حفيدة «الحلو»: التعامل مع الأسود أسهل من الإنسان.. وترويضها تسبب في طلاقي مرتين

آخر تحديث: الإثنين 30 مارس 2020 - 3:34 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

تحاول السيدة "لوبة الحلو"، ملاحقة مهماتها المتتابعة في شقتها بمدينة جمصة الساحلية التابعة لمحافظة الدقهلية، إذ تتلقى مكالمات العمل لعرض السيرك القادم، بينما تتابع تسوية الدجاج على الفرن، وفي نفس الوقت تسارع لتلبية حاجات أطفالها الـ3 الجالسين أمام التلفاز.

وتغلب أحيانا على "الحلو" طبيعة عملها كمروضة أسود في السيرك، ما كان سببا في طلاقها مرتين، إذ يقول ثاني أزواجها لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الحلو كانت تعامله مثل الأسود التي تروضها.

وبعد ساعات من تجهيزها الغداء لأطفالها، تخرج الحلو على منصة السيرك وسط موسيقى صاخبة أعلى من الأطفال المتلهفين للمتعة، بينما ترتدي سترة نمر جلدية، وحذاء "بوت" أسود، تتجول بهما باختيال، بينما تتبعها الأسود والنمور راكضين.

وبينما يقول مقدم العرض: "الآن فقرة الإثارة والخطورة"، تمشي الحلو نحو نمر جاثم على المسرح؛ لتنغزه برفق على وجهه، فيزأر الوحش بعنف، في مشهد مسرحي مميز.

ولوبا الحلو، من بين 6 مروضات أسود غيرها في مصر، يعتدن الظهور القوي على منصات السيرك، مرتديات أزيائهن المميزة، بينما يقمن بتوجيه الأسود للقفز في حلقات النار، وبعرض مسرحي يقمن بالمشي فوق أجساد الأسود والنمور.

وبين العروض، تلقي الحلو شرائح من لحم الحمير لأحد أسودها، بينما تقول إنها تعاملهم كأم لهم وتحرص على إطعامهم بنفسها.

و"لوبة"، هي سليلة عائلة "الحلو" المعروفة بترويض الأسود، فجدتها "محاسن" أول سيدة مصرية تروض الأسود، ووالدها "إبراهيم" كان نجما للسيرك في الثمانينيات، حاول إنجاب ولدا يخلفه بعدما تزوج 3 مرات، ولكنه بدلا من ذلك أنجب 7 فتيات؛ لتتبعه اثنتين منهما في مجاله بين حلبات ترويض الأسود، وهما "لوبة" في السيرك القومي، و"أوسا" الأصغر منها بسيرك خاص.

وفي جواز سفر لوبة، تظهر خانة المهنة مكتوب عليها "مروضة أسود".

وتعيش "الحلو" أكثر أوقات السيرك القومي صعوبة، إذ أن تذكرة السيرك تتراوح بين 30 و56 جنيها، ليرتاده الطلاب وأبناء الطبقة المتوسطة، بينما يفضل الأثرياء المصريون عروضا أكثر جاذبية مثل سيرك الدوسوليل، وعلاوة على ذلك، فإن كورونا أدت لإغلاق السيرك القومي حتى إشعار آخر تماما كما هو حال معظم المدن الترفيهية في مصر.

وتقول الحلو إن ما يحدث من مشاهد على المسرح بينها والأسود ليست سوى لإمتاع الجمهور، ولا يتخللها أي أذى للحيوان، مضيفة أن الحيوانات يطيعونها لرفقها في معاملتهم ومكافأتها لهم، وحتى حينما توبخ أي من الأسود، فإن ذلك يكون مثلما توبخ أي أم مصرية ابنا شقيا لها بـ"اللكلوك" الخفيف.

ورغم سيطرة الحلو على أسودها، إلا أن الخطر لا زال قائما، فبصورة تملكها يظهر جدها "محمد" متأنقا ببذلته بجانب أسده المفضل "سلطان"، الذي قتل الجد في أحد العروض بالسبعينيات، ليموت هو نفسه من الحزن بعدها بأسبوعين، ولتتلو تلك الواقعة 7 هجمات أسود على مروضيها بمصر.

وفي عام 2015، تعرضت فاتن الحلو، عمة لوبة، لهجوم أسد خلف لديها جرحا خطيرا، وفي العام التالي، قتل مروض أسود على يد حيوانه في الإسكندرية.

ومع ذلك، تصر "لوبة" على أن التعامل مع الأسد أسهل وأفضل من الإنسان.

وبعد انتهاء العرض في السيرك، دخلت الحلو لقفص أسودها لتشاهد شبلا أبيضا يعاني جروحا في صدره، فقامت بدهنه بلطف بأحد الكريمات، بينما يشاهدها ابنها ذي الـ8 سنوات عن كثب، إذ يريد أن يكون خليفتها في السيرك.

وتقول الحلو عن نفسها، إنها تحب الأسود مثلما تحب أبناءها، وهي في نفس الوقت تكره العنف لدرجة أنها إذا شاهدت إحدى هجمات الأسود على فريسة في التلفاز؛ تنظر بعيدا عن المشهد.

ومثل "لوبة"، زاولت شقيقتها الصغرى "أوسا" مهنة الأسرة المحببة بترويض الأسود، ولكنها منذ عام تعرضت لحادث قوي حينما أصابها أحد النمور في رقبتها، ولكن مع ذلك لم تأخذ الأمر بشكل شخصي، لتقول إنها تعلم بأن النمر لم يتعمد فعل ذلك.

وقد حاولت "أوسا" في البداية العمل بمجال غير عائلتها في إحدى شركات التسويق، ولكن الأمر انتهي سريعا حينما وبخها مديرها ذات مرة قائلا "هل تظنين نفسك في السيرك"، فتقول أوسا حينها "ضربته وانتهى عملي في مجال التسويق".

ورغم الأزمة القائمة في مصر بسبب كورونا، تقوم "أوسا" بعمل معسكر لـ8 من حيواناتها؛ استعدادا للعرض القادم.

يذكر أن عائلة الحلو بدأت نشاطها في أعمال السيرك بداية القرن العشرين في محافظة دمياط، وامتلكت العائلة أول أسودها بالثلاثينيات، وانضمت للسيرك القومي مطلع الستينيات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved