الدعم النفسي والتحلي بالصبر.. كيف تتعامل الأسرة مع ضحايا الاعتداء؟

آخر تحديث: الخميس 29 أكتوبر 2020 - 9:28 م بتوقيت القاهرة

سارة النواوي:

يحل 29 أكتوبر، اليوم العالمي لضحايا جرائم الشرف، الذي جاءت فكرته للتضامن مع ضحايا جرائم الشرف ودعمهم في عام 2009، بعد أن ندد نساء سوريات بإطلاق حكم البراءة لشاب قتل شقيقته، بحجة الدفاع عن الشرف؛ إذ ثارت نساء سوريا ليتعبرن ذلك اليوم تضامنا مع ضحايا جرائم الشرف.

ولا شك أن الاعتداء سواء كان لفظيا أو جسديا يمكن أن يتسبب في آثار جسيمة؛ إذ يلحق دمارًا بضحاياه، فضلا عن أنه يؤدي إلى الكثير من المشاكل الجسدية والنفسية، ولكن السؤال كيف يمكن للأسرة أن تتعامل بشكل صحيح مع ضحايا الاعتداء؟

وبالنسبة للناجين يعد الدعم النفسي هاما للشفاء، حيث إن تلقي الردود المتعاطفة من الأصدقاء والعائلة يمكن أن يحدث فرقًا جوهريا، وفقا لموقع "سيف لاين".

ويمكن أن يكون الاستماع والتواجد دعمًا رائعًا للناجيين، ولذا دع من تحب يعرف أنك مهتم لأمره، وأنك لا تلومه وتؤمن به، ومن المهم التحلي بالصبر لأن الشفاء يستغرق وقتا طويلا.

- كيف يتعامل الشريك مع ضحية الاعتداء؟

حينما يرى الشريك شخصًا يحبه مصابًا بصدمة الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي، فإنه من الطبيعي أن يثير فيه جميع أنواع المشاعر والعواطف؛ إذ يشعر العديد من الشركاء بالغضب الشديد تجاه المعتدي.

وكذلك الغضب والشعور بالذنب تجاه أنفسهم لعدم قدرتهم على حماية شريكهم، ولذا عليه أن يتحلى بالمرونة لدعم شريكه، ومحاولة إيجاد طريقة للتعبير عن مشاعرك بطريقة آمنة.

ويقول خبراء النفس، إنه من المهم تصديق ما يخبرك به شريكك وعدم طرح الكثير من الأسئلة، وعدم التشكيك في الإجراءات التي اتخذها.

لذا احترم اختيارات شريكك وقراراته، ولا تجبره على إخبارك بما حدث، فقط أخبره أنك موجود إذا أراد التحدث، واسأله دائما كيف يمكنك المساعدة إذا أصيب بنوبات هلع أو كوابيس.

وعليك تقبل أن سلوك شريكك قد يكون متقلب المشاعر وقد يدفعك بعيدًا أو لا يرغب في أي نوع من العلاقة الحميمة لبعض الوقت، ولا تعتبر أن شريكك يرفضك؛ لأن كل ما في الأمر أنه يحتاج إلى وقت لإعادة بناء الثقة والتعافي مما حدث.

- ماذا عن العائلات والأصدقاء؟

تقديم دعمك ووجودك من أجل من تحب هو أفضل مساعدة للشخص الذي تعرض للاغتصاب أو الاعتداء الجنسي.

قد يجد الناجون صعوبة حتى في التحدث إلى الأشخاص المقربين منهم، ولذا احترم ذلك ولا تجبرهم على الحصول على أي معلومات، وتقبل حقيقة أن الضحية قد تعاني من تقلبات مزاجية ونوبات اكتئاب وبكاء باستمرار.

ويمكنك مساعدة من تحب من خلال قبول ما هو عليه من عصبية وغضب، حتى تساعده على بناء الثقة والشعور بالأمان من جديد، واحرص على عرض المساعدة دائما، ولكن دون إلحاح.

كما أن ضحايا الاعتداء قد ينزعجوا من الاتصال الجسدي بأي شكل، حتى التحية والعناق، ولذا عليك تتفهم ذلك وانتظار الوقت الملائم الذي تشعر فيه بأنه في حاجة إلى ذلك، ولا تخشى السؤال عما إذا كان هناك أي شيء يمكنك القيام به للمساعدة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved