هل تستطيع القصص الأدبية أن تغير تفكيرنا؟

آخر تحديث: الأربعاء 29 يوليه 2020 - 6:23 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق:

التفاعل بين القاريء والقصة التي يقرأها أمر جدلي، يختلف وفق البيئة والسياق الذي يكون فيه الفرد ومدى تفاعله وتفكيره نحوها، وإن القصص المرتبطة بالأبطال الخارقين أو التي تميل إلى الخيال بنسبة كبيرة لها تأثيرات مختلفة على عقل الإنسان.

ولكن ما هي هذه التأثيرات؟ وكيف يمكن لقصة أن تغير شيء من آراءنا أو تفكيرنا؟، يجيب عن هذه الأسئلة تقرير نشر في موقع "آ بي سي نيوز" الأسترالي.

* كيف تنقلك القصص إلى أماكن وحياة أخرى؟

يقول يوشي كاشيما، أستاذ علم النفس بجامعة ملبورن، إن البشر يجيدون الضياع في العوالم الخيالية لأن القصص مهمة جدًا بالنسبة لنا، وإن كثير من التفكير البشري واتصالاتنا بين الأشخاص ومن خلال وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي في الغالب يمكنك التفكير فيها على أنها رواية قصص.

يقول: "قد يكون إخبار شخص ما تناولته على الفطور هذا الصباح قصة مملة، لكنها قصة".

وأضاف أنه بالتأكيد لن تنقلك جميع القصص إلى مكان آخر، ولكي يحدث ذلك تحتاج القصة إلى عدة مقومات:

• شخصية يمكنك التعاطف معها ولديها مشاعر تلامس إحساسك.

• قم بتمييز موقع يمكنك تصويره في عقلك يرتبط بالأحداث، حتى لو كان هذا الموقع لا يبدو وكأنه يشبه العالم الحقيقي.

• وأنت كقارئ ومشاهد، يجب أن تولي القصة اهتمامك الكامل ولا تشتت انتباهك عن طريق التحقق من هاتفك أو الدردشة مع الأصدقاء كل بضع دقائق.

ويوضح كاشيما: "طالما أن القصة مقنعة بما فيه الكفاية، فلا يهم حقًا ما إذا كانت الشخصية مختلفة تمامًا عن القارئ أو مشابهة لثقافته، ولهذا السبب يمكننا التواصل مع الشخصيات الأجنبية أو شخصيات خيالية مثل الجنيات أو الأبطال الخارقين وغير ذلك".

* عندما يغير الخيال الواقع!

إن الانتقال إلى عالم آخر في القصة، لن يغير دائمًا طريقة رؤية تفكير الفرد للعالم الحقيقي الذي يعيش فيه، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يحدث ذلك.

يقول البروفيسور كاشيما إن دراسة أجريت في عام 2000 فحصت آراء الناس قبل وبعد قراءة قصة فتاة صغيرة تُقتل في مركز تسوق، وكانت النتيجة أن الأشخاص الذين قرأوا عن حوادث إخبارية عن وقائع في مراكز تسوق لم يتأثروا بعد قراءة القصة الخيالية.

وعلى الجانب الآخر القراء الذين قرأوا القصة فقط غيرت من مشاعرهم وجعلتهم يغيروا من طريقة تفكيرهم في مراكز التسوق فيما بعد.

يقول توم فان لير، أستاذ مساعد في جامعة سيدني، إن آراء الناس ومعتقداتهم يمكن تغييرها بعد قراءتهم لقصة ما، لأن في هذه اللحظات لا يكونوا أنفسهم بالكامل بل يسيطر على شخصيتهم جزء من مشاعر القصة ذاتها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved