أقوال رئيس الجمارك السابق المتهم بالرشوة فى تحقيقات النيابة : مرتبى 40 ألف جنيه ومعنديش سيارة بسبب الأسعار

آخر تحديث: الأربعاء 30 يناير 2019 - 11:31 م بتوقيت القاهرة

محمد فرج

عبدالعظيم: دفعت للمنصورى ثمن البدل المضبوطة.. ولو باخد رشوة كنت هبقى أغنى واحد فى مصر.. والنيابة تواجه المتهم بتناقض أقواله.. فيرد: «كنت متلخبط»


حصلت «الشروق» على نص التحقيقات فى قضية الرشوة المتهم فيها رئيس مصلحة الجمارك السابق جمال عبدالعظيم و6 آخرين من رجال الأعمال والوسطاء الذين يحاكمون حاليا أمام محكمة جنايات بورسعيد وجلستهم مؤجلة ليوم 4 فبراير المقبل.
فى بداية التحقيقات عرف عبدالعظيم نفسه وأسرته وذكر طبيعة وظيفته ومهام عمله وتدرجه الوظيفى، ثم أنكر اتهامه بتقاضى الرشوة، قائلا: «أنا مليش تعاملات مادية مع أى شخص سواء علاء المنصورى (مستورد متهم بتقديم الرشوة) أو إسلام حجاج (مقدم رشوة) من أى نوع سواء كان سلف أو شراكة أو دين،
والتعامل المادى الوحيد اللى عملته هو أن علاء المنصورى غير لى مبلغ 45 ألف جنيه لدولارات، وأخدت مقابل المبلغ ده 3 آلاف دولار، ومدفعليش أى حاجة من جيبه الشخصى».
وعن واقعة ضبطه متلبسا بمبالغ مالية فى استراحته بمدينة نصر، قال: «أنا كنت صرفت مرتب شهر مايو ويونيو اللى قيمتهم على بعض 80 ألف، لأن أنا بسحب كامل قيمة مرتبى من البنك ومش بخلى أى فلوس فى حسابى الخاص» مضيفا: «احتفظت فى الاستراحة بشنطة سفر فيها 40 ألف جنيه، وكمان كان معايا شنطة مستندات فيها 10 آلاف جنيه و900 يورو تبقوا من سفرية لبروكسل (بلجيكا) و3 آلاف دولار اللى كنت غيرتهم من علاء المنصورى».
وعن «البدلات الثلاث» المضبوطة فى الاستراحة والتى ضُمت لمحتويات الرشوة، قال عبدالعظيم، إنه كان يرفض شراء ملابس بنفسه من بورسعيد حفاظا على سمعته، لا سيما وأنه المسئول الأول عن الجمارك وكان يوفد زوجته للشراء، منبها عليها «ألا تذكر أمام التجار أنها زوجته حتى لا يستغل التاجر هذه النقطة ويروج شائعات ضده حفاظا على سمعته» على حد قوله.
وأضاف عبدالعظيم أنه أوفد فى الفترة من ديسمبر2017 وحتى يناير 2018 أحد العاملين معه بحكم قربه منه، لأنهما ينتميان لبلدة واحدة وأعطاه 10 آلاف جنيه لشراء 3 بدلات ألوان الكحلى والفيرانى والأسود وثلاثة قمصان من أحد المحلات بالمحافظة، وتابع: «أنا عمرى ما هاخذ هدايا من حد بوجه عام ومش هاخد بدل لأن أنا بلبس بدل من وأنا فى أولى كلية ومعنديش أكتر منها فى دولابى، ولو كنت موظف غير شريف أو مرتشى أقل حاجة كان هيبقى عندى شقة سكنية فى القاهرة أو أكتر أو عمارة على الأقل وكان هيبقى حسابى فى البنك مكتظ وهيبقى عندى عربية محترمة تليق بمنصبى، لأن أنا حاليا لا أمتلك سيارة خاصة بى».
وشهدت أقوال رئيس مصلحة الجمارك السابق تناقضا فى واقعة البدل الثلاث المضبوطة بحوزته كمكتسبات للرشوة، حيث قال فى جلسة تحقيق لاحقة إن علاء المنصورى هاتفه فى الفترة من يناير إلى فبراير 2018 تقريبا، وأخبره أن هناك بِدل جديدة نزلت فى بورسعيد، فشكره قائلا: «عندى بدل كتير ومش محتاج بدل»، ولكن المنصورى عاود التأكيد عليه بأنها ماركات جديدة فى السوق، ما دفعه لاختيار ثلاث بدلات ألوان أسود وكحلى وبنى، مشيرا إلى أنه أبلغ المنصورى فى المكالمة بإرسال ساعيه محمود لاستلام البدل.
وتابع عبدالعظيم: «عرفت الساعى مقاسى فى البدل، وبالفعل نزل فى نفس اليوم جاب البدل ورجعلى بيهم مع 3 قمصان و3 كرفتات على الاستراحة فى بورسعيد بس مكنش متوفر اللون البنى وجاب مكانه لون رمادى»، موضحا أنه أعطى صديقه خالد الراضى مبلغ 10 آلاف جنيه وطلب منه مقابلة المنصورى ومحاسبته على ثمن الملابس وهو ما حدث لاحقا ــ على حد قوله.
وواجه المحقق، عبدالعظيم، بتناقض أقواله فى واقعة البدل عما أدلى به مسبقا خاصة أنه لم يذكر فى المرة الأولى المنصورى تماما، فعلل ذلك بعبارة: «كنت متلخبط لأن جلسة التحقيق الأولى كانت طويلة واتلخبطت لكن الواقعة واحدة».
وقال عبدالعظيم فى نفيه لاتهامات تقاضيه رشوة: «كان معايا عربية ماركة فيات ألبيا وبعتها فى نهاية عام 2015 علشان ابنى كان نفسه إننا نكبر عربيتنا، بس لما أسعار العربيات ارتفعت مقدرتش اشترى عربية تانى، خاصة إنى بنيت بيت فى البلد من سنة 2010 ولحد دلوقتى لسه بشطبه وفضلت إن الفلوس تروح لتكمله باقى البيت، ولو كنت فعلا مرتشى كنت هبقى أغنى واحد فى مصر»، مضيفا: «أقل موظف فى جمارك بورسعيد عنده شقة فى شارع طرح البحر قيمتها تتجاوز عدة ملايين».
وكانت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا، بإشراف المستشار خالد ضياء، المحامى العام الأول للنيابة، قد أسفرت عن اعترافات 3 راشين وهم مالك مكتب المنصورى للتخليص الجمركى، ومالك مكتب لوجيستيك للاستيراد والتصدير، ومالك شركة بورسعيد للمستودعات والترانزيت، و3 وسطاء وهم مدير إدارة مجمع الاستثمار بالإدارة المركزية لجمارك بورسعيد، وعامل، وسائق بمصلحة الجمارك، على رئيس مصلحة الجمارك المتهم بتلقى الرشوة. وتضمنت أدلة الثبوت أقوال 23 شاهدا وتسجيلات ولقاءات مأذون بها ومستندات والمبالغ المالية المضبوطة.
فى الحلقة الثانية: كواليس ليلة القبض على المسئول السابق بعد لقائه بعلاء المنصورى وحجاج فى الاستراحة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved