«عودة الروح».. كيف أثرت كتابات «توفيق الحكيم» في حياة الرئيس «عبدالناصر»؟

آخر تحديث: الجمعة 28 سبتمبر 2018 - 2:35 م بتوقيت القاهرة

شيماء شناوي

تحل اليوم ذكرى رحيل الرئيس الأسبق، جمال عبد الناصر، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 28 سبتمبر من عام 1970.

وفي ذكرى رحيله، تستعرض «الشروق» علاقة الزعيم بالأديب توفيق الحكيم، والذي لقبه الرئيس بالأب الروحي للثورة.

من أكثر الأدباء التي تأثر بهم الرئيس جمال عبد الناصر، كان الأديب «توفيق الحكيم»، خاصة بعد قراءته رواية «عودة الروح»، في شبابه، وقد تأثر «عبد الناصر» بفكرة «البطل المخلص»، وشعر أنه هو المعبود الذي سيخرج من بين أبنائها، ومن هنا كان «توفيق الحكيم» من الأدباء الذين أثروا في السلطة وتأثروا بها، بالرغم من محاولاته العديدة الهروب من براثنها.

وكانت الصداقة التي ربطت بين «الزعيم والحكيم»، علاقة قوية، وكان يسمح بسببها لتوفيق الحكيم زيارة الرئيس جمال عبد الناصر في أي وقت، كما أن الأديب ساند ودعم أفكار الثورة، ووقف مع الزعيم في الكثير من القرارات والمواقف التي اتخاذها، وقد اعتبره الرئيس عبد الناصر، الأب الروحي للثورة، ومنحه كل ما يمكن لزعيم أن يمنحه لأديب، فحصد «الحكيم» أرفع الأوسمة والجوائز المصرية، ومنها: «قلادة النيل»، و«جائزة الدولة التقديرية في الآداب» و«وسام العلوم والفنون» من الدرجة الأولى في العام نفسه؛ كما سمح له بمقابلته في أي وقت، بل أن جمال عبد الناصر فصل وزير المعارف؛ لأنه طلب فصل «توفيق الحكيم» باعتباره موظفًا غير منتج.

ويحكي «الحكيم» عن طبيعة هذه العلاقة في كتابه، «عودة الوعي»، لقد كانت ثقتي بـ«عبد الناصر» تجعلني أحسن الظن بتصرفاته والتمس له التبريرات المعقولة، وعندما كان يداخلني بعض الشك أحيانًا، وأخشى عليه من الشطط أو الجور، كنت ألجأ إلى إفهامه رأيي عن بعدٍ وبرفق، وأكتب شيئًا يفهم منه ما أرمي إليه، فقد خفت يومًا أن يجور سيف السلطان في يده على القانون والحرية، فكتبت «السلطان الحائر». ثم خفت أن يكون غافلًا عما أصاب المجتمع المصري قبيل حرب 1967 من القلق والتفكك، فيعتمد عليه في الإقدام على مغامرة من المغامرات فكتبت «بنك القلق»، وهي كلها كتابات مترفقة بعيدة عن العنف والمرارة، لمجرد التنبيه لا الإثارة، وكما علمت فقد قرأها وفهم ما أقصده منها، ولكنه فيما ظهر لم يأخذ بها، بل اندفع في طريقه.

وبعد رحيل جمال عبد الناصر، أصيب توفيق الحكيم بحالة إغماء أثناء تأبينه، لكنه عاد بعد فترة وكتب كتابه الأشهر «عودة الوعي» والذي أبرز فيه مساوئ فترة حكم الرئيس عبد الناصر، فكتب يقول «إنني أرجو أن يبرّئ التاريخ عبد الناصر؛ لأني أحبه بقلبي، ولكني أرجو من التاريخ ألا يبرّئ شخصًا مثلي، يُحسب من المفكرين، وقد أعمته العاطفة عن الرؤية، ففقد الوعي بما يحدث حوله».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved