بسبب تأثيره على البيئة.. أيرلندا تودع الخث وقودها التقليدي
آخر تحديث: الأربعاء 29 نوفمبر 2023 - 9:33 ص بتوقيت القاهرة
دبلن - د ب أ
يتمتع الخث بجاذبية لدى العديد من السكان في أيرلندا، بسبب ارتباطه بمشاعر الحنين إلى الماضي. كما أن درجة الحرارة المريحة والهادئة المنبعثة من حرق الخث، عندما تختمر العواصف في الخارج، جذابة للغاية لدرجة أن كثيرين يميلون إلى نسيان حقيقة أن الخث له بصمة كربونية عالية للغاية.
ويتعين استخراج هذا العشب يدويا. ويتم وضعه بعد ذلك ليجف، قبل أن يتم تكديسه على هيئة أهرامات، ثم نقله إلى أماكن أخرى. وثمة ميزة للخث وهي أن استخدامه ليس معقدا مثل البترول والغاز، ومع ذلك فإن هذا الوقود المستخدم في التدفئة، ضار على البيئة مثلهما، وينتج عنه تلوث كبير للهواء.
ولأن هذه النوعية من الفحم النباتي تلحق الضرر بجودة الهواء، اضطرت دبلن إلى التخلي عن عملية التدفئة التقليدية هذه، برغم أزمة الطاقة في مختلف أنحاء أوروبا.
وصار السكان في الوقت الحالي يحرقون الخث، في حالات استثنائية فقط، على الرغم من أن التعداد الذي أجري عام 2022، أشار إلى وجود 70 ألف منزل في أيرلندا، لا تزال تستخدم قوالب الخث الجافة في التدفئة.
لكن السياسيين الأيرلنديين والنشطاء المدافعين عن المناخ لا يمكنهم التخلي عن استخداماته بالسرعة الكافية، بسبب أهمية المستنقعات التي تتيح نمو الخث، والتي رغم أنها لا تغطي إلا 3% من الأراضي، فهي تمتص ما لا يقل عن ضعف كمية ثاني أكسيد الكربون من الهواء، التي تمتصها جميع غابات العالم مجتمعة.
يشار إلى أن أراضي الخث تخزن الكربون تحت المياه، حيث يبقى في مكانه لآلاف الأعوام، وهذا يجعل أراضي الخث جزءا من الدورة، التي تساعد على تنظيم المناخ ودرجات الحرارة.
يبلغ عمر مستنقعات أيرلندا المرتفعة أكثر من عشرة آلاف عام، وهي واحدة من أقدم النظم البيئية شبه الطبيعية في أوروبا.
ومن ناحية أخرى، ينبعث من أراضي الخث، التي يتم تصريف مياهها بشكل مصطنع 25ر1، ميجا طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كل عام، و3ر1 جيجا طن من ثاني أكسيد الكربون، في جميع أنحاء العالم كل عام، أي نحو 6ر5% من إجمالي حجم انبعاثات الغازات، المسببة لارتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض.
وفقدت أيرلندا ما نسبته 90% من أراضي المستنقعات، جزئيا من خلال عمليات التصنيع. وكان هذا الذهب الأسود أيضا مفتاحا لتوليد الطاقة، فهو يزود ما نسبته 20% من إمدادات الكهرباء في هذه الدولة.
ولكن بفضل الضغوط التي مارستها المفوضية الأوروبية وغيرها من جهات، على الحكومة الأيرلندية، لم يعد لديها أية محطات لتوليد الكهرباء تستخدم الخث
أصبحت عملية إعادة مناطق الخث إلى حالتها الأصلية الآن إلزامية، وهي عملية مدعومة بأموال من صندوق إعادة الإعمار التابع للاتحاد الأوروبي.