العملة المصرية.. وجهان لحضارتين مختلفتين.. تعرف على حكاية رموز العملات الورقية

آخر تحديث: السبت 29 سبتمبر 2018 - 3:48 م بتوقيت القاهرة

أميرة شعير:

يستخدم المواطن المصري، قيما مختلفة من العملات الورقية، يوميا، تحمل العديد من الآثار والرموز تمثل الحضارات التي مرت على مصر، منذ نشأتها، فتزين العملة المصرية بمزيج مميز من الحضارة الاسلامية والفرعونية، نظرًا لأهمية العصرين، كل عملة تحكي قصة كفاح وفخر بأسلافنا، وكل رمز له دلالة وقيمة مهمة.

العملات المصرية تزينت بتسعة مساجد أثرية مختلفة عصورها من الطولونية، والفاطمية، والمملوكية، والعثمانية، والملكية والخديوية، بدءًا من فئة الـ 25 قرشًا وحتى الـ 200 جنيهًا، وعلى الوجه الآخر من العملة صور توضح الحضارة المصرية القديمة.

الـ 25 قرشا


جامع السيدة عائشة ونسر صلاح الدين
يقع جامع السيدة عائشة في القاهرة في حي الخليفة في شارع السيدة عائشة، وهي السيدة عائشة بنت جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبى طالب كرم الله وجهه، وأجمع المؤرخون على قدوم السيدة عائشة إلى مصر ووفاتها ودفنها فيها.
أما نسر صلاح الدين في الظهر يرجع وجوده لصلاح الدين الأيوبي، سلطان الدولة الأيوبية في مصر، ووجد الشعار في قلعة صلاح الدين بالقاهرة واُعيد استخدامه بعد 23 يوليو عام 1952 في مصر، وطور شكله مع الوقت واتخذ شعارًأ لمصر ثم لعدد من الدول العربية.

 

الــ 50 قرشا


الجامع الأزهر ورمسيس الثاني على عملة
الجامع الأزهر، وهو أول أثر فاطمي في مصر، أنشأه القائد جوهر الصقلي بأمر من المعز لدين الله ليكون جامعًا ومدرسة لتخريج الدعاة الفاطميين وتعليمهم المذهب الشيعي، قبل تحويله إلى المذهب السني في عهد صلاح الدين.
وفي الوجه الآخر رمسيس الثاني هو ابن الفرعون سيتي الأول والملكة تويا، وكان يُلقب بالحاكم الشريك لوالدِه، وذلك لأنه رافقَ والده أثناء حملاته العسكرية على النوبة وبلاد الشام وليبيا وهو في عمر الرابعة عشر، ثم تطور الأمر إلى أن يقود الحملات بنفسه إلى النوبة قبل سن الـ 22، وتولى الحكم بعد وفاة والده لما يقارب 67 عام، وعرفه المؤخون بأنه الفرعون الأكثر شهرة والأقوى طوال عهد الإمبراطورية المصرية.

 

الجنيه


جامع السلطان قايتباي ومعبد أبو سمبل
يعتبر جامع قايتباي الموجود على وجه العملة من أعرق الجوامع والكائن بشارع جامع قايتباي بالروضة بمنطقة آثار مصر القديمة، وبناه السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي بين أعوام 886هـ/1481م - 896هـ/1491م،
وفي ظهر العملة يوجد معبد أبو سمبل الذي نُحت في الجبل في عهد الملك رمسيس الثاني كنصب تذكاري له هو وزوجته الملكة نفرتاري للاحتفال بذكرى انتصاره في معركة قادش ولردع المتمردين في جنوب مصر.

 

الـ5 جنيهات


جامع ابن طولون وصورة «الإله حابي»
جامع ابن طولون أو الجامع الطولوني، وهو أحد الجوامع الأثريّة الشهيرة بالقاهرة، أمر ببنائه أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية، ويعد أقدم جوامع مصر القائمة حتى الآن لاحتفاظه بحالته الأصلية بالرغم من بنائه بعد بعض الجوامع، كجامع عمرو بن العاص الذي توالت عليه الإصلاحات التي غيرت معالمه.
الوجه الآخر من العملة يظهر عليه صورة فرعونية للإله "حابى"، إله النيل، وهي صورة تمثل الخير والرخاء الموجود بنهر النيل الذي يعتبر هبة لشعب مصر.

 

الـ 10 جنيهات


جامع الرفاعي والملك خفرع
جامع الرفاعي أحد الجوامع الأثريّة الشهيرة بالقاهرة، أمرت ببنائه خوشيار هانم والدة الخديوي إسماعيل، ثم توفيت وتوقف مشروع البناء نحو 25 عامًا حتى عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وافتتح للصلاة عام 1912م.
يضم الجامع مقابر الأسرة الملكية التي يرقد بها الخديوي إسماعيل وأمه خوشيار هانم وزوجاته وأولاده، والسلطان حسين كامل وزوجته، والملك فؤاد الأول، والملك فاروق الأول.
على الوجه المقابل للعملة صورة تمثال الملك خفرع، صاحب الهرم الثاني، ابن الملك خوفو، ويقال إنه أمر النحاتين بنحت الإله حورس خلف رأسه حتى يضفي على ملكه شرعية الحكم الإلهي على الأرض.

 

الـ20 جنيهًا


جامع محمد علي والعجلة الحربية
جامع محمد علي الموجود داخل قلعة صلاح الدين الأيوبي، والذى يبرز شامخًا من القلعة، بقبابه فضية اللون، وهو على طراز الجوامع العثمانية، أنشأه محمد على باشا ما بين الفترة من 1830م إلى 1848م، على غرار جامع السلطان أحمد باسطنبول.
العجلة الحربية في ظهر العملة والتي ظهرت عند هجوم الهكسوس على مصر، وتعتبر أقدم سلاح يستخدم في الحروب.

 

الـ50 جنيها


جامع أبو حريبة ومعبد حورس
جامع قجماس الإسحاقي الشهير بـ "أبو حريبة" يقع بحي الدرب الأحمر، بناه الأمير قجماس الإسحاقي أحد أمراء المماليك الجراكسة، ويعد من الجوامع الهامة التي أنشئت في عصر قايتباي.
الجانب الآخر من العملة عليه صورة معبد حورس في مدينة إدفو، وهو ثاني أكبر معبد في مصر بعد معبد الكرنك من حيث الحجم، واستغرق بناء المعبد نحو 180 سنة، وعلى جدران المعبد كتابات هيروغليفية تلقي الضوء على الطقوس المتبعة لعبادة الإله حورس.

 

الــ100 جنيه


جامع السلطان حسن وتمثال أبو الهول
يقع جامع السلطان حسن تجاه «قلعة صلاح الدين»، ويتكون البناء من مسجد ومدرسة لكل مذهب من المذاهب الأربعة «الشافعي، والحنفي، والمالكي، والحنبلي»، أنشأه السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، ثم قتل السلطان قبل انتهاء البناء ولم يعثر على جثمانه، ولم يدفن في الضريح الذي بناه في المسجد خصيصًا له، بل دفن فيه ولداه فيما بعد.
تمثال أبو الهول في الجهة الأخرى، أقدم وأضخم تمثال ملكي في الحضارة المصرية القديمة وحارس لأهرمات مصر الثلاثة، والذي تم نحته على هيئة جسم أسد ورأس إنسان، وهناك آراء تقول إنه يمثل الملك خفرع جامعًا بين قوة الأسد وحكمة الإنسان.

 

جامع قاني باي الرماح على الـ200 جنيه


أنشأه قانى باى السيفى سنة 908 هجرية 1503م وهو أحد أمراء السلطان قايتباى، ويقع أمام جامع الرفاعى فى ميدان القعلة، ويعد من الجوامع المعلقة، فهو مبني على عقود مُصَلّبة تحملها أكتاف حجرية مربعة، وأنشئ على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد حيث يشتمل على صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات معقودة.
ويوجد تمثال الكاتب المصرى على الوجه الآخر، كاتب الملك خفرع، يجسد رمز العلم والثقافة، ما يعكس أهمية ومكانة الكاتب في الحياة المصرية القديمة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved