لماذا اعتبر عبد الناصر موسم الحج قوة سياسية للعرب؟

آخر تحديث: الإثنين 28 سبتمبر 2020 - 12:29 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين

تحل اليوم 28 سبتمبر، الذكرى الخمسين لرحيل الرئيس جمال عبد الناصر؛ وذلك إثر أزمة قلبية تعرض لها بعد ختام أعمال القمة العربية بالقاهرة سبتمبر 1970.

وعبدالناصر هو ثاني رؤساء مصر بعد إعلان الجمهورية في 1954، وتولى السلطة في عام 1956 و لمدة 14 عاما، تخللت فترة حكمه أحداث سياسية مؤثرة، مثل: تأميم القناة، والعدوان الثلاثي على مدن القناة، وحرب اليمن، وحرب استنزاف ما بعد هزيمة يونيو 67، وكان لكل أثر في ترسيخ صورته كزعيم بارز في وجدان المصريين، ليودعوه في جنازة تاريخية حضرها الملايين.

لم يقتصر مفهوم السياسة عند عبدالناصر في لقاءات دولية وتوقيع اتفاقيات، بل كانت له أبعاد مختلفة، وذلك كما يظهر في ما ذكره في كتابه «فلسفة الثورة»؛ حيث يذهب ناصر ليوم هام في ذاكرته، وهو يوم ذهابه مع الوفد المصري (نوفمبر 1953) لتقديم واجب العزاء في وفاة الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية.

وأتيحت له في تلك الرحلة أن يزور الحرم المكي، ليجد خواطره تتحرك وتطوف في سرد العدد الكبير من البلاد التي وصل إليها الدين الإسلامي، وتعرض أمامه فكرة، لماذا يقتصر مفهوم الحج على فكرة أنه تصريح بدخول الجنة بعد عمر مديد أو محاولة لشراء الغفران.

ويؤكد على فكرة أن يتحول الحج لقوة سياسية ضخمة للمنطقة العربية، وذلك من خلال أن تتناوله الصحافة من واقع أنه مؤتمر إسلامي كبير يجمع كل أبناء العالم الإسلامي وقادته، والذي من الضروري أن توضع من خلاله خطوطا عريضة تخدم هذا العالم وتدعم تعاونهم المشترك.

ويصف المشهد حينها: "يجتمعون خاشعين ولكن أقوياء، متجردين من المطامع ولكن عاملين، مستضعفين لله أشداء على مشاكلهم وأعدائهم، حالمين بحياة أخرى، ولكن مؤمنين بأن مكانا لهم تحت الشمس يتعين عليهم اختلاله في هذه الحياة".

ويختتم ناصر بأنه عندما سرد هذه الخواطر على الملك الجديد سعود بن عبد العزيز؛ أعجب بها، قائلا: حقا إنها الحكمة الحقيقة من الحج.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved