كيف رصدت بعض الصحف الفرنسية حملات المقاطعة لمنتجاتها؟

آخر تحديث: الأربعاء 28 أكتوبر 2020 - 3:04 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

الشد والجذب بين فرنسا ودول العالم التي تحتوي على أغلبية مسلمة أصبح حديث كثير من الصحف الفرنسية بعد تصاعد الأحداث التي بدأت برسوم مسيئة للرسول الكريم محمد.

وكان للمواقع والصحف الفرنسية تغطيتها لهذا الحدث الذي له تأثيرات على العلاقات الخارجية لفرنسا، حيث نشر الموقع الرسمي لدبلوماسية فرنسا "وزارة الشئون الخارجية"، أن "هذه الدعوات تحرف المواقف التي تدافع عنها فرنسا لصالح حرية المعتقد وحرية التعبير وحرية الدين ورفض أي دعوة للكراهية، كما أنهم يشوهون ويستغلون الملاحظات التي أدلى بها رئيس الجمهورية في 2 أكتوبر في ليس مورو وخلال التكريم الوطني لصمويل باتي، بهدف محاربة الإسلام الراديكالي".

 

ووصف الموقع مسلمي فرنسا أنهم جزء لا يتجزأ من المجتمع والتاريخ والجمهورية الفرنسية، ودعت الدبلوماسية إلى توقف الدعوات التي وصفتها أنها "لا طائل من ورائها"، مؤكدة أن هذه الأحداث يتم استغلالها من أقلية متطرفة.

بينما عادت مجلة "لي بوينت" الفرنسية إلى التسعينيات من القرن الماضي، واستدعت أحد الأحداث الدموية التي وقعت في الجزائر، في صيف عام 1997، وشبهت المجلة في تقريرها هذه الواقعة بواقعة ذبح المدرس الفرنسي صامويل باتي.

وكانت الواقعة كما روتها صحف عالمية ومن بينها فرانس برس، أن جماعة مسلحة مكونة من عشرات الأشخاص الملتحين الذين يرتدون الزي الأفغاني الذي يميز المقاتلين الإسلاميين دخلت إلى بلدة بن طلحة، الواقعة جنوب عاصمة الجزائر، وقتلوا مئات الأشخاص، واستمرت المذبحة بحسب شهود من العاشرة والنصف مساء إلى الفجر، مخلفة نحو 100 قتيل حسب السلطات آنذاك.

كما رصدت المجلة في تقرير آخر جانبا من الدعوات وردود الفعل المعارضة لموقف فرنسا، وذكرت تحديدا موقف أردنيون وإطلاقهم هاشتاج "نبينا خط أحمر" و"مقاطعة فرنسا" عبر منصة تويتر.

وتحت عنوان "رياح الغضب ضد الفرنسيين في العالم الإسلامي تتلخص في خمس صور"، نشرت صحيفة "لي إكسبريس" تقريرا راصدا للدعوات التي وجهت ضد فرنسا، وذُكر في مقدمة التقرير: "دهس ماكرون وإحرق الألوان الثلاثة، العالم الإسلامي يعبر عن غضبه من كلمات إيمانويل ماكرون الأخيرة في الرسوم الكاريكاتورية لمحمد".

ذكر تقرير كل من موقف الرئيس التركي، ثم ليبيا ودعوات التظاهر في ساحة الشهداء الكبرى في طرابلس، وفلسطين حيث تجمع عدد من الأشخاص أمام مقر إقامة السفير الفرنسي وحرق صور ماكرون في غزة.

وأضاف التقرير أن العديد من المتاجر أفرغت جميع المنتجات الفرنسية من أرففها، في الكويت والأردن، حيث اعتبر وزير الشؤون الإسلامية محمد الخلايلة أن "الإساءة" إلى الأنبياء "ليست مسألة حرية شخصية بل جريمة تحرض على العنف"، وفي المنطقة المغاربية، دعا رئيس الحزب الإسلامي الجزائري جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية وطلب استدعاء السفير الفرنسي.

واكتفت مواقع أخرى بنشر ردود وزارة الخارجية الفرنسية وتغريدات إيمانويل ماكرون عبر منصة تويتر، ونشر صور مناضهة للرئيس الفرنسي وفرنسا، مثل موقع "باريس ماتش".

ونشرت أخرى تحليلات سياسية للوضع الراهن، ومنها موقع "تويني مينتس"، الذي نشر تقريرا عن تأثيرات المقاطعة على فرنسا، ووصف فيه فريدريك إنسيل، أستاذ العلوم السياسية، أن الدعوات الحالية ذات رسالة رمزية أكثر من أنها حركة جماهيرية.

وأضاف: "مقاطعة المنتجات الفرنسية في الشرق الأوسط هي الأولى، لكن لا ينبغي المبالغة في تقديرها والخوف منها، نحن نتحدث عن خمس دول في العالم فقط من بين 57 دولة ذات أغلبية مسلمة، ومن بينهم قطر التي سكانها 300 ألف نسمة بينما يوجد 1.5 مليار مسلم على الأرض!".

وجاء في التقرير أيضا أنه من الناحية الاقتصادية، هذه المقاطعة، التي تنتشر بشكل أساسي عبر الشبكات الاجتماعية، لا تهدد فرنسا بشكل مباشر، إنها مقاطعة رمزية على حد وصف آن صوفي سيبان، أستاذ الجغرافيا السياسية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved