«إبراهيم ناجي.. زيارة حميمة تأخرت كثيرًا» كتاب جديد لسامية محرز مع دار الشروق

آخر تحديث: الخميس 28 أكتوبر 2021 - 12:44 م بتوقيت القاهرة

شيماء شناوي

طرحت دار الشروق كتاب «إبراهيم ناجي.. زيارة حميمة تأخرت كثيرًا»، للكاتبة سامية محرز، أستاذة الأدب العربي، ومديرة مركز دراسات الترجمة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

رحلة طويلة قطعتها سامية محرز منذ الطفولة في المدارس الأجنبيّة بالقاهرة، حيث نفّرتها المناهج الحكوميّة المقرّرة على جميع طلبة الجمهورية من الأدب العربي، ثم في جامعات الولايات المتحدة حيث بدأ تصالحها مع جذورها، إلى أن استقرت أخيرا في الجامعة الأمريكيّة بالقاهرة لتدرس الأدب العربي ذاته!.

إحدى المحطّات الهامة في رحلتها كانت الشاعر الرومانسي الكبير إبراهيم ناجي، جدّها لأمّها، ولدت بعد وفاته بعامين ودرست شعره على مضض في المدرسة ولم تعره اهتماما إلى أن ورثت من خالتها أوراقًا له بعضها خطابات ومذكّرات شخصيّة ومسودّات لبعض أهم قصائده من بينها قصيدة «الأطلال» والبعض الآخر ترجمات أدبيّة، ومشاريع كتب غير مكتملة في الطب كلها لم يطّلع عليها أحد قبلها، ألقت الضوء على جوانب مجهولة ومطموسة من حياته: معاناته الماديّة وصراعاته مع البيروقراطيّة وعلاقاته العاطفيّة التي طالما حرصت عائلته على إبقائها طى الكتمان.

وكانت النتيجة هذه الزيارة الحميمة بين الحفيدة الناقدة، وجدّها الطبيب الشاعر تنبئ في طيّاتها عن تشكّل علاقة جديدة بينهما.

وفي تقديمها للكتاب تقول سامية محرز: استوقف نفسي اليومَ بعد كلِّ هذه السنين لأتساءل: أمِنْ حقّي، أنا الحفيدة التي قاطعتْه عمرًا، أنْ أُفشِي بِـ«أسراره» وقد حفظتْها خالتي مدى العمر؟ أستحضر جدّي المثقَّف المنفتح، والشاعر الصعلوك، والطبيب الإنسان، فنحن أيضًا- هو وأنا - بيننا «شبه»، ولو كان قد عاش لكنتُ نافستُ بناته على صداقته.

ومن الكتاب نقرأ: إنّ مذكرات ناجي هي هامشٌ من هوامش حياته العامّة، فإذا «حذفنا» منها «الأجزاء الشخصيّة»، فسنخرج بمسخ يُضاف إلى كلّ المسخ الذي ابتدعناه لرموزنا السياسيّة والثقافيّة والفنيّة والغنائيّة والسينمائيّة، محوِّلين كلّ هؤلاء إلى آلهة معصومة من الخطأ والخوف والهوان والندم، ومحرومين من البهجة واللعب والعشق والنشوى، بل من الحياة نفسها، وقد كان هذا المَسْخ هو السبب الأوّل للجفاء بيني وبين جدّي، فهل لي أن أعيد إنتاجَه وأُبقِيَ عليه فأبقي على الجفاء وأهجر الكتابة؟.

وفي الفصل الثالث الذي حمل عنوان «ما تبقّى لهم»، تسرد الحفيدة سامية محرز ملامح العلاقة بين إبراهيم ناجي وزوجته فتقول: «أمّي قد وظّفت هذه الخطابات أو البعض المنتقَى منها، فأشهرتْه سلاحًا في وجه كلّ من تجرّءوا وادَّعَوْا أنّ جدّي لم يكن سعيدًا مع جدّتي، وكلّ من ادَّعتْ أنّها ملهِمة أشعاره، أتصفّح بعض الحوارات والمقابلات مع أمّي في الصحف فأجدها قد أعطتْ صورًا من بعض الخطابات للصحفيّين الذين يهبّون عليها كلّ عام في عيد ميلاد جدّي أو ذكرى وفاته بنفس الأسئلة المعهودة، أعطتْها لهم للتدليل على قصّة الحبّ بين جدّي وجدّتي.

وتقول أمّي في حوار مع جريدة «الشباب» في عددها 311 الصادر في يونيو 2003: «أبي وأمّي عاشا أجمل قصة حبّ رومانسيّة على مدى 25 سنة، وكتب لها أجمل أشعاره»، وتؤكّد في الحوار: «ملهمات والدي كثيرات جدًّا، لكنّه لم يحبّ سوى أمّي منذ تزوَّجَها».

وعن الكتاب يقول الأديب صنع الله إبراهيم: «كتاب بديع يمثّل إضافة هامّة لكتابات سامية محرز السابقة في النقد الأدبي والترجمة».

سامية محرز؛ أستاذة الأدب العربي ومديرة مركز دراسات الترجمة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

صدر لها العديد من الدراسات والمقالات في مجالات الأدب والنقد الثقافي ودراسات الترجمة إلى جانب عدة كتب باللغة الإنجليزية من بينها الكاتب المصري بين التاريخ والرواية: دراسات في أدب نجيب محفوظ، صنع الله إبراهيم وجمال الغيطاني (1993) الحروب الثقافية في مصر: السياسات والممارسات (2008) أطلس القاهرة الأدبي (2010) حياة القاهرة الأدبية (2011) وبالاشتراك مع لفيف من المتخصصين في الترجمة ودراساتها كتاب في مكان الآخر: دراسات عبر تخصصية في مجال دراسات الترجمة من القاهرة (2019)، هذا الكتاب هو أول عمل لها باللغة العربية.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved