رغم اختلاف الأسباب.. كورونا يحفز اندلاع الاحتجاجات في دول العالم
آخر تحديث: الأربعاء 29 أبريل 2020 - 9:30 م بتوقيت القاهرة
منال الوراقي:
بعد أن دخلت في حالة من الركود بسبب وباء كورونا، عادت الاحتجاجات في العديد من الدول من جديد خلال الفترة الأخيرة، وبالرغم من تباين أسبابها إلا أن فيروس كورونا كان حاضرا كطرف فيها، وسبب رئيسي في بعضها، سواء للاحتجاج على أضراره التي خيمت على اقتصاد بعض البلدان، أو تداعياته التي أزعجت بعض المواطنين، أو التنديد بعدم قدرة الحكومات في التعامل معه.
وترصد "الشروق" في التقرير التالي أبرز الاحتجاجات المندلعة حول العالم خلال الفترة الأخيرة..
- في لبنان.. مظاهرات لتردي الأوضاع الاقتصادية
عادت الاحتجاجات إلى مناطق عديدة بأنحاء لبنان مرة أخرى، حيث نظم المحتجون مظاهرات مطالبين باستعادة الأموال المنهوبة ومحاكمة الفاسدين، معربين عن استيائهم من تردي الأوضاع المعيشية في بلادهم، لا سيما وأن الأمور ازدادت سوء بفعل تداعيات فيروس كورونا.
وأسفرت المظاهرات في يومها الأول عن سقوط قتيل وعدد من الجرحى في مدينة طرابلس شمال لبنان، خلال مواجهات وعمليات كر وفر بين المحتجين، وعناصر الجيش الذي أطلق الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
- في أمريكا.. مظاهرات تلبية لرغبة الرئيس
تظاهر المواطنين في عدد من الولايات من ضمنها ولايات تكساس وفيرجينيا ومينيسوتا وميتشجان، بدعم من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى يرغب فى إعادة فتح الاقتصاد الأمريكى، ويواجه صعوبات مع حكام الولايات الذين لا يريدون المخاطرة بالفتح المبكر، الذي قد يسفر عن عواقب أكثر من الفوائد.
ونشر الرئيس الأمريكي عبر حسابه بـ"تويتر" مجموعة من الدعوات للناس بتحرير الولايات من الحكام، وهى الدعوة التى لاقت استجابة كبيرة، فخرج المواطنين، في 20 أبريل الجاري، إلى شوارع الولايات حاملين أعلام عملاقة لأمريكا، ومطالبين بضرورة فتح البلاد مرة أخرى رغم تفشى الوباء بها، وفقا لصحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
- في البرازيل.. احتجاجات لدعم تراخي الحكومة
تسبب الفيروس فى حالة انقسام بين البرازيليين بسبب رفض وتراخي الرئيس البرازيلى، جايير بولسونارو، للتدابير الصحية التي فرضتها منظمة الصحة العالمية، وتحديه لفرض الحجر الصحي حفاظا على الاقتصاد، فخرج مؤيدي الرئيس فى مظاهرات ضد تدابير العزل حفاظا على وظائفهم وأعمالهم اليومية، بينما يرى معارضيه أنه يفضل الاقتصاد على الصحة العامة، وشنت الصحف البرازيلية حملة ضد الرئيس بولسونارو.

- في هونج كونج.. احتواء الفيروس يشعل المظاهرات
في هونج كونج، ومع اطمئنان المواطنين لاحتواء الفيروس في البلاد، خرجوا لاستكمال مظاهراتهم مجددا، اليوم الأربعاء، مرددين شعارات مؤيدة للديمقراطية في المركز التجاري المركزي بالمدينة، وهي الأحدث في سلسلة احتجاجات صغيرة مع تباطؤ تفشي فيروس كورونا، بالرغم من قواعد التباعد الاجتماعي التي تحظر التجمعات العامة لأكثر من 4 أشخاص.

- في سويسرا.. مظاهرات الأحذية تسيطر على المشهد
وفي ساحة بمدينة زيورخ السويسرية، وضع نشطاء مدافعون عن البيئة صفوفا من الأحذية، في 24 أبريل الجاري، ليحلوا محل المتظاهرين، الذين عادة ما يشاركون بأنفسهم في أيام الجمعة للمطالبة باتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ، وقال المنظمون إنهم أرادوا إيصال رسالتهم مع احترام الإجراءات المفروضة لاحتواء كورونا.

- في إسرائيل.. اندلاع مظاهرات التباعد
أما في تل أبيب، فقد تظاهر آلاف الإسرائيليين، في 20 أبريل الجاري، ضد ما يعتبرونها "تهديدات للديمقراطية الإسرائيلية"، رافضين المفاوضات الجارية بين رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو ومنافسه السابق بيني جانتس لتشكيل حكومة، وفقا لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية.
وتجمع الإسرائليين في ساحة إسحاق رابين مرتدين كمامات وملابس سوداء وواقفين على مسافة مترين من بعضهم بعضا، ملتزمين بتدابير التباعد الاجتماعي التي تم اتخاذها لمكافحة وباء كورونا في إسرائيل، التي سجلت 13 ألف إصابة بينها 172 وفاة.

- احتجاجات سلمية في روسيا وتونس وكندا
فيما شهد عدد كبير من دول العالم احتجاجات على الإجراءات المشددة المفروضة للتصدي لفيروس كورونا، ففي جنوب روسيا تظاهر مئات الأشخاص، في 20 أبريل الجاري، ضد حظر التجول المفروض بسبب تفشي الفيروس.
وفي تونس، تظاهر مئات المواطنين في أحياء شعبية بالعاصمة، في مطلع الشهر الجاري، رافضين إجراءات حظر التجوال التام المفروضة في إطار احتواء تفشي كورونا، مطالبين بالمساعدات التي وعدتهم بها الحكومة أو بمنحهم إذنا بالتنقل من أجل كسب الرزق.

كما شهدت كندا مظاهرات واحتجاجات ضد إجراءات الإغلاق المفروضة بسبب كورونا، وحذر رئيس وزراء مقاطعة أونتاريو الكنديّة، دوج فورد، المواطنين من التظاهر ضد إجراءات الحجر، واصفًا من يخرقون الحظر بأنهم عديمو المسؤولية وأنانيون.
- أخرى يشوبها العنف في ألمانيا والنيجر وتشيلي
وفي ألمانيا، اعتقلت الشرطة مجموعة من المتظاهرين الرافضين لقرارات الإغلاق في العاصمة برلين، فحاولت الشرطة صرف المحتجين بطريقة لطيفة، ولكنها هاجمت شباب يدعون إلى إثارة العنف لعودة الحياة لطبيعتها في ألمانيا.
وفي النيجر، حيث اندلعت الاحتجاجات ضد قرار فرض حظر التجوال في البلاد، واعتقلت الشرطة 274 شخصًا في العاصمة نيامي، بتهمة تعكير النظام العام والتجمع المسلح وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة، كما صادرت 8 سيارات و26 دراجة ناريـة، بعدما تحولت المظاهرات إلى أعمال عنف، وفقا لوكالة أنباء النيجر.
وفي تشيلي، فرقت الشرطة احتجاجا جديدا مناهضا للحكومة بأحد الميادين الرئيسية بالعاصمة سانتياجو، في 25 أبريل الجاري، واعتقلت 14 محتجا لاختراقهم القيود المفروضة للحد من انتشار كورونا، وهي حظر التجمعات.