من أين يأتي الصبر؟.. علماء يكتشفون مناطق في الدماغ تمنحك التحمل

آخر تحديث: الأحد 29 نوفمبر 2020 - 11:14 ص بتوقيت القاهرة

فاطمة قمر الدولة

هناك أوقات عصيبة نحتاج فيها إلى التحلي بالصبر، سواء كنا عالقين في حركة المرور في نهاية يوم طويل، أو نتوقع بفارغ الصبر إصدار كتاب أو فيلم أو ألبوم جديد، ولكن هناك سؤال يستحق الطرح، كيف يتم تنظيم الصبر في الدماغ.. ومن أين يأتي؟.

وفي هذا الصدد، اكتشف علماء في دراسة أجريت على الفئران بمعهد بحثي في اليابان، مناطق محددة من الدماغ تعزز الصبر بشكل فردي من خلال فاعلية هرمون السيروتونين، إذ يؤكد الباحثون أن هذا الهرمون هو أحد أشهر المعدلات العصبية للسلوك، إذ يساعد على تنظيم الحالة المزاجية ودورات النوم والاستيقاظ والشهية.

ووفقا لموقع «ميديكال إكسبريس»، يقول الدكتور كاتسوهيكو ميازاكي، أحد باحثي الدراسة، يظهر البحث أن هرمون السيروتونين يلعب دورًا مهمًا في تعزيز الصبر، وزيادة الوقت الذي تكون فيه الفئران على استعداد لانتظار مكافأة الطعام.

ويشير الباحثون، إلى أنهم قاموا بتربية فئران معدلة وراثيًا تحتوي على خلايا عصبية تطلق السيروتونين والتي تعبر من خلال بروتين حساس للضوء، ووجدوا أن تحفيز الخلايا العصبية أثناء انتظار الفئران للطعام زادت من وقت انتظارهم، ويوضح الدكتور ميازاكي أنه لكي يعزز السيروتونين الصبر، كان على الفئران أن تكون واثقة من أن المكافأة ستأتي، ولكنها كانت غير متأكدة من موعد وصولها.

وركز الباحثون، على منطقة من الدماغ تسمى نواة الرفاء الظهرية وهي المحور المركزي للخلايا العصبية التي تطلق السيروتونين، إذ تصل الخلايا العصبية من نواة الرفاء الظهرية إلى مناطق أخرى من الدماغ الأمامي، و اكتشفوا أيًا من مناطق الدماغ الأخرى هذه ساهمت في تنظيم الصبر.

وأثبتت نتائج الباحثين، أن هناك ثلاث مناطق دماغية تزيد من السلوكيات الاندفاعية عند تلفها، تتضمن بنية دماغية عميقة تسمى النواة المتكئة، وجزأين من الفص الجبهي يسمى القشرة الحجاجية الأمامية والقشرة الفص الجبهي الإنسي.

وأكد ميازاكي، أن سلوكيات الاندفاع ترتبط ارتباطًا جوهريًا بالصبر، فكلما كان الفرد أكثر اندفاعًا ، قل صبرًا، لذلك كانت مناطق الدماغ هذه مرشحة رئيسية.

ومن خلال تطبيق التجارب على الفئران، بتدريبهم على القيام بمهمات انتظار، تشير النتائج إلى أن هناك اختلافات ملحوظة في كيفية استجابة كل منطقة من الدماغ للسيروتونين.

كما أظهرت الدراسة، أن كل منطقة من الدماغ تساهم في سلوك الانتظار العام للفئران بطرق منفصلة.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved