ممثل الفاو في مصر: الأسر المصرية تأثرت سلبا بكورونا رغم جهود الحكومة لتوفير السلع بأسعار مناسبة

آخر تحديث: الثلاثاء 29 سبتمبر 2020 - 9:21 م بتوقيت القاهرة

حياة حسين

مصر لديها إمكانيات كبيرة فى مجال الاستزراع السمكى وتمتلك أكبر عدد من الخبراء فى إفريقيا

كشفت الملامح المبدئية لدراسة تجريها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» فى مصر، أنه رغم بذل الحكومة المصرية مجهودا محمودا لتوفير السلع الغذائية بأسعار مناسبة منذ انتشار وباء كوفيد 19، إلا أن مستوى الأسر المصرية تأثر سلبا، نتيجة لفقد الوظائف حينا وخفض الاجور حينا آخر، بحسب تصريحات دكتور نصر الدين حاج الامين، ممثل المنظمة فى مصر لــ«الشروق».
وتجرى الفاو دراسة لتقييم آثار انتشار كوفيد 19 «فيروس كورونا» على الزراعة والامن الغذائى فى مصر، بالتعاون مع كل من الصندوق الدولى للتنمية الزراعية «الإيفاد»، وبرنامج الغذاء العالمى «WFP»، تعلن نتائجها النهائية فى شهر أكتوبر المقبل، بحسب الامين.
وقال الأمين إن مجهود الحكومة المصرية كان جيدا، والأسعار أيضا كانت جيدة، لكن فقد الأسر لأعمالهم مثل من يعملون فى قطاع السياحة كالفنادق والقرى السياحية، وأيضا خفض الأجور فى مجالات أخرى كان له تأثير سلبى على تأمين مصادر الغذاء».
وتتفق الملامح الأولية لدراسة الفاو، مع تقرير للجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء، صدر فى شهر يونيو الماضى، والذى كشف أن 61.9% من إجمالى الأفراد تغيرت حياتهم العملية، مضيفا أن أكثر من نصف الأفراد المشتغلين (55.7%) أصبحوا يعملون أيام وساعات عمل أقل من المعتاد لهم، وسقط 26.2% من الأفراد فى دائرة البطالة، فيما أصبح 18.1% يعملون بشكل متقطع.
ولفت الجهاز إلى أن ربع الأفراد أفادوا بثبات دخولهم منذ ظهور الفيروس، وأفاد 73.5% بانخفاضه، وأقل من 1% بارتفاعه.
وقال الجهاز إن أعلى نسبة أدت إلى انخفاض الدخل كانت بسبب الإجراءات الاحترازية حيث بلغت 60.3%، يلى ذلك التعطل 35.5%، ثم انخفاض الطلب على النشاط بنسبة 31.5%.
ورصد الجهاز أثر فيروس كورونا على نمط استهلاك الأسرة، حيث جاءت اللحوم، والطيور، والأسماك والفاكهة، من أبرز السلع التى انخفض استهلاكها.
أما بالنسبة لأهم السلع التى ارتفع استهلاكها، فهى الأرز وزيت الطعام والبقوليات، ويعد سبب الارتفاع هو زيادة الكمية، أيضا القفازات والكمامات والمنظفات والمطهرات وفواتير الإنترنت، وذلك نتيجة الإجراءات الاحترازية، وفقا للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
وقال الجهاز، إن نحو نصف الأسر تقوم بالاقتراض من الغير، ونحو 17% تعتمد على مساعدات أهل الخير، فى حين أن نحو 5.4% من الأسر حصلت على منحة العمالة غير المنتظمة وذلك فى حالة عدم كفاية الدخل.
كما كشف الجهاز عن ارتفاع نسبة البطالة فى الربع الثانى من العام الحالى 2020 إلى 9.6% مقابل 7.5% فى نفس الفترة من العام الماضى.
ومن جهة أخرى قال الأمين إن المنظمة تستكمل عدة مشروعات فى مصر حاليا، منها مشروع بالوادى الجديد، حيث تقدم الدعم الفنى والمساندة للحفاظ على الأراضى ومصادر المياه، وتبلغ تكلفة تلك المساعدات الفنية 1.2 مليون دولار.
وفى بداية 2021، تطلق الفاو أول مشروعاتها للعام الجديد، حيث تقدم الدعم الفنى لتنفيذ الرى السطحى باستخدام الطاقة الشمسية فى محافظات الدلتا بشكل عام، حيث يشير الأمين، إلى تنفيذ مشروع مشابه للرى الجوفى باستخدام الطاقة الشمسية هذا العام فى إحدى المحافظات بالوجه البحرى.
كما تستعد الفاو لاطلاق مشروع للتوعية بأهمية الامان الحيوى فى مجال الاستزراع السمكى، بحسب الأمين، الذى أكد أن مصر تستطيع أن يكون لها مستقبل كبير فى مجال الاستزراع السمكى، فلديها أكبر عدد من الخبراء فى هذا المجال بالقارة الافريقية، «يمكن أن تكون مصدرا كبيرا للاسماك وتكنولوجيا الاستزراع السمكى».
وأضاف الأمين أن حملة التوعية تركز على مراعاة الشروط الصحية عند التغذية للأسماك، مشيرا إلى أن هذا الأمر قد يرفع التكلفة فى عملية الإنتاج، لكنه سينعكس إيجابا على المنتج قبل المستهلك، حيث سيحافظ على سمعته التى تضمن حرص المستهلك سواء فى الداخل أو الخارج فى الحصول على منتجه.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved