دراسة: أفراس نهر بابلو إسكوبار تسد الخلل البيئي في كولومبيا

آخر تحديث: الإثنين 30 مارس 2020 - 4:21 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

لقي تاجر المخدرات الأشهر عالميًا بابلو إسكوبار مصرعه في مطلع التسعينيات لتنتهي إمبراطوريته، ويتم التحفظ على حديقة الحيوانات خاصته، لكن رجال الشرطة نسوا أفراس النهر.

الأفراس التي تنامت في حديقة إسكوبار لم تبق مشردة طويلًا، إذ وفرت لها مستنقعات وبرك نهر ماكدولينا المأوى الخصب لتتكاثر حتى وصل عددها إلى 80 حيوانًا، ومن المتوقع أن يبلغ عددها عام 2050 الآلاف في أرض لم تعرف أفراس النهر من قبل.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية دراسة نشرت، يوم الاثنين الماضي بمجلة العلوم الأكاديمية الوطنية، أن أفراس النهر الخاصة بإسكوبار وعلى عكس ما يشاع، أفادت البيئة المحلية ولم تضرها، وملأت فراغًا لم يشغله غيرها منذ العصر الجليدي.

ولا تعد حيوانات إسكوبار شيئا فريدا إذ تنتشر حول العالم حيوانات عاشبة ضخمة تسمى بالغازية لأنها قدمت من مواطن أخري يعتقد أنها تضر بالبيئة ولكن بحسب الدراسة تلك الحيوانات تسد مكان حيوانات أخري تشبهها بالحجم والحمية الغذائية عاشت بتلك المناطق قبيل العصر الجليدي.

ويقول إريك لونجرون المشرف على الدراسة من جامعة سيدنى الأسترالية للتكنولوجيا إنه من العجيب أن بعض المواطن البيئية عادت للوضع الطبيعى لها قبيل العصر الجليدى بمجرد بعض أنواع الحيوان الجديدة إليها على يد الإنسان.

وبحسب الدراسة فمنذ 100 ألف عام وفى نهاية العصر البلوستيسينى وقعت موجة انقراض ضخمة بسبب برودة الطقس قضت على حيوانات عاشبة ضخمة ففى أوراسيا بين أوروبا وآسيا إنقرضت أفيال الماموث وفى أمريكا الشمالية إنقرضت الخيول الأمريكية وفى أستراليا إنقرضت القرود الكبيرة لتخلف وراءها فراغا بالسلسلة الغذائية أضر بالبيئة.

وتهدف الدراسة للمقارنة بين خصائص حيوانات عاشبة منقرضة وحيوانات عاشبة تم جلبها حديثا للاستدلال على كيف حلت الحيوانات الغازية محل حيوانات كانت البيئة تحتاجها منذ زمن وتم التشبيه بناء على سمات الحجم والحمية الغذائية والفوائد العائدة علي الأرض المزروعة من سماد وغيره.

أفراس النهر تتغذى على الشجيرات ليلا وحين تفعل ذلك فهى تخرج للغابة وتطأ بأقدامها الطين الغنى بالعناصر المغذية للتربة وحين تعود للبرك المائية فذلك الطين يختلط بالنظام النباتى للبركة فينتعش وينمو.

من كان يقوم بذلك الدور من آلاف السنين هى حيوانات اللاما المنقرضة والتى أصبحت أفراس النهر تقوم بدورها فى الوقت الحالى.

وبالذهاب قريبا في أمريكا الشمالية يقول لونجرين إن الخنازير التي تم جلبها من أوروبا تقوم بنثر البذور فى الحقول ومن ثم تنبت الأشجار وتأتى أسراب الطيور تبعا لذلك فتلقح الأشجار لتفعل أسراب الطيور القادمة بسبب الخنازير فعل نحل أمريكا الضخم المنقرض من آلاف السنين.

وأضاف لونجرين إن وجود الحمير والأحصنة في أمريكا له دور مماثل تماما لما كانت تقوم به الأحصنة الأمريكية القديمة التي انقرضت منذ 12 ألف عام.

وتابع لونجرين إنه بالانتقال لأستراليا وإلى المناطق الشمالية يلاحظ أن جواميس الماء المجلوبة حديثا تتغذي بشراهة علي الشجر ما يوقف نموها المتواصل ولذلك فضل كبير إذ لم تصب شمال أستراليا بحمي حرائق الغابات التي تنجم عن وجود أشجار ضخمة بأجواء حارة وجافة.

من كان يقوم بدور تقليص نمو الأشجار فى شمال أستراليا من قبل هى القرود الضخمة والتى انقرضت مع العصر الجليدي.

وأوضح فريق البحث إنهم لا يهدفون من دراستهم تشجيع جلب المزيد من الحيوانات الغازية لبيئات غير بيئاتها نظرا لأن الوضع نفسه ليس هو إبان العصر الجليدى فأولا لم تعد هناك الكثير من الحيوانات المفترسة للسيطرة على تنامى عدد الحيوانات العاشبة الضخمة وثانيا لأن الزحف العمرانى أدي لتقليص الغابات نفسها فلم تعد تحتمل المزيد من الحيوانات.

وأوضح القائمون بالبحث أن هدفهم أن تتغير رؤية الناس حول الحيوانات العاشبة المستحدثة في بيئاتهم وتصبح نظرتهم لها أكثر إحتراما دون وجود خطط لجلب المزيد منها.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved