في ذكرى رحيله.. مواقف العندليب داخل قصر ملك المغرب

آخر تحديث: الإثنين 30 مارس 2020 - 2:30 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين

في مثل هذا اليوم 30 مارس 1977، رحل عن عالمنا العندليب عبدالحليم حافظ عن عمر ٤٨ عاما، حيث مثّل حالة فنية خاصة لم تقتصر علي زمنه، بل امتد صوته عابرا لأجيال كثيرة؛ لأنه حمل صدقاً وصورة عبرت عن المشاعر الانسانية.

من عمق الريف المصري بالشرقية، جاء عبدالحليم علي شبانة، مشحوناً بحلمه كبير، ومستنداً على صوته الرائع؛ لكن البداية لم تكن موفقة، فتعرض لسخرية ورفض من الجمهور عند أدائه لأغنية «صافيني مرة» فلم يتذوق الجمهور وقتها تلك الكلمات؛ لكن هذا الرد الغاضب لم يثن حليم عن حلمه، ليجني ثمرة هذا الإصرار.

عندما اختيرت نفس الأغنية أن تغنى بحفل بحديقة الأندلس في احتفال مصر بإعلان الجمهورية؛ ليكون ميلاد الجمهورية المصرية، شاهدا على انطلاق أحد سفراء قوتها الناعمة، بأغنياته التي ملأت أسماع الأمة العربية كلها.

لم تقتصر العلاقة القوية بين العندليب والجماهير العربية التي عشقت صوته، بل ربطته أيضاً علاقة قوية بالحكام العرب، ومن بينهم، كان ملك المغرب الحسن الثاني، والذي كان يعتبر حليم صديقاً مقربا؛ لذا ربطت بينهم مواقف مميزة داخل القصر الملكي نبرزها في التقرير التالي:

عن ذكريات العندليب في المغرب، يتحدث الدكتور هشام عيسى الطبيب الخاص لعبدالحليم حافظ، في كتابه "حليم وأنا" الصادر عن "دار الشروق" في 2010.

بدأ عيسى روايته عن الموقف أن عبدالحليم كان عاشقاً للمغرب لدرجة أنه زارها في سنواته الأخيرة أكثر من 15 مرة، وأنه لمس مع أول زيارة رافق فيها حليم للأراضي المغربية، ترحيبا كبيرا لم يكن يتصور أن يكون بهذا الحجم.

وامتدت العلاقة من الشعب للملك الحسن الثاني، الذي كان محباً لعبدالحليم بشكل شخصي، رفع الكلفة الرسمية بينهم، ومن المواقف المؤكدة لذلك يصف عيسى مشاهد الحفاوة التي كانت تنتظر حليم في المغرب مع كل زيارة، والتي كانت تبدأ من مطار الرباط حيث كان مندوب رسمي من القصر الملكي ينتظر عبدالحليم ليصحبه للفندق ويخبره بأن موعده مع الملك في التاسعة من صباح الغد.

يتابع عيسى: "هذا يؤكد على غياب البروتوكولات الرسمية بين الملك الحسن وحليم، فالبداية كانت بوصول عبدالحليم متأخرا عن الموعد لنحو ساعة، وهو الأمر غير المألوف؛ لكن حليم كان له وضع استثنائي".

يصل الملك بزيه الرياضي وجسمه الرشيق ليعانق عبدالحليم، ويبدأ حديث بالاطمئنان على صحة حليم، ويعرض عليه التكفل بنفقات العلاج وتيسير الإجراءات المطلوبة للسفر للولايات المتحدة لعرضه على أحد كبار الأطباء الأمريكيين، وأن القنصل المغربي بنيويورك سيكون على اتصال لحظي لمتابعته هناك.

مواقف أخرى يذكرها عيسى في كتابه، فقد كان الملك الحسن الثاني حريصاً على دعوة عبدالحليم حافظ، في المناسبات الرسمية والحفلات التي تقام داخل قصر الصخيرات، مثل عيد ميلاده وجلوسه على العرش، وكانت تجمعه بعد حليم في تلك الحفلات أحاديث عن الفن والموسيقى، وكان حليم يحرص أن يقدم للملك أغنية جديدة مع الاحتفال بعيد ميلاده.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved