نيس الفرنسية.. لماذا تتكرر الحوادث الإرهابية بالمدينة الجنوبية؟

آخر تحديث: الخميس 29 أكتوبر 2020 - 10:44 م بتوقيت القاهرة

عبدالله قدري:

يعتبر حادث الطعن بالسكين الذي وقع صباح اليوم، بالقرب من كنيسة نوتردام في مدينة نيس جنوب فرنسا، أحدث حلقات الاعتداءات التي ضربت فرنسا خلال السنوات الماضية، وتطوراً خطيراً في أعقاب عملية ذبح المعلم الفرنسي صمويل باتي بعد نشر رسوم مسيئة للإسلام.

وشهدت فرنسا صباح اليوم الخميس، عملية طعن بسكين أدت إلى مقتل 3 أشخاص، قُتل على الأقل واحد منهم ذبحاً، بالقرب من كنيسة نوتردام، فيما لفظ الأخير أنفاسه الأخيرة متأثراً بجراحه في حانة لجأ إليها بعد تعرضه للطعن.

ويأتي هذا الحادث في أعقاب ذبح المعلم صامويل باتي، والتطورات التي لاحقتها من تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتمسك بلاده بالرسوم الكاريكاتورية وإعادة نشرها، وهو ما شكل موجة غضب في العالم الإسلامي وحملات مقاطعة للبضائع الفرنسية.

وألقت الشرطة الفرنسية القبض على المنفذ، والذي يخضع للعلاج في إحدى مستشفيات نيس، فيما أعلنت النيابة العامة الفرنسية أنها ستتولى التحقيقات في حادث الهجوم.

ولم يكن حادث اليوم هو الأول الذي تعرضت له مدينة نيس، فقد سبق أن تعرضت المدينة الساحلية المطلة على البحر المتوسط، إلى عملية دهس في 15 يوليو 2016 في مناسبة الاحتفال باليوم الوطني الفرنسي، بعد أن أقدم التونسي الذي يحمل الجنسية الفرنسية على قتل 84 شخصاً أثناء الاحتفال بواسطة شاحنة، قبل أن تتمكن الشرطة من قتله لاحقاً.

- نيس.. بؤرة المتطرفين

ونيس التي يبلغ عدد سكانها قرب مليون نسمة، تعد بؤرة للمتطرفين في الجنوب الفرنسي، وعلى رأسهم عمر ديابي السنغالي الفرنسي أحد أبرز المتورطين في قضايا الإرهاب الدولي، والناشط في جبهة النصرة، منحدر من مدينة نيس جنوب فرنسا، ومتورط في تجنيد فرنسيين للجهاد في سوريا.

وتقول السلطات الفرنسية عنه، إنه مسؤول عن تجنيد 80% من الجهاديين الذين يتحدثون اللغة الفرنسية ممن ذهبوا إلى سوريا والعراق.

وهو ما أكده مقرر لجنة التحقيق البرلمانية في اعتداءات 2015 الإرهابية في فرنسا، النائب سيباستيان بيتراسانتا "أننا نعرف أن هناك بؤرة تطرف في نيس".

وتشير تقديرات مسؤولين محليين في فرنسا إلى أن مدينة نيس أرسلت ما لا يقل عن 100 شاب للمحاربة مع المتطرفين في سوريا.

وكانت المدينة الجنوبية ملاذا للاجئين خاصة من شمال إفريقيا، بعد تحرير بلاد المغرب العربي من فرنسا، الذين عاشوا جنباً إلى جنب مع الفرنسيين، وهو ما أحدث خللاً في التركيبة السكانية لدى هذه المنطقة، حسب ما أشارت إليه صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها 17 يوليو 2016.

- موطن للاجئين والأحزاب اليمينية

عن هذا، يقول الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أحمد كامل البحيري، إن نيس شهدت هجوماً إرهابياً في أعقاب هجوم شارلي إيبدو، لكنه لم يتم التركيز عليه من قبل وسائل الإعلام، لافتاً إلى أن السبب وراء تكرار الهجمات في نيس، يعود إلى أن نيس من المناطق البعيدة والمهمشة في فرنسا، ويوجد بها عدد كبير من الجاليات العربية والمسلمة.

وأضاف الباحث في مركز دراسات الأهرام في حديثه لـ "الشروق"، أن السبب في تنامي التطرف في نيس، يعود إلى عدم وجود تنوع حقيقي ، وهو ما ساعد في تنامي شعور الطرف المسيحي في نيس ضد تركيبة السكان المؤلفة من العرب وشمال أفارقة، وهو ما عزز خلق بيئة مشحونة من قبل اليمين المتطرف والإرهابيين في الجنوب.

وقال إن حادث نيس أكبر من أن يكون رد فعل للرسوم المسيئة ضد الإسلام، ولكنه يدخل ضمن إطار الصراع بين المتطرفين من كلا الجانبين سواء اليمين المتطرف أو المتشددين الإسلاميين.

وتُعد مدينة نيس أيضا موطنًا لليمين المتطرف، لا سيما بعد تفوق أحزاب اليمين في الانتخابات التي جرت في عام 2014، ويعد عمدة المدينة كريستيان إيستروزي، أحد قادة اليمين المتطرف في فرنسا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved