كورونا في الصومال.. مخاوف من تكرار كابوس الكوليرا

آخر تحديث: الإثنين 30 مارس 2020 - 4:55 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

تقول حبيبة علي إن الأمر بدأ بمجرد إشاعة فى مخيم النزوح، وحسب قولها كانت إشاعة مسلية حين تسمع أن العالم كله على عكس العادة يكافح وباء متفشيا بينما ينعم أهل الصومال بعزلتهم عن المرض.

وبحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، لم تدم عزلة الصومال عن كورونا طويلا إذ ظهرت أول الحالات 16 مارس الماضي لتضيف فصلا جديدا من معاناة تلك الأمة التي عاشت 3 عقود من الحرب والجفاف وأسراب الجراد والفيضانات التي وقعت العام الحالي.

وتضيف حبيبة إنها "بين النازحين في مساحات مكدسة تخاف على أطفالها الـ6 وبدأت تجنب مصافحة أي أحد وأصبحت المخاوف الخيالية عن كورونا حقيقة"، حسب قولها.

وفي مخيم "هسايك" -حيث تقيم حبيبة-، جاء بعض الأطباء ومعهم الأقنعة لتعليم الأهالي كيفية غسل اليدين جيدا بالماء والصابون رغم ندرة الشيئين وكذلك قام الأطفال في سعادة غامرة بتمثيل إجراءات الوقاية من العدوى بينما يضعون أيديهم على أفواههم.

وتم تصنيف الصومال عالميا حسب الأمن الصحى بالمركز الـ194 من 195 دولة بينما حققت بعض مناطق الصومال صفر درجة بمعايير الاستعداد للأوبئة وما شابهه وذلك حسب آخر تصنيف عام 2019 "جونز هوبكنز" العالمي.

وتفتقر الصومال لمعدات التنفس اللازمة للحالات المتردية من إصابات كورونا، بينما صرح وزير صحتها فاوشيا إبكير لـ"أسوشيتد برس" إن الصومال بأكملها لا تمتلك أكثر من 20 سرير رعاية مركزة.

ولا تملك الصومال معدات تحليل الكورونا لذلك الحالات المصابة يتم إرسال تحليلاتهم لخارج الصومال وحتى تعود النتيجة تحتاج لأسبوع ما يعني تزايد الحالات المصابة دون أن يعلم أحد.

وكإجراء احترازي أقامت الحكومة الصومالية مخيمات العزل الصحي في العاصمة مقديشو بينما أوقفت جميع الرحلات الجوية باستثناء الرحلات الإغاثية.

وقال الرئيس الصومالي محمد عبدالله محمد إنه "إذا كان كورونا فعل ما فعل بالدول المتقدمة فما يتوقع أن يفعل بالصومال".

وبعد أول إصابة وقعت حالتان جديدتان في الصومال آخرهم متعاقد مع الأمم المتحدة وقد أصيب بالمرض رغم إقامته ببناء محصن فى مطار مقديشو حيث يمكث الدبلوماسيون وأعضاء المنظمات الإغاثية.

ويواجه الصوماليون مشكلة إضافية غير الافتقار للبنية التحتية الطبية ألا وهى وجود العنف وسيطرة تنظيم الشباب المرتبط بتنظيم القاعدة علي وسط وجنوب الصومال.

وقد يتعرض الكثيرون للعدوى والإصابة أثناء إزدحامهم على مكاتب جبي الإتاوات الخاصة بمنظمة الشباب.

ويقول أحمد حليف مدير التصرف الصومالى ضد الجوع إنه فى عام 2017 إبان وقوع وباء الكوليرا منعت حركة الشباب دخول المنظمات الإغاثية للمناطق المصابة بالوباء بينما سمحت للمصابين بالخروج من تلك المناطق ما أدى لتكدسهم وظهور المزيد من الإصابات ويتوقع تكرر الأمر نفسه مع كورونا.

ويضيف حليف إن الأمر خطير لأن الصومال تفتقر للإدارة الحكومية الواضحة وتعتمد على بعض الروابط المجتمعية والمبادرات الشخصية فقط.

وطالب بأخذ الفيروس على محمل الجد والتوقف عن تعويل الكثيرين على مناخ الصومال الحار أن يقى الناس من كورونا.

 

وفي أطراف العاصمة مقاديشو تلتصق البيوت البسيطة ببعضها دون مسافات آمنة ويعلق الناس ثيابهم مع بعضها ومع كل ذلك ليست هناك مياه لغسل اليدين ما يزيد الأمر خطورة.

وبينما لا يفرق كورونا بين غني وفقير، ففي الأحياء الأكثر رقيا وسط العاصمة الصومالية تهافت الطوابير لشراء الماسكات من الصيدليات.

ويقول عبد القدير موز أحد الصيادلة أن الأرفف فرغت من الماسكات والمعقمات لأن الكثيرون يشترونها ويخزنونها أو يبيعونها بأسعار باهظة في السوق السوداء.

ويقول صوماليون لم يفصحوا على أسمائهم إن المستشفيات الحكومية بدأت تطرد كل من تظهر عليه أعراض حمى شديدة ولا تعالجهم، بينما يوضح الطبيب الأخصائي علي حسن إنه إن صح ذلك فلن يقبل الكثيرون على الذهاب للمستشفي إذا ما أصيبوا وستتزايد الحالات.

ومن إحدى المخيمات، يحزن يوسف إبراهيم أنه قد يضطر للنزوح ثانية بعد ما هجره الفيضان عن بيته إذ يقول: "نحن المهجرين لن نتحمل كارثة أخرى وإذا أتى الوباء فسنعاني كثيرا".

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved