فيروس كورونا.. أسوشيتد برس: عادات عربية تأبى الالتزام بقواعد الحجر الصحي

آخر تحديث: الأحد 29 مارس 2020 - 2:07 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

سلطت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية، الضوء على تغير نمط الحياة اليومية في العديد من الشعوب العربية مع انتشار فيروس كورونا.

بمقهى شهير في قلب العاصمة العراقية بغداد، يعكف هاشم مازن على تنسيق أحجار الشيشة لزبائنه وسط أنغام الموسيقى التي تصدح وسط تجاهل تام لكون ذلك مخالفا لقواعد السلامة الشخصية من فيروس كورونا.

ومنعت العديد من الحكومات العربية، عادات أساسية لدى شعوبها بسبب كورونا لتصبح الأعراس والشيشة المحببة لكثيرين وجلسة المقهى من الممنوعات ولكن كثيرون لا يلتزمون بتلك القرارات في مختلف البلدان.

ورغم أن الحكومة تقوم بعمل نداءات يومية لشعب العراق للتوقف عن التجمعات العامة إلا أن ذلك النداء لا يجد صدى لدى مصطفى أحمد الذى يعتبر المقهى الذي يعمل به هاشم بيته الثاني.

ويقول مصطفى إن "الحرب نفسها لم تجعلني أمكث فى بيتي فلماذا أمكث أسبوعين بسبب الفيروس؟"، مضيفا أنه "في كل أزمة كان يواظب على مجالسة أصدقائه حول الشيشة فقط الفرق في وقت كورونا أنهم يقومون بذلك مختبئين من الشرطة".

وطالب المرجع الشيعي في العراق علي السيستاني، الأهالى بتجنب السلام باليد أو التعانق إلا بعد التعقيم ولبس القفازات.

ويقول هاشم صاحب المقهى إن زبائنه لا يجدون حرجا بتبادل السلام دون قفازات وحتى تبادل القبلات بشكل مستمر ولذلك توجد علبة المعقم في المقهى لتعقيم اليدين بعد السلام.

وبالقرب من مقهى هاشم يقول الحلاق توني بولس إنه يحاول الترويج لثقافة المسافات الآمنة بين زبائن صالون حلاقته لذلك علق صورة لشخصين يتصافحان عليها علامة x للتحذير من تلك العادة.

وفى ضواحى بغداد يقول نجم عبدالله سعد بينما يزن لنفسه كيلوين من البرتقال إن إغلاق المقاهى أفسد حياته الزوجية فالشيشة كانت مهربه الوحيد لأنها أفضل طريقة لإمضاء الوقت.

وسجل العراق أكثر من 450 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، و40 حالة وفاة معظمها في الأيام السبعة الماضية.

وفى اليمن أكثر الدول تخوفا من انتشار كورونا بسبب الوضع الطبي المتردي تنتشر عادة تناول القات في جلسات لأصحاب يتبادلون الحديث والنميمة بينما يمضغون المخدر الذى الشهير فى بلاد اليمن.

ورغم منع السلطات الشرعية في مدينة عدن الجنوبية بيع القات وإغلاق أسواقه إلا أن تجار القات وجدوا طريقهم لزبائنهم بمساعدة المقاتلين الموالين للحكومة.

أما في صنعاء الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي فبالرغم من منع تجمع أكثر من 8 أشخاص إلا أن أسواق القات تنتشر فى كل مدينة وقرية.

ويقول يوسف الحضري مسؤول وزارة الصحة الحوثية إن 90% من الرجال يقدمون على أسواق القات التى سمحت إدارة الحوثي بإبقائها مفتوحة ساعتين يوميا بينما أضاف الحضري أنه لا ضرر من تناول القات فيما يتعلق بكورونا، رغم تحذير خبراء صحيون من خطورة ذلك.

وفى لبنان يبدو المواطنون أكثر حرصا على سلامتهم ولكن أكثر أسفا على عادات محببة سيهجرونها حتى إشعار آخر.

لم تعتد مدينة صيدا الساحلية جنوب بيروت على ذلك الهدوء من قبل إذ كانت المقاهى تملأها ضجيجا حين يجلس الزبائن يتبادلون السجائر والمزاح ولعب الورق.

وفي رصيف فارغ بميناء المدينة يجلس الصياد قاسم دير وأصحابه وبين كل منهم متر على الأقل يتحدثون عن كورونا.

ويقول قاسم: "كنا نحب المقهي الذى يجمعنا بعد أن ننتهى من أعمالنا ولكن اليوم لا عمل ولا مقهي فقط بوسعنا اختلاس بعض اللحظات لنجلس مع بعضنا قبل أن نعود ونحبس نفسنا بالبيت".

وفى بيروت نفسها، كان باسم مكي صاحب محل مجوهرات أكثر بؤسا من صيادين صيدا لأنه سيؤجل عرسه وهو الرجل الأربعيني الذي اقترض المال كما فعلت خطيبته نفس الشيء لإقامة عرس محترم بفندق 4 نجوم ليعزموا فيه 130 من الأصحاب.

ويقول باسم الذي أجل عرسه الذى كان مقررا 10 إبريل، إنه لم يتوقع أن تسير الأمور هكذا بينما يحاول إظهار ابتسامة رضا تبدو أنها مصطنعة تماما.

وعلى عكس باسم فكر آخرون في حلول بديلة لإقامة أعراس مبهجة دون إلغائها حتى إشعار آخر.

ففى مدينة دهوك العراقية الكردية فكر روان محمد بدلا من عمل عرسه في قاعة مغلقة أن يختار أرض زراعية مفتوحة للعرس حيث يصعب انتقال العدوى.

ويقول محمد: "قبل العرس أخبرنا الجميع أن يأتوا ويقدمون المباركات ويلتقطون الصور فقط دون تقبيل أو أحضان".

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved