بعد حظرها في الصين.. مربو الفئران: كورونا ضربت تجارتنا.. ونعاني من الفقر

آخر تحديث: الإثنين 29 يونيو 2020 - 2:36 م بتوقيت القاهرة

بسنت الشرقاوي

كان من المفترض أن يكون هذا العام عامًا جيدًا لبيع فئران البامبو، بينما كانت الأسعار ترتفع بشكل مطرد لشعبيتها كطعام شعبي شهي، ولكن أثرت جائحة فيروس كورونا، الذي انطلق من الصين، على عملية البيع والتربية.

قال ليو بينج، مربي جرذان البامبو: "هذه الجرذان ممتلئة ومعروفة بقواطعها الحادة ولحمها الوفير لكن فيروس كورونا إثر على حركة البيع وبدلا من أن يصبح الناس يتحدثون في الوقت الحاضر عن التخفيف من حدة الفقر أصبحنا على وشك الوقوع في فقر مدقع".

تعود القصة عندما تم اكتشاف فيروس كورونا الغامض في سوق بمدينة ووهان الصينية، معروف ببيع الحيوانات الغريبة، والبرية، لتنقل بعدها السلطات الحيوانات البرية بما في ذلك فئران البامبو الضخمة.

وبحسب موقع الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية، افترض باحثون صينيون منذ ذلك الحين أن أنواع الحيوانات البرية مثل جرذان البامبو وحيوان البانجولين والقطط قد تكون ناقلا للفيروس التاجي الجديد إلى البشر.

وتضررت حركة البيع والتربية بعدما تحركت الصين بسرعة لإغلاق استهلاك الحيوانات البرية، في 24 فبراير، حيث قامت الهيئة التشريعية الوطنية الصينية بتعليق تجارة الحيوانات البرية غير القانونية، محاولة منها لاقتلاع العادة الخبيثة المتمثلة في أكل الحيوانات البرية، وقامت مدن مثل شنتشن بتطبيق سياساتها الخاصة بعيدة المدى التي أوقفت أيضًا استهلاك بعض الحيوانات المستأنسة، لا سيما الكلاب وهي حركة يمارسها ناشطو الحيوانات منذ سنوات.

ولا يزال تعليق بيع وشراء الحيوانات البرية يحتوي على ثغرات كبيرة لمربي الحيوانات من المناطق الريفية، الذين يزودون حدائق الحيوان وصانعي الأدوية التقليدية، بالحيوانات اللازمة.

ومنذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، شجعت سياسات التنمية الريفية بشكل صريح تربية الحيوانات الأسيرة مثل الثعابين والفئران والبانغولين، وهي ثدييات متقشرة تحظى بالتقدير في الطب الصيني التقليدي.

فيما كان ينتقد المسؤولون المحليون تجارة الأحياء البرية كوسيلة لسد الفجوة بين الريف والحضر وتحقيق الأهداف الوطنية الطموحة للتخفيف من حدة الفقر.

حظيت فئران البامبو بشعبية خاصة بين المربين، فهي تعتبر طعام شهي يؤكل في أجزاء من جنوب الصين، ويشتهر جزئيا من قبل مشاهير الإنترنت، الذين يصورون تربية وحفلات شواء الفئران التي اجتذبت ملايين المشاهدات على وسائل التواصل الاجتماعي.

يقول ليو، وهو مربي جرذان البامبو، من قرية صغيرة في قوانجدونج، إن الحكومة دعمت تربية الجرذان في أواخر العام الماضي، وأنه حصل على 100 ألف يوان، على شكل قروض لتوسيع عمليات تربية الفئران، بفضل برنامج محلي للتخفيف من حدة الفقر.

كان قرض ليو بدون فائدة لأول عامين، ولكن بعد أقل من شهرين من استثماره، ضربت جائحة الفيروس التاجي البلاد، وقال ليو: "لم أكسب فلسا واحدا منذ العام الجديد في يناير، انا لدي آباء مسنين وأطفال صغار لإطعامهم".

يغضب ليو بشكل خاص من التسميات التعسفية التي تبدو عليها الأنواع المحظورة بينما يُسمح باستهلاك الأنواع الأخرى.

فعلى سبيل المثال، يستمر تعريف الصين لما هو حيوان بري يقتصر على بعض الحيوانات دون الأخرى، حيث أدرجت 17 نوعًا تقليديًا مثل الدجاج والأرانب بالإضافة إلى 16 نوعًا خاصًا، بما في ذلك الغزلان والنعام المتبقعة، تحت بند الحيوانات البرية، وقررت الوزارة أن هذه الحيوانات ستعتبر الآن ماشية، مما يعني أنه يمكن تربيتها وتجارتها.

وبينما حظرت الصين معظم استهلاك بعض الحيوانات البرية، فإنها لا تزال تسمح بأربع فئات واسعة من أنشطة التكاثر، فلا يزال يُسمح للمربين بتربية بعض الحيوانات البرية في الأسر من أجل الفقراء، أو لأغراض البحث العلمي وتزويد حدائق الحيوان والسيرك.

كما سمحت الحكومة للمربين أيضا بتربية الحيوانات مثل الدببة السوداء والبنغولين لاستخدامها في الطب الصيني التقليدي.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved