محافظة القاهرة تمنح صناعة الفخار قبلة حياة

آخر تحديث: الخميس 29 أكتوبر 2020 - 7:04 م بتوقيت القاهرة

محمد عبدالناصر

نائب المحافظ: نستهدف تحويل «قرية الفواخير» إلى مزار سياحى صديق للبيئة.. وتوصيل المرافق إلى 102 ورشة بعد تقنين أوضاعها
رئيس حى مصر القديمة: تشغيل الأفران بالكهرباء والغاز الطبيعى قريبا
رئيس غرفة الحرف اليدوية يطالب بتخفيض قيمة التعاقد.. وصاحب ورشة: الإيجار 2000 جنيه على الفاخورة
أمام ماكينة صغيرة تسمى «الدولاب» يجلس سمير حسين، ضاغطا بقدميه على حجر كبير ليلتف بحركة دائرية ممسكا بيديه قطعة من الفخار يشكلها على أسطوانة تلتف مع حركة الحجر الدائرية، ليصنع منها قطعا فخارية تُستخدم كأوان للأكل وللشرب وبعضها للطيور، فالفخار يستخدم فى المطاعم كأوانٍ للأكل، وللزينة داخل القصور والفنادق كطائر البجع والزرافة والأسد وحيوانات أخرى، كما يستخدم فى أعمال الديكور.
سمير واحد ضمن آلاف العاملين فى صناعة الفواخير فى قرية الفخارين بحى مصر القديمة، التى منحتها الدولة أخيرا قبلة الحياة ومدت لشرايينها المرافق فعادت ماكينة العمل للدوران، فحين تضع قدميك داخل القرية الموجودة بالمنطقة الجنوبية للعاصمة، ستجد كل ما يستحق اقتناءه أمام عينيك، ورصدت «الشروق» خلال جولتها الميدانية بقرية الفواخير، رحلة عودة الحياة إليها من جديد.
نادر محمود صاحب ورشة لصناعة الفخار، يقول إن القرية قديما كانت بها أكثر من 150 عشة وورشة عشوائية يمتلكونها بوضع اليد، موضحا أن محافظة القاهرة هدمت العشش والأفران التى تستخدم فى الصناعة لمخالفتها شروط السلامة والصحة العامة، مؤكدا أن المحافظة عوضتهم بنفس المساحة التى كانوا يمتلكونها، وأدخلت لهم أفران تعمل بطريقة صحية وصديقة للبيئة.
ونوه إلى أن المصانع الجديدة التى تم بناؤها مكان العشش القديمة العشوائية تعمل بطريقتين، الأولى تعمل بالكهرباء لصناعة الفخار والأخرى تعمل بالغاز الصبيعى وتستخدم فى صناعة الخزف، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تقوم المحافظة بتحصيل إيجار من أصحاب الورش والمصانع بعد تسليمهم المصانع والورش رسميا بما يصل إلى 2000 جنيه على الفاخورة الواحدة.
وأشار جمال حماد، صاحب ورشة لـ«الشروق»، إلى أن الحرفيين بالقرية يقدمون شغل ينافس مع المستورد، مؤكدا أن المصرى لديه الخبرة والقدرة على التفوق على المنتج المستورد لولا نقص الإمكانيات داخل القرية».
وأشار آخر إلى أن المواطن المصرى يفضل الأشكال والمنتجات المستوردة أكثر من المصنوعة بالفسطاط، على الرغم من أفضلية المنتج الذى يصنع فى مصر القديمة مقارنة بالمنتج المستورد الذى يصنع فى أى مكان حول العالم، مؤكدا أن بعض الوافدين إلى القرية غير المصريين يشترون المنتج المصرى، نتيجة لجودته ورخص سعره مقارنة بالمستورد.
من ناحيتها تواصل الأجهزة التنفيذية بمحافظة القاهرة تطوير مشروع «الفواخير» بمنطقة مصر القديمة، جنوب العاصمة، لاستكماله بعد توقف دام كثيرا، حفاظا على مهنة الفخار من الانقراض، بجانب تطويرها وتحويلها إلى حرفة صناعية صديقة للبيئة، إضافة إلى مخطط تستهدف تنفيذه لتحويل المنطقة بالكامل إلى مزار سياحى يضم أكثر من 150 فاخورة تعمل بالغاز الطبيعى لتكون صديقة للبيئة، بدلا من الأفران التى تعمل بالسولار وتلوث البيئة.
وقالت جيهان عبدالمنعم، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، إنها أصدرت تعليمات بتوصيل المرافق لـ102 ورشة ومصنع بقرية «الفواخير» فى أقرب وقت ممكن، بعدما قنن أصحابها أوضاعهم واستلموا العقود والأوراق التى تفيد بذلك.
وأشارت إلى أن المشروع يساهم فى تنشيط السياحة، نظرا لقرب المنطقة من مجمع الأديان ومتحف الحضارات فى مصر القديمة، موجهة الجهات المختصة بسرعة إنهاء تصاريح الحفر التى تخص شركات المرافق لتوصيل الخدمة فى أقرب وقت.
وقال مسعد عمران، رئيس غرفة الحرف اليدوية باتحاد الصناعات المصرية، إنه تم توصيل الكهرباء لبعض المتعاقدين وجارى استكمال التعاقد على الكهرباء مع باقى الحرفيين، مطالبا بتخفيض قيمة التعاقد، حيث بلغت نحو 80 ألف جنيه للورش الكبيرة و40 ألفا للورش الصغيرة.
وأشادت رئيسة شعبة الخزف والفخار بغرفة الحرف اليدوية باتحاد الصناعات رحاب منصور، بمخطط المحافظة فى تطوير المنطقة بالكامل، واستدركت: «لكن نرغب أن تكتمل قبلة الحياة للصناعة الصغيرة بقرية الفواخير بحى مصر القديمة، بالقرب من المتحف القومى للحضارات، وحديقة الفسطاط، وبحيرة عين الصيرة».
وقال رئيس حى مصر القديمة خالد شحاتة، إن قرية الفخار كانت منطقة عشوائية تقدم منتجا يدويا حرفيا من الصناعات القديمة، إلا أنها ستتحول إلى مجمع مصانع سيعمل بالغاز الطبيعى والكهرباء قريبا».
وأضاف لـ«الشروق» أن الفترة الماضية كان صاحب المصنع أو العامل يستخدم إطارات السيارات والأخشاب فى عمليات حرق الفخار والخزف ليتحول الطين إلى أشكاله الفنية والحرفية، إلا أن الأساليب المستخدمة للحرق غير مسموح بها لمخالفتها الشروط البيئية، لذا اتجهت محافظة القاهرة إلى توصيل الغاز والكهرباء إلى الأفران.
ولفت إلى أن الهدف من تطوير وتقنين القرية هو إدخالها فى نظام ينمى الحرفة اليدوية بالمنطقة، ويحافظ عليها ويجعلها تتوارث عبر الأجيال لعدم اندثار تلك الصناعة اليدوية، مؤكدا أن هناك مساحات خالية بالقرية سيتم تخطيطها وتصميم مناطق خدمية لخدمة العمال والحرفيين بالقرية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved