالرازيل، لذا حرصت «الشروق» على إجراء حوار لمعرفة طموحاته فى الفترة القادمة والصعوبات التى واجهته منذ بدايته فى اللعبة.

• بداية.. كيف تقيم إنجازك التاريخى فى أوليمبياد بكين؟
-- مازلت أشعر بفرحة لا توصف، فقد كان النهائى قويا وصعبا للغاية بين أبطال عالم كبار، ونجحت فى تحقيق هذا الرقم وإحراز الميدالية الفضية وسعادتى جاءت لسببين، اولهما أنى اختتمت الموسم بميدالية فى بطولة عالمية، وأهديت لوطنى ميدالية جديدة هى الاولى فى اللعبة بالنسبة لها، والسبب الثانى أنها أول ميدالية عالمية لى فى فئة الكبار وهى لم تحدث منذ انطلاق منافسات اللعبة وهى ميدالية مهمة جدا لمصر قبل أن تكون بالنسبة لى.

• ومن أقوى اللاعبين ممن شاركوا فى النهائى؟
-- يوليوس ييجو، الكينى الذى حقق ذهبية البطولة كان مستواه مفاجأة للجميع وأشعر بالفخر للانجاز الذى حققه، حيث سيطرت أفريقيا على الذهب والفضة فى منافسات الرمح.

• كيف حقق الكينى رمية لمسافة فوق الـ90 مترا، وهل تستطيع تحقيق هذه النتيجة؟
-- المسافة فوق الـ90م يصعب على تحقيقها، خاصة أننى لم أتمرن بالشكل الجيد هذا العام، نظرا لإصابتى منذ خمسة أشهر وأجريت جراحة فى الركبة وعاودتنى الإصابة بشكل طفيف أول الشهر، ولكنى استكملت تدريباتى وأيضا عندما قمت بمحاولتى الثالثة شعرت بألم مفاجئ فى ظهرى، كما أننى تأثرت أيضا بسبب عدم استقرار صحة والدتى أخيرا، وهذا ما أثر على أدائى خلال المسابقة.


• كيف استقبل اللاعبون المنافسون الانجاز الذى حققته؟
-- بصراحة، لم يتوقعوا منا أى انجاز، يعرفون أننا نشارك فقط لكن دائما يكون من نصيبهم، فهم يعتقدون أننا غير مؤهلين للفوز ببطولات، لكن بفضل الله استطعنا أن نثبت لهم أننا أبطال ورفعنا رأس مصر عاليا، واذا كان لدينا نصف الإمكانيات المتاحة لهم لكان الوضع مختلف تماما، وبعد الرقم الذى حققته وجدت أبطال العالم يصافحونى وأشادوا بما حققته.

• حققت الصعب وبقى الأصعب، كيف تستعد لأوليمبياد ريو دى جانيرو؟
-- الاتحاد وضع لى خطة طويلة المدى منذ 2012 إلى عام 2016 وتتضمن المنافسة على حصد ميداليات فى بطولة العالم فى بكين وهو ما حققناه بالفعل، وانتظمت فى سلسلة من المعسكرات التأهيلية من أجل الاستعداد لأوليمبياد ريودى جانيرو عام 2016، وكان المعسكر الأهم بالنسبة لى هو معسكر فنلندا الذى استمر أربعة أشهر، حيث تعد فنلندا أكبر مدرسة فى الرمح وتعلمت منهم تقنية رائعة فى الرمى، وحتى الآن أنفذ الخطة بشكل رائع وأتمنى أن يتوج هذه المجهود بميدالية أوليمبية لأكون قد حققت إنجازين تاريخيين للمرة الأولى لتكون الميدالية الأوليمبية الأولى لمصر فى ألعاب القوى.

• حدثنا عن بداياتك وأبرز الصعوبات التى واجهتك؟
-- كنت أذهب للتدريب فى استاد جامعة الزقازيق لأنها أقرب مكان لى للتدريب، وفوجئت بمدير عام الاستاد يطردنى من الملعب وكان يقول بالحرف «الكورة أهم»!
وعندما انتقلت من بلدتى «كفر صقر» إلى القاهرة، للانضمام إلى الأهلى، لم أجد مكانا للعيش فيه سوى شقة على المحارة دون شبابيك فى عزبة الهجانة، كما أن هناك موقفا لن أنساه عند سفرى إلى أوليمبياد لندن دون حذاء، بعد رفض الاتحاد شراء واحد لى، وهو ما دفعنى للعب بحذائى «المقطوع»، وكانت النتيجة الخسارة لكنى لم أيأس خاصة بعد الاهتمام الكبير من جانب وليد عطا عقب توليه رئاسة الاتحاد، كما أن راتبى الشهرى فى النادى الأهلى عام 2007 كان 29.5 جنيه وفقا لائحة الموضوعة، رغم أنى كنت بطل جمهورية وقتها، وطبعا كان والدى ووالدتى هما من تكفلا بكل مطالبى المادية بالإضافة لدور المدرب محمد نجيب مدربى السابق.






• ماذا عن قرارك السابق بالاعتزال؟
-- بالفعل كنت قد قررت الاعتزال مرتين، الأولى عام 2007 عندما لم أجد شقة أعيش فيها بالقاهرة وشعرت باليأس حتى قابلت أشرف بكير رئيس الاتحاد وقتها رعانى ووفرلى الامكانيات بالتدريب فى المركز الأوليمبى بالمعادى وتراجعت عن القرار، أما فى 2011 اتخذت قرارا نهائيا بالاعتزال بعد إصابتى لمدة 5 أشهر، ولم أتمرن بعدها لثلاثة أشهر، حتى التقى بى وليد عطا رئيس الاتحاد الحالى وسألنى على كل احتياجاتى وبالفعل وفر لى كل شىء وحتى الآن لم يتركنى ويساندنى دائما حيث أعادنى للحياة.

• من هم أصحاب الفضل فى الإنجاز الذى حققته؟
--بالتأكيد لم أنس فضل والدى ووالدتى اللذين يعملان موظفين، وساندانى فى بداية مشوارى وتكفلا بجميع المصاريف، وبالطبع قبل كل بطولة يجب أن أتصل بوالدتى وأطلب منها الدعاء لى، والفضل الأكبر فى هذا الإنجاز وقوف وليد عطا بجانبى منذ عام 2011 ومساندتى سواء ماديا أو معنويا آخرها معسكر فنلندا الذى أصر أن أشارك به رغم قلة الدعم المادى للاتحاد وميزانيته الضعيفة التى تبلغ 800 ألف جنيه فقط، وشاركت بالمعسكر الفلندى الذى تكلف نحو ربع مليون جنيه وأيضا خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة الذى يقوم بدعمى منذ الدورى الماسى، كما يتم توفير المعسكرات وتحمل نفقات التنقلات وأدوات التدريب منذ بداية العام، كما أن القائمين على اللعبة فى النادى الأهلى كانوا يوفرون لنا جميع سبل النجاح.

• هل تعتقد أن الألعاب الأخرى تجد الدعم والمساندة من الدولة؟
--فى هذا الأمر أود أن أخبرك بشىء، قبل تحقيق إنجاز الدورى الماسى لم أكن معروفا، ولم تكن هناك أية صحف أو قنوات تليفزيونية تهتم بى أو بالبطولات التى أشارك بها ولكن بعد تحقيق الإنجاز أصبح هناك اهتمام من بعض وسائل الإعلام وأرى أن الاهتمام الوحيد فى مصر هو بكرة القدم فقط، ولست ضدها فهى اللعبة الشعبية الأولى فى العالم، ولكن هناك رياضات أخرى لابد أن تأخذ ولو جزء بسيط بجانب الكرة، فنجد أن هناك دولا أفضل من مصر بكثير فى الكرة تهتم برياضات أخرى أوليمبية وتحصد الكثير من الميداليات، وأضرب لك المثل بما يحدث فى الدول الأخرى من اهتمام على أعلى المستويات، فعندما حقق بطل النرويج بطولة العالم فى العام الماضى قرر الرئيس مكافأته بقصر بوسط العاصمة «أوسلو».




• من فى زملائك بالمنتخب تراه مؤهلا للحصول على ميدالية أوليمبية؟
-- مصطفى الجمل بالتأكيد لعب بطولة العالم وهو مصاب وكان مؤهلا للفوز بالذهبية برمى المطرقة، وأعتقد انه مؤهل بشكل كبير للحصول على ميدالية بالأوليمبياد وأيضا، ياسر فتحى وحسن عبدالجواد.

• أخيرا.. ماذا تطلب من المسئولين عن الرياضة فى مصر أنت وزملاؤك؟
-- أتمنى أنا وزملائى تأمين مستقبلنا فنحن نعطى كل وقتنا جهدنا لألعاب القوى، ونخشى بعد مرور فترة التوقف ولا نجد عملا، حيث يتطلب الخبرة ونحن ليس لدينا أى خبرة سوى فى مجال الرياضة وأتمنى أن أشعر أنى أمنت مستقبلى، وألا أخشى إذا تعرضت لأى إصابة أن أجلس فى البيت دون أن يهتم بى أحد، وعن رسالتى للرياضيين أقول لهم إنه يجب ان نجتهد وألا ننتظر مقابلا فى البداية وأن نبدع ونطور من أنفسنا وبعد أن نثبت أنفسنا نطلب ما نحتاجه من المسئولين.
إيهاب عبدالرحمن فى سطور
إيهاب عبدالرحمن من مواليد مدينة كفر صقر الشرقية، 26 عاما، حاصل على بكالوريوس تربية رياضية، لاعب رمى الرمح، بدأ ممارسة الرياضة فى بطولة المدارس عام 2006، وكان هدفه الحصول على درجات التفوق الرياضى فقط.

حصل على الميدالية الفضية فى دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، برونزية دورة الالعاب الافريقية للشباب عام 2007، فضية بطولة العالم للشباب عام 2008، المركز الأول فى دورة الألعاب الفرنكوفونية عام 2009، الميدالية الذهبية فى دورة الألعاب الافريقية عام 2010، الميدالية الذهبية العرب بالبطولة العربية فى الدوحة 2013 ثم أول دورى ماسى عام 2014 بشنجهاى بالصين.

مصنف كأفضل لاعب على مستوى العالم للكبار عام 2014 فى الرمح، بالإضافة للعديد من الميداليات فى البطولات العربية والافريقية وأخيرا أهم إنجاز لى الميدالية الفضية فى بطولة العالم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved