الرئيس الألماني: الوقت لإجراء هدنة محتملة في أوكرانيا لم يحن بعد

آخر تحديث: الثلاثاء 29 نوفمبر 2022 - 5:35 ص بتوقيت القاهرة

دويتشه فيله:

في مقابلة مع DW، علّق الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير على الاحتجاجات الأخيرة في الصين، وآخر تطورات الغزو الروسي لأوكرانيا، مؤكدا أنه لا يتفق مع مساعي هدنة محتملة في الوقت الراهن. فما هي أسباب موقف شتاينماير؟

أعرب الرئيس الالماني فرانك-فالتر شتاينماير عن تفهمه لاحتجاجات الشعب الصيني ضد سياسة كورونا الصارمة في البلاد. وقال الرئيس الاتحادي في مقابلة مع DW: "الصور التي تصلنا من بكين والعديد من المدن الصينية تحركني". وأضاف شتاينماير: "في ألمانيا أيضاً، استنزفت مكافحة الوباء الكثيرين. لا يمكننا إلا أن نخمن حجم العبء الكبير الذي يتحمله الناس في الصين، حيث الإجراءات أكثر صرامة، وأطول أمداً بكثير ولا تزال قائمة حتى اليوم".

"يجب على بكين احترام حرية التعبير"

وقد أدى الغضب من سياسة مكافحة فيروس كورونا الصارمة في الصين إلى احتجاجات على مستوى البلاد في الأيام القليلة الماضية. وكان سبب الانفجار هو حريق منزل في أورومتشي بمنطقة شينجيانغ بشمال غرب الصين أسفر عن مقتل عشرة أشخاص يوم الخميس الماضي.

وقال الرئيس الاتحادي: "بصفتي ديمقراطياً، لا يمكنني إلا أن أقول إن حرية التعبير ميزة مهمة. ولا يسعني إلا أن أربط ما نراه بالأمل في أن تحترم السلطات في الصين هذا الحق في حرية التعبير وحرية التظاهر".

"الأوكرانيون مهددون بالفاقة والظلام والبرد"

وفيما يخص حرب روسيا على أوكرانيا، قال شتاينماير في مقابلته مع DW إنه يدين الهجمات الروسية الأخيرة على المدنيين وعلى إمدادات الغاز والكهرباء في أوكرانيا: "أعتقد أن هذا جزء من استراتيجية الحرب التي نشهدها. إنها ليست حرباً وحشية عدوانية ضد الجيش الأوكراني فحسب، بل إنها هجوم وحشي على البنية التحتية الحيوية، وبالطبع على السكان المدنيين، وأصبح هذا أكثر وضوحاً كلما اقتربنا من فصل الشتاء". وعبر شتاينماير عن قلقه العميق بشأن وضع الناس في منطقة الحرب: "لقد رأينا ما يمكن أن يواجهه الناس في أوكرانيا: الفاقة والظلام والبرد".

"الهدنة الآن ستوافق على استيلاء روسيا على الأراضي"

لا يرى وزير الخارجية الألماني السابق أن الوقت قد حان لإجراء محادثات حول هدنة محتملة: "كل التوصيات بعقد هدنة الآن أعتبرها مستهترة، لأن الهدنة في هذه المرحلة ستوافق على ما حدث من ظلم. والهدنة الآن تعني أن روسيا ستحتفظ بالأراضي التي احتلتها. وستعني الهدنة الموافقة على ما حصل من انتهاكات للحدود، وتجاهل للقانون الدولي، وسرقة الأراضي (الأوكرانية)".

ويحجم شتاينماير عن التعليق على الضمانات الأمنية الغربية والألمانية المحتملة لأوكرانيا قبل أن تدخل الحكومة في كييف في محادثات محتملة مع موسكو: "ما زلنا في مرحلة لا يمكننا أن نقول فيها بالضبط كيف يمكن أن تبدو مثل هذه الضمانات الأمنية".

"كييف ممتنة لبرلين"

ولدى سؤاله عن الدور الألماني في النزاع، قال الرئيس الاتحادي إنه تم تجاوز التوتر الشديد بين الساسة في برلين ونظرائهم في كييف، والذي ساد في بداية النزاع. وقد ألغيت دعوة موجهة لشتاينماير لزيارة كييف كانت مقررة قبل الحرب، لكنه عاد وزار العاصمة الأوكرانية في أكتوبر الماضي. "كما تعلم، كنت في أوكرانيا ولا يمكنني إلا أن أؤكد أنه من ناحية، تلاشت انتقادات الدعم العسكري الألماني الذي كان سائداً منذ فترة، وبالعكس حل محله الكثير من الامتنان اليوم. على وجه الخصوص، كان دعم ألمانيا للدفاع الجوي الأوكراني مهماً للغاية".

في الربيع، تعرض شتاينماير على وجه الخصوص لانتقادات شديدة من اوكرانيا مسته شخصياً بسبب سنوات ماضية تمتع فيها بعلاقات جيدة جداً مع السياسيين الروس.

ووصف شتاينماير التهديدات الروسية باستخدام الأسلحة النووية الآن بأنه أمر لا يطاق. "إنها في الواقع لا توافق كل تجاربنا التاريخية، كما أنها تصعيد آخر تقوده روسيا. يجب عدم استخدام الأسلحة النووية!".

المجاعة الأوكرانية كـ "جريمة إبادة"

وفي المقابلة مع DW، رحب الرئيس الاتحادي بعزم البوندستاغ (البرلمان الألماني) بالاعتراف بما يسمى "هولودومور" (الإبادة بالتجويع) في أوكرانيا هذا الأسبوع ووصفها بأنها إبادة جماعية.

في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، مات الملايين من الناس جوعاً في أوكرانيا لأن القيادة السوفيتية في ذلك الوقت قللت الطعام بشكل منهجي وصادرته. يقود حملة الاعتراف الحزب الديمقراطي الاشتراكي، والاتحاد المسيحي المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي وشقيقه الحزب المسيحي الاجتماعي (البافاري)، وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي).

وعلق شتاينماير قائلاً: "نفذ نظام ستالين، بوعي، استراتيجية في عامي 1932 و1933 أدت لتجويع أجزاء من سكان الاتحاد السوفييتي". وعبر شتاينماير عن امتنانه للبرلمان على هذه الخطوة.

تعزيز آفاق انضمام دول غرب البلقان إلى الاتحاد الأوروبي

ويرى شتاينماير أن الحرب في أوكرانيا تعمل أيضاً على تغيير آفاق دول غرب البلقان، على سبيل المثال فيما يتعلق بالانضمام المحتمل لبعض الدول إلى الاتحاد الأوروبي.

ويسافر شتاينماير إلى مقدونيا الشمالية وألبانيا هذا الأسبوع. وقد أعربت العديد من الدول التي يمكن أن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي في المنطقة مؤخراً عن مخاوفها من أن الاتحاد الأوروبي يركز الآن على ضم أوكرانيا. "أتفهم نفاذ صبر البعض، لكن زيارة مقدونيا الشمالية وألبانيا تتضمن إرسال رسالة إلى المنطقة: إذا تم إحراز تقدم مماثل (إصلاحات) في داخل تلك البلدان، فسيصبح الطريق نحو العضوية في الاتحاد الأوروبي ممهداً أكثر".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved