لازم أعيش.. حكاية مرضى البهاق على شاشة الدراما لأول مرة والبعض يلمس حياته فيها

آخر تحديث: الأربعاء 28 أكتوبر 2020 - 3:51 م بتوقيت القاهرة

الشيماء فاروق وعبدالله قدري

لفتت حكاية "لازم أعيش" أحدث حكايات مسلسل "إلا أنا"، والتي تعرض حاليا على شبكة قنوات "دي إم سي"، انتباه الكثيرين، وتصدرت تريند مواقع التواصل الاجتماعي، نظرًا لاهتمام قصته الإنسانية وعرضها مشكلة مرضى البهاق من خلال قصة فتاة شابة تحاول إخفاء آثار مرضها بالمكياج.

الحكاية من إخراج مريم أحمدي، وتأليف نجلاء الحديني، ومن بطولة جميلة عوض، نجلاء بدر، أحمد خالد صالح، خالد أنور، سلوى محمد علي، سلمى أبوضيف، فراس سعيد، باسم مغنية.

بين الحكاية والواقع.. تشابهات

تفاعل مع العمل جمهور منصات التواصل الاجتماعي نظرا لقصته الإنسانية، كما أنه أصبح محل حديث مرضى البهاق في مجموعاتهم المغلقة على موقع فيسبوك، ومن بينهم شيماء رفعت، التي لفت انتباهها العمل لما تتشابه به أحداث المسلسل مع الفتاة الأربعينية، فقبل 22 عاما اكتشفت شيماء إصابتها بالبهاق، عندما لفتت انتباهها إحدى صديقاتها، بأن علامات الإصابة بدأت في الظهور خلف أذنها، وهو نفس ما حدث في المسلسل.

وتقول شيماء لـ الشروق: "نفس ما حدث في المسلسل حدث معي بالضبط"، لذلك تحرص على متابعة حلقات الملسلسل يوميا، "حسيت إن في حد أخيرا هيتناول الموضوع ده بشكل مختلف وهو إن البنت بتتعرض لمشكله في مواجهة المجتمع وبتضطر تكدب على اللي حواليها".

وترى شيماء أن تجسيد دور الفتاة المصابة بالبهاق نقطة نور وإحساس بمعاناة المصاب لأن "مريض البهاق بيكون حساس أوي خاصة لو كان بنت"، لكن شيماء لم تلتفت إلى نظرات المجتمع، حيث قالت: "الفكرة إنك تتقبل نفسك وتحول المرض ده لتميز".

كانت شيماء منذ إصابتها، تسعى للوصول إلى علاج للبهاق، "أخدت علاجات كثيرة، لكني لم أخفي حقيقتي"، ومع مرور الوقت رأت شيماء أن عليها قبول حقيقتها والتصالح مع البهاق لأنه شيء "لا يعيبني بل يميزني" على حد وصفها.

وكرست حياتها لتقديم الدعم للمصابين الجدد الذين ينضمون إلى قائمة المصابين بالبهاق من خلال عرض فيديوهات أو كتابة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تحث المصاب على فهم المرض، والتعامل معه بشكل طبيعي، "كنت دائما أما حد بحسه مكسوف من مرضه بدعمه وأقوله دي ميزة من عند ربنا"، حسب ما ذكرت.

7 سنوات من البحث عن علاج

"نمت زعلان صحيت عندي بهاق"، هكذا قال شاب بلغ من العمر 37 عاما، إنه منذ سبع سنوات فقد سيارته في حادث سرقة، وحزن عليها بشدة؛ ما تسبب له في ظهور علامات مرض البهاق على جلده، فهو يتصور كما أقنعه مجموعة من أصحاب التجارب مع هذا المرض، أنه أصيب بسبب الحزن، وكلما حزن أكثر أو ساءت حالته النفسية كلما زادت العلامات على جسده.

وأضاف الشاب، "م.م" الذي رفض ذكر اسمه، ويعمل مدير فرع لإحدى شركات المياه في السعودية، إن جدته كانت مصابة بالمرض، وبعد ظهوره عليه واجه الكثير من الأسئلة حول شكله ولماذا لا يعالج نفسه، ولماذا لم يتزوج حتى الآن وهل هذا المرض معد أم لا، عشرات من علامات الاستفهام تلقى عليه في كل مرة يلتقي شخص جديد.

"لجأت للطب البديل وصرفت فلوس تجوز 3 شباب"، هكذا عبر في ضيق عن سعيه نحو العلاج في كل من مصر والسعودية، وأنه زار كثير من الأطباء دون فائدة، وزار أكبر عطار في مكة، وحصل على وصفات مختلفة ولم تأتِ بأي نتيجة تُذكر.

سمع "م.م" عن مسلسل "إلا أنا" وقصته "لازم أعيش"، من أعضاء جروب موجود على منصة التواصل الاجتماعي، يجتمع فيه مرضى البهاق من دول مختلفة، وقال إنه قرر مشاهدته عندما ينتهي من بعض الأعمال تشغله بعدما تحمس له بعد الآراء التي قرأها عنه.

البهاق .. أزمة نفسية أشد ضراوة من الأزمة الجسدية

البهاق هو تلون جلدي مكتسب، يظهر على هيئة بقع بيضاء عاجية أو طباشيرية مقيدة جيدًا تتسرب إلى سطح الجلد، ويصيب 1٪ من سكان العالم، حيث يتأثر كلا الجنسين بالتساوي، وينتج عن فقدان تدريجي لصبغة الميلانين من طبقات الجلد؛ ما يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء، ويمكن أن يحدث البهاق في أي عمر.

لا يعد البهاق مرضًا ذا خطورة طبية ولكن هناك وصمة عار اجتماعية مرتبطة به لأسباب تجميلية، ومع ذلك، فإنه يسبب توترًا نفسيًا كبيرًا للمريض الذي يشعر بالحرج، وغالبا ما تزيد هذه البقع تدريجيا في الحجم وتسبب الكثير من الضغط النفسي لدى المريض، في حين أن البهاق هو اضطراب جسدي وليس نفسي ولكن تأثيره يوافق ذلك، وفق موقع المكتبة الوطنية الأمريكية للطب.

ويقول جون هاريس، مدير عيادة البهاق ومركز الأبحاث في جامعة ماساتشوستس، إنه منذ أن بدأ في عمله، 2008، وقد رأى خلال هذه المدة أن جميع مرضاه يعانون من الاكتئاب والشعور بالخجل ومنهم من يرفض مغادرة المنزل، نظرا لوصمة العار التي ينظر لهم بها المجتمع.

وأضاف أنه في بعض المجتمعات يتم نبذ الأفراد المصابين بالبهاق وحتى أفراد أسرهم وحرمانهم من فرص زواج أفضل.

وفي إحدى الدراسات النفسية التي أجريت عام 2014، في مركز أبحاث مستشفى أوايسي بمدينة حيدر أباد الهندية، وُجد أن جميع الأشخاص ذوي البشرة الداكنة - المشاركون في الدراسة- يعانون من اضطراب اكتئابي شديد، ولديهم أيضًا نسبة أعلى من الرهاب الاجتماعي، وزيادة خطر الانتحار، وانخفاض احترام الذات، مقارنة بالأفراد ذوي البشرة الفاتحة، وكان الاكتئاب مرتفعا في الطبقات الاجتماعية والاقتصادية المتوسطة والدنيا مقارنة بالطبقة العليا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved