بشير الديك لـ«الشروق»: الدراما المصرية في خطر ونسبة نجاح موسم رمضان لا تتعدى 1%

آخر تحديث: الأربعاء 29 مايو 2019 - 9:59 م بتوقيت القاهرة

إيناس عبدالله

لا أتوقع الكثير من العمومية الطارئة لـ«مؤلفى الدراما» لكنها بداية لتحريك المياه الراكدة
أعطوا مؤلفين مجهولين كبريتا فأحرقوا أنفسهم وأحرقوا المسلسلات والمهنة معهم
«الكبار» مستعدون للتنازل عن أجورهم لتقديم أعمال محترمة
نفتقد الممثل القادر على إمتاعنا كمشاهدين بأدائه والمخرج الذى يبهرنا برؤيته بعد أن جلس الكبار فى بيوتهم


أبدى الكاتب بشير الديك عضو جمعية مؤلفى الدراما العربية عدم تفاؤله من النتيجة التى تسفر عنها الجمعية العمومية الطارئة المتوقع عقدها للاعضاء اليوم الخميس، ووصف الاجتماع بأنه محاولة للم شمل كتاب الدراما المصرية، الذين لم يلتقوا منذ رحيل الكاتب محفوظ عبدالرحمن الرئيس السابق للجمعية.

وقال فى تصريحات خاصة لـ«الشروق»: لا يخفى على أحد أن حال الدراما المصرية حاليا لا يسر عدوا ولا حبيبا، وأن موسم رمضان هذا العام فشل فشلا ذريعا فى تقديم عمل يحظى باحترام وتقدير الجميع سواء المشاهد العادى او المختص، وعليه أرى أن الدعوة لعقد جمعية عمومية طارئة محاولة لتحريك المياه الراكدة ورسالة للمسئولين عن الإنتاج، نقول فيها أن هناك جيلا من المؤلفين الكبار القادرين على إعادة الدراما المصرية لمكانتها التي تستحقها، تم عزلهم، ويجلسون فى بيوتهم بلا عمل، لأنهم رافضون لشكل المنظومة التى يدار بها المجال، وتدخلات النجوم والمخرجين في عمل المؤلف.

وأضاف: للأسف في محاولة لتوفير النفقات، لجأت الجهات الانتاجية لمجموعة من المؤلفين المجهولين، الذين يفتقدون للثقافة والموهبة، ولا يعرفون شيئا عن فن كتابة السيناريو، وأرى ان بعضهم مجرد مهرجين رقصوا على المهنة، بعد أن رأت الجهات الانتاجية أن أجر المؤلف الحقيقى مبالغ فيه، فاستعانت بالصغار وأعطوهم الكبريت فحرقوا أنفسهم وحرقوا المسلسلات وحرقوا المهنة التى أصبحت تفتقد لأبجديات العمل الدرامى، وانعكس هذا على اداء الممثلين، فافتقدنا الممثل القادر على امتاعنا كمشاهدين بأدائه، كما افتقدنا للمخرج الذى يبهرنا برؤيته بعد ان جلس الكبار فى بيوتهم أيضا، وانتشرت ظاهرة الانتقام فى المسلسلات جميعا، بشكل رهيب ومدمر، بغرض عمل جذب كاذب للجمهور، ووقعنا ضحية للقتل والدمار والدماء والثأر وتفكك الأسرة المصرية فى كل المسلسلات.

واستطرد: ولان لكل قاعدة شواذ، فهناك اسماء لابد من الاشادة بها واذكر منها مريم نعوم التى قدمت لنا وجبة درامية ممتعة فى «زى الشمس» المأخوذ عن مسلسل إيطالى، وقدمت لنا عملا احترم عقولنا، ومن الملاحظ ان الاعمال المأخوذة عن فورمات هى التى تحصد النجاح كل عام بداية من «جراند اوتيل» و«ليالى اوجينى» وغيرهما، وكان يراودنى أمل أن أشاهد عملا قيما لعبدالرحيم كمال هذا الكاتب الذى نجح فى إكمال مسيرة الكبار فهو رجل موهوب ومثقف ومبدع، لكن للأسف تم التلاعب فى السيناريو الذى كتبه مما دفعه للتبرؤ منه، وعليه تكون نتيجة نجاح موسم رمضان هذا العام لا تتعدى الـ 1%.

وأشار: "أضف لهذا كله تلك المهزلة التى نعانى منه من الإعلانات التى أفقدت العمل الدرامى قيمته، وبعد كل دقيقة من حلقة المسلسل، نقع ضحية لسيل من الإعلانات تصل مدتها أحيانا لنصف ساعة تقدم لنا قيما استهلاكية مستفزة لا تتناسب مع دولة تسعى للبناء والتطور، وكدت أصرخ متألما من هذه المهزلة، متسائلا إلى أى مدى يستمر هذا الوضع المتردى دون ايجاد حل لعرض الاعلانات فى أوقات تحترم المشاهد والعمل الفنى الذى يشاهده؟

وانتقل للحديث عن قضية عرض الأعمال التراثية على احدى المنصات الإلكترونية التى ستتم مناقشتها فى الجمعية الطارئة، قائلا:
للأسف منذ سنوات طويلة ونحن نسعى وراء قانون حق الاداء العلنى للمؤلف، الذى نجح فى تفعيله الموسيقيون، فيما فشلنا فى تفعيله، وعليه فهى فرصة لإحياء الامر مرة أخرى، ومعرفة أين حقنا العلنى من هذا الاتجاه، وسعدت من وضع هذا الموضوع ضمن أهم المحاور التى تناقشها الجمعية، رغم اقتناعى أن الحديث لن يخرج عن إطار الكلام العام، ولكن ربما نخرج بقرارات قابلة للتفعيل ونسترد حقوقنا المهدرة.

جدير بالذكر أن جمعية مؤلفى الدراما العربية دعت عموم كتاب الدراما فى مصر إلى جمعية عمومية طارئة يوم الخميس المقبل، وذلك فى تمام التاسعة مساء بمقر اتحاد الكتاب، لمناقشة العديد من الموضوعات، أهمها اختيار رئيس للجمعية بدلا من الراحل محفوظ عبدالرحمن، ومناقشة موضوع بيع الديجيتال الخاص بمكتبة التليفزيون لاحدى المنصات الإلكترونية وضرورة الحفاظ على حقوق أصحاب هذه الأعمال، ومناقشة تفعيل قانون حق الأداء العلنى، ومناقشة القضايا الخاصة بالمؤلف الدرامى فى ظل ما يحدث الآن من تدخلات بعض النجوم وبعض المخرجين وتفعيل قانون حق المؤلف.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved