حكايات 6 مدونين مصريين عن أحداث غيَّرت مجرى التاريخ

آخر تحديث: الجمعة 30 مارس 2012 - 10:10 ص بتوقيت القاهرة
منى أبوالنصر

للوهلة الأولى.. قد تتساءل عن الجديد الذى يقدمه هذا الكتاب؟ فعنوانه يشى بالكثير من أجوائه.. أجواء التحرير الثورية.. التى وجدت طريقها الآن إلى العديد من إصدارات دور النشر على مدار أكثر من عام، وعلى الأخص تلك التى تحمل طابع المذكرات اليومية والتدوين، فيدفعك فضولك للتعرف على هذا الجديد الذى تحمله صفحات هذا الكتاب.

 

تقرأ على غلاف «مذكرات التحرير»، الصادر عن دار الشروق، أسماء 6 كتّاب دفعة واحدة يعرفونك بأنفسهم فى مطلع الكتاب، وهم «مجموعة مدونين» اشتركوا فى كتابة رواية تدور بين دفتى 18 يوم اعتصام حتى رحيل مبارك، ولكنها رواية متسلسلة متعددة الزوايا والمواقيت رغم أنها لم تغادر وحدتى الزمان والمكان وهو ميدان التحرير، ففى الوقت الذى تستهل فيه نادية العوضى الرواية يوم 25 يناير بمشهد عبور المتظاهرين لكوبرى قصر النيل من الزمالك إلى التحرير يكون طارق شلبى فى رحلة استكشافية لحال الاستعدادات الأمنية المكثفة فى منطقة مصطفى محمود مرورا بشارع جامعة الدول العربية، ويكون محمد الدهشان مستقلا للتاكسى للوصول لوسط البلد ثم يتراجع ويغير وجهته إلى المهندسين حيث الوفود المتظاهرة..هكذا يفتتح ثلاثتهم الرواية ويستكملونها بالتناوب مع الكتّاب الثلاثة الآخرين حتى يوم رحيل المخلوع.

 

التجربة الإيطالية

 

«القصة يرويها أكثر من شخص وليس شخصا واحدا، نروى ما حدث فى نفس اللحظة دون شرح أو تحليل لما وراء الأحداث» ــ تقول سارة السرجانى، إحدى المشاركات فى تجربة «مذكرات التحرير»، وروت لـ«الشروق» الأجواء التى صدر خلالها الكتاب، بدءا من كونه مجرد مدونات متفرقة مكتوبة باللغة الإنجليزية حتى تحمس دار نشر إيطالية لإصداره باللغة الإيطالية بعنوان

«I Diari Della Rivoluzione»

وتم تدشين تلك النسخة فى كل من ميلان وروما نهاية العام الماضى، خاصة أن السرجانى كانت تنشر مذكراتها تلك على هيئة مقالات فى جريدة Corriere della Sera  الإيطالية اليومية، وقامت بتجميع المدونات الخاصة بالكتاب الخمسة الآخرين «لتكتمل القصة» على حد تعبيرها. شارك مؤلفو «مذكرات التحرير» فى حفل توقيع للنسخة العربية للكتاب بداية هذا الشهر فى مكتبة «الشروق» بالزمالك، ودار خلال الحفل حديث طويل عن «ذكريات» وظروف كتابة هذا الكتاب، التى تعد أحد أهم سماته تجربة النشر الجماعى النادرة فى بلادنا.

 

روحوا اخلعوا الدكتاتور ده

 

تتذكر مع الكاتبة والصحفية أميرة صلاح أحمد تعطل خدمة الانترنت يوم جمعة الغضب، فيما يهرع محمد الدهشان فى هذا اليوم المشئوم إلى الشارع لارتياد التاكسى ذهابا للتحرير «أوقفت تاكسى.. أراد أن يضاعف الأجرة للذهاب إلى التحرير، شتان الفارق بين ذاك وسائق يوم الثلاثاء!»، وتستيقظ نادية العوضى صباح هذا اليوم بـ«قلب مقبوض» وعلى دعوة أبيها لها ولأختها قبل مغادرة بيتهن للمشاركة فى فاعليات هذا اليوم العصيب بقوله «روحوا اخلعوا الدكتاتور ده»، فيما أعلنها طارق شلبى «هذه مدينتى وهذا بلدى وهؤلاء ناسى ونحن نملك هذه الأرض، ولن يستطيع أحد سلب بلدنا منا.. وهذه هى البداية وحسب، ولا أحد يحب مصر أكثر من المصريين»، شلبى كان من بين الذين نصبوا فى التحرير خيمة «بنسيون الحرية» وظل مقيما بها حتى تنحى مبارك، ويدون سجالات الثورة على «تويتر» بشكل لحظى مكثف، وكذا جميع المشاركين فى الكتاب، حتى ان سارة السرجانى تم اختيارها من قبل مجلة «فوربس» بالشرق الأوسط ضمن قائمة أكثر 100 شخصية عربية تواجدا على «تويتر» عام 2011.

 

صحافة شعبية


كتب مقدمة الكتاب الصحفى والناشط بحركة الاشتراكيين الثوريين حسام الحملاوى الذى استهلها برثاء لبقاء الأحوال على ما هى بعد عام من ثورة باسلة يستعرض الكتاب الجديد مذكراتها «مضى عام كامل منذ اندلاع ثورة يناير ولا تزال المعركة مع النظام مستمرة» يقول الحملاوى الذى أكد فى مقدمته ما أطلق عليه «الدور المركزى للصحافة الشعبية» وفصّل قوله بعدها «لسنوات انهمك المدونون المصريون فى تأسيس شبكة واسعة من الصحفيين الشعبيين، مواطنين مسلحين بكاميراتهم أو تليفوناتهم المحمولة»، وبعدها أكد أن الاهتمام الزائد بظاهرة التدوين دفع البعض إلى الاعتقاد الخاطئ بأن 25 يناير وما تلاها نتاج لـ«ثورة الانترنت» بلا مقدمات متغافلين الحركة الاجتماعية المتصاعدة التى بدأها بإضراب غزل المحلة فى ديسمبر 2006 وغيرها من الاحتجاجات التى لم يكن القائمون بها لهم علاقة مباشرة مع «الفيس بوك» مثلا!

 

قامت بتحرير الكتاب رحاب بسام التى شاركت أيضا فى ترجمة نصوص المدون والناشط محمود سالم، كما شارك فى الترجمة إلى اللغة العربية كل من ندى حجازى وعاطف عثمان وغادة محمد محمود ونوران إبراهيم.

 

فى مذكرات يوم الجمعة 11 فبراير تستعيد أجواء عشتها بلاشك تناوب فيها مؤلفو الكتاب لحظات الذهول والبهجة بعد سقوط المخلوع، تقرأ فى مذكرات محمود سالم «الليلة ستكون أول ليلة أخلد فيها للنوم دون أن أقلق من مطاردة أمن الدولة لى، أو من أن تخطفنى إحدى الجهات الأمنية الحكومية، أو أن يخترق مدونتى أحد الهاكرز التابعين للأجهزة الأمنية.. الليلة ولأول مرة فى حياتى أشعر أننى حر.. ياله من شعور رائع»!!

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved