حصاد 2018.. 4 مسؤولين على «كف عفريت»!

آخر تحديث: الجمعة 28 ديسمبر 2018 - 12:21 م بتوقيت القاهرة

حسام شورى

لم يكن عام 2018 لطيفا بالنسبة لعدد من قادة الدول حول العالم؛ إذ واجهت بلادهم، وواجهوا معها، أزمات غير مسبوقة خلاله، كان بعضها جزءا من السياق العالمي الذي يهيم بتعثراته السياسية والاقتصادية على أغلب دول العالم، لكن من اللافت أيضا أن بعض الأزمات نتجت عن ممارسات السياسيين أنفسهم، وهو الأمر الذي أغضب شعوبهم، وبقى مستقبلهم السياسي غير واضح في ظل ما يواجهوه من احتجاجات أو عرقلة لمشاريعهم.

تستعرض «الشروق» في هذا التقرير 4 من هؤلاء المسؤولين الذين وضعهم عام 2018 على «كف عفريت»!

1- دونالد ترامب
2018 كان العام الأصعب، حتى الآن، على رجل الأعمال الذي أصبح رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب، فمنذ دخوله البيت الأبيض، في يناير 2017، والأزمات تلاحقه كل يوم، بعضها كانت مؤجلة، والبعض الآخر اختلقها هو نفسه بعد توليه الرئاسة.

أبرز تلك الأزمات:
- انسحاب الكثير من مساعديه الذين بدأ بهم رئاسته، آخرهم وزير الدفاع جيم ماتيس.
- تحقيقات المحقق الخاص روبرت مولر بشأن اتهامات تشمل صلات بين حملة ترامب الانتخابية في 2016 وروسيا.
- اعتراف وإدانة محاميه السابق مايكل كوهين، بارتكاب جرائم تتعلق بتمويل حملة ترامب الانتخابية، إلى جانب دفع مبالغ مالية إلى ممثلات إباحية لضمن صمتهم على علاقات غير شريعة قمن بها مع ترامب.
- سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب في انتخابات التجديد النصفي، ما قد يؤثر على فرصه في انتخابه لفترة رئاسية جديدة، أو استكمال فترته الحالية.
- صدور كتب تتعرض له وتنتقده، وتبرز فضائحه، أبرزها: «نار وغضب، المعتوه، والخوف».
- زعم حارس سابق في برج ترامب بنيويورك أن الرئيس أنجب طفلا غير شرعيًا من إحدى الخادمات خلال الثمانينيات، وأن ترامب منحه 10 آلاف دولار للتستر على فضيحته الجنسية.
- اتهامات ضد ترامب بأنه ساعد والده على التهرب الضريبي، وأخرى بأنه زوّر شهادة مرضه التي جنبته الخدمة العسكرية في الجيش الأمريكي خلال فترة الستينات.
- إغلاق إدارات فيدرالية أمريكية 3 مرات خلال 2018، كانت الأخيرة بعد فشل مفاوضات الكونجرس وترامب بشأن مشروع قانون للحصول على تمويل لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.

2- إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد أن فاز بالرئاسة بصعوبة بسبب مواجهة اليمين الفرنسي في الانتخابات العام الماضي، يواجه هذا العام اختبارًا أصعب يهدد استمراره في الرئاسة، أو على الأقل تطبيق مشروعه.
فتظاهرات «السترات الصفراء» الرافضة لإجراءت ماكرون الاقتصادية، والتي انطلقت في 17 نوفمبر 2018، كلفت فرنسا خسائر كثيرة، وكلفت الرئيس خسائر سياسية يصعب عليه تعويضها، لتنضم بعد شهر من المواجهات العنيفة بين الأمن والمتظاهرين، حركة «السترات الزرقاء» التي يقودها رجال الشرطة المطالبين بزيادة رواتبهم.
لم تكن هذه الأزمة الوحيدة التي واجهها ماكرون هذا العام؛ فقد تحولت الاحتفالات بعيد العمال في مايو الماضي إلى تظاهرات رافضة مشروعات «إصلاحية» يعزم على تطبيقها، لم تستمر طويلا مثل السترات الصفراء، أو الزرقاء، ولكن ما حدث خلال تلك التظاهرات أثر بشكل كبير على «ساكن الإليزيه»؛ حيث قام أحد كبار الحرس الشخصيين للرئيس الفرنسي بضرب أحد المحتجين وتم تصويره خلال ممارسته هذا العنف، وعجز ماكرون على احتواء تلك الأزمة وأقر بوجود قصور في إدارته.

3- تريزا ماي
خلال عام 2018 لم يمض يوم إلا ويجد جديد بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، وخطة البريكست والتي جاءت تريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية الحالية من أجل تنفيذها، ولكنها وجدت نفسها خلال العام أمام عقبات كثيرة.
ومنذ أن أعلنت مسودة اتفاق «بريكست» تجد ماي معارضة شديدة لمشروعها، وقد شهدت حكومتها، منذ أن ترأستها، 9 استقالات بسبب «بريكست» أبرزهم الوزير المكلف بالطلاق البريطاني الأوروبي، دومينيك راب، بالإضافة إلى شايلش فارا، وزير إيرلندا الشمالية في حكومة ماي.
وبحسب ماي نفسها فأن الخيارات المتاحة بعد رفض بعض النواب لمشروعها هي: «إما الموافقة على خطتها بشأن الخروج، أو البقاء داخل الاتحاد الأوروبي، أو الخروج دون خطة أو اتفاق».
ولا زالت ماي تتفاوض، حتى الآن، على شكل الخروج الأمثل من الاتحاد، ودراسة شكل العلاقات المستقبلية بين المملكة والاتحاد الأوربي فيما يخص التجارة والصيد البحري والكثير من النقاط الخلافية بين الطرفين.

4- بنيامين نتانياهو
تعرضت حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لعدة أزمات ودعوات للإطاحة به، خلال عام 2018، أبرزها استقالة وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان في نوفمبر، احتجاجا على قبول هدنة مع الفصائل الفلسطينية في غزة، والذي أيدها نتانياهو.
وآخر ما ينم عن تلك الأزمات هي الموافقة على حل الكنيست وإجراء انتخابات مبكرة في أبريل المقبل، بدلا من نوفمبر 2019، بعد أزمة مع الأحزاب الدينية التي ترفض مشروع قانون رئيسي متعلق باليهود المتدينين المتطرفين الذين يرفضون الخدمة في الجيش الإسرائيلي مثل نظرائهم العلمانيين.
وإذا فاز نتانياهو في هذه الانتخابات سيكون أكثر السياسيين الإسرائيليين بقاءا في هذا المنصب، بولاية خامسة، ولكن على الجانب الآخر يواجه هو وزوجته سارة اتهامات بالفساد، ويخضع للتحقيق في 3 قضايا، أبرزها المتهم فيها نتانياهو بتقديم تسهيلات لشركة اتصالات، مقابل دعمه من خلال الموقع الإخباري التابع للشركة.
وفي قضية أخرى تم توجيه تهم الاحتيال وخيانة الثقة وتلقي سلع عن طريق الاحتيال إلى سارة؛ إذا تقول عريضة الإتهام إنها حصلت، مع موظف حكومي، على أكثر من 100 ألف دولار من أموال الدولة عن طريق الاحتيال لشراء مئات الوجبات من مطاعم، مما يعد خرقا للقواعد التي تحظر هذا السلوك إذا كان هناك طباخ مقيم، إلا أن سارة وزوجها نتانياهو، ينفيان جميع التهم الموجهة إليهما.
وفي سياق ليس ببعيد، تظاهر مئات الإسرائيليين، في نهاية شهر ديسمبر، وهم يرتدون «سترات صفراء» كالتي يرتديها المحتجون الفرنسيون في تل أبيب احتجاجاً على زيادة فواتير الماء والكهرباء المقررة في 2019، ورفعوا لافتات كتب عليها «الحكومة ضد الشعب، الشعب ضد الحكومة»، و«لنناضل ضد الغلاء» و«كفوا عن هدر المال على المستوطنات» في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved