«منتجى الدواجن»: شح الأعلاف وتأخر فتح الاعتمادات المستندية يهدد القطاع

آخر تحديث: الثلاثاء 30 أغسطس 2022 - 11:01 ص بتوقيت القاهرة

كتب ــ محمد فوزى:

العنانى: لا حل للأزمة إلا بالإفراج عن خامات الأعلاف من الموانئ
أحمد نبيل: كنا نشتكى من ارتفاع أسعار الأعلاف والآن نعانى من عدم توافرها
قال عدد من المسئولين باتحاد منتجى الدواجن، إن القطاع يشهد أزمة بسبب عدم توافر الأعلاف خلال الفترة الماضية، خاصة الأسبوع الماضى، «وإذا وجدت تتضاعف أسعارها»، حيث وصلت لأعلى مستوى لها من قبل، وهو ما يهدد بحالة من الخروج الجماعى وهروب المربين ومنتجى الدواجن وبيض المائدة، مشيرين إلى أنهم حذروا من أن ارتفاع أسعار الأعلاف سيدمر تلك الصناعة، مرجعين ذلك إلى تأخر فتح الاعتمدات المستندية للإفراج عن خامات الأعلاف من الموانئ المصرية.
وأوضح محمود العنانى، رئيس مجلس إدارة الاتحاد العام لمنتجى الدواجن، أن أسعار الأعلاف شهدت تراجعا طفيفا خلال الفترة الماضية، وسجل الطن 8.6 ألف جنيه، بعد الأنباء التى تداولت فى مطلع شهر أغسطس الحالى عن سرعة تدبير الاعتمادات المستندية للإفراج عن الخامات فى الموانئ، لكنه حتى الآن لم يتم الإفراج عن الخامات لعدم تدبير الاعتمادات ليصل الأمر بأن المصانع شبه متوقفة تماما لعدم توافر الخامات لديها، ما تسبب فى ارتفاع جديد فى أسعار الأعلاف «إن وجدت»، ليبدأ سعر طن الذرة من 9500 آلاف جنيه بالإضافة إلى نولون الشحن.
وأشار العنانى إلى أن الوضع فى القطاع تحول من سيئ إلى كارثى، موضحا أن الأزمة التهمت كبار وصغار المنتجين، فالجميع أصبح غير قادر على توفير الأعلاف للدواجن لديه، مما أدى إلى هروب جميع المنتجين من القطاع.
ولفت إلى أن هذا الخروج الجماعى أدى إلى إغراق الأسواق بالكميات المعروضة من الدواجن وانخفاض الأسعار عند باب المزرعة لتتراوح بين 24 و27 جنيه للكيلو الواحد خلال الأيام الماضية، موضحا أن المنتج يريد البيع بأى سعر، «خسارة قريبة أفضل من خسارة بعيدة أيضا»، مفسرا ذلك بأن فى جميع الأحوال هناك خسائر فادحة فإذا لم يبيع الدواجن اليوم، قد لا يستطيع توفير الأعلاف لها فى اليوم التالى وتموت الدجاجة ولن يستطيع الحصول على جنيه واحد بعد كل هذا التكلفة، وفق قوله.
ويرى العنانى، أنه لا حل لهذه الأزمة سوى تدبير الاعتمادات والإفراج عن خامات الأعلاف من الموانئ بأى ثمن لعودة عجلة الإنتاج مرة أخرى، والحفاظ على تلك الصناعة التى يعمل بها أكثر من 3.5 مليون عامل بشكل مباشر.
من جانبه قال أحمد نبيل عبدالله، نائب رئيس شعبة بيض المائدة باتحاد منتجى الدواجن، إن المنتج كان يعانى خلال الفترة الماضية من ارتفاع أسعار الأعلاف حيث وصل سعر طن الذرة إلى 9 آلاف جنيه فى مطلع شهر أغسطس الجارى، مقارنة بـ7000 جنيها فى الشهر الماضى، لكن حاليا بات لا يستطيع شراء الأعلاف من الأساس لعدم توافرها، وإذا وجدت يتجاوز سعر طن الذرة 10.2 ألف جنيه بعد نولون الشحن، كما ارتفع سعر طن الصويا ليتجاوز 14.5 ألف جنيه.
ولفت إلى أن قلة المعروض أدت إلى مشكلة أخرى فى عمليات التوريد، مفسرا ذلك بأن صاحب المزرعة أو العنبر الخاص بإنتاج بيض المائدة كان يتفق مع تاجر الأعلاف على جلب جرار الأعلاف ويتم دفع السعر عن طريق «شيك» أو تقسيط المبلغ على مدى أسبوع أو أسبوعين، موضحا أن الجرار يحتوى على 60 طن من الذرة، والمزارع المتوسطة تحتاج إلى 3 جرارات أسبوعيا كحد أدنى، وهناك مزارع وعنابر ضخمة تحتاج إلى 4 جرارات يوميا، مشيرا إلى أن التجار أصبحوا يحصلون على السعر «كاش» قبل التوريد، وهى مشكلة كبيرة لعدم توفر السيولة مع أغلب المزارع.
وبحسب نائب رئيس شعبة بيض المائدة، فإن المزارع المتوسطة التى تحتاج 3 جرارات أسبوعيا تقريبا، يتراوح إنتاجها بين 5 و10 آلاف طبق يوميا، بينما يتراوح إنتاج المزارع الكبيرة بين 20 و30 ألف طبق يوميا.
وتساءل: «من المنتج الذى لديه سيولة تمكنه من دفع أكثر من 600 ألف جنيها كاش 3 مرات أسبوعيا وهو يبيع بالخسارة (هذا بالنسبة لأصحاب المزارع المتوسطة)، بينما أصحاب المزارع الكبيرة عليه دفع نحو 2.5 مليون جنيه كاش يوميا»، موضحا أن هذا سعر الذرة فقط، والدواجن يجب أن تحصل على ذرة وصويا وردة وأكثر من نوع من الأعلاف.
وأكد نبيل، أنه فى خلال أسابيع قليلة سيصطدم السوق بشح فى المعروض بنسبة تتعدى الـ 90%، مشيرا إلى أن قلة المعروض ستحدث نتيجة خروج المربين سواء منتجى الدواجن أو بيض المائدة، مضيفا أن الوضع الحالى لا يتحمل أن يستمر أى منتج، قائلا: «الأمر تعدى مشكلة الخسائر نتيجة انخفاض سعر البيع عند باب المزرعة، وأصبح المنتجون الآن يخشون موت الدواجن نتيجة عدم توافر الأعلاف لديهم».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved