أبو الغار: إدارة الدولة المصرية لأزمة كورونا جيدة.. وتطعيم الدرن بارقة أمل

آخر تحديث: الإثنين 30 مارس 2020 - 7:33 م بتوقيت القاهرة

حسام شورى:

- هناك أبحاث ربطت نسب الإصابات القليلة في دول العالم الثالث بعلاج الدرن
- تطعيم الدرن قد يعزز المناعة.. وهذا لا يعني التخلي عن الإجراءات الاحترازية
-نظام الصين الديكتاتوري ساعده في السيطرة على المرض.. عكس أوروبا وأمريكا

قال الدكتور محمد أبوالغار، أخصائي النساء والتوليد والعقم، والأستاذ بكلية الطب بجامعة القاهرة إنه حتى الآن لا يوجد علاج لفيروس كورونا المستجد، وأن اللقاح قد يكون متاحا خلال فترة لا تقل عن 12: 15 شهر، مؤكدًا أن دول العالم كلها تحاول الإسراع وتقليل هذه المدة ولكن يجب أن يمر اللقاح بمراحل حتى يكون جاهزًا للاستخدام بشكل آمن.

وأضاف أبو الغار، في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، أن خلال هذه الفترة تسعى كل الدول التي أصابها المرض لإيجاد بدائل لعلاجه، وأن مصر مثل باقي الدول لا زالت تجرب، مشيرًا إلى أنه في الفترة الأخيرة خرجت أبحاث تؤكد أن دول العالم الثالث، من بينها مصر، هي الأقل في الإصابة بالفيروس الذي اجتاح دول العالم، فأوجد العلماء احتمالا يربط ذلك بأن هذه الشعوب لا زالت تأخذ تطعيم ضد الدرن، الذي قد يكون معززًا للمناعة، على عكس دول أوروبا وأمريكا التي توقفت عن أخذه منذ حوالي 50 عاما.

وذكر أبو الغار أنه في العام 2003 قامت مجموعة دنماركية بتتطعيم الآلاف من الأطفال ضد الدرن في غینیا بساو، وبعد هذا التطعيم وجدوا أن احتمال إصابتهم بأمراض أخرى ليست لها علاقة بالدرن مثل الألتهاب الرئوي وغيرها من الأمراض، وأن نسبة الوفيات كانت أقل حوالي 40% من الأطفال الذين لم يأخذوا التطعيم، ومن ثم ظهر استنتاج أولي بأن هذا التطعيم يعزز مناعة الجسم تجاه بعض الفيروسات والميكروبات.

وتابع بأنه بدأ استخدام التطعیم بالخلایا المستضعفة الحیة للدرن منذ عام 1924، والذي یحصن الجسم ویزید المناعة عمومًا ضد أمراض أخرى، وكانت لا تحصل عليه كل الطبقات مشيرًا إلى أنه أصبح هذا التطعيم مجاني وإجباري في مصر منذ عام 1974، ما يؤكد أن الغالبية العظمى من المصريين قد حصلوا عليه، فإذا أثبتت التجربة فاعليته سيكون خبرًا سعيد للمصرين.

وشدد أستاذ الطب على أن هذا لا يعني أن تتحرر الشعوب، التي حصلت على التطعيم، من الإجراءات الاحترازية والوقائية ضد المرض؛ لأن هذه النظرية لا زالت تحت التجربة، وحتى لو أثبتت فاعلتيه فهو يخفض من فرصة الإصابة بالمرض وليس منعه.

وأضاف أن إدارة الدولة المصرية لأزمة الفيروس تعد جيدة بالنسبة لدولة تنتنمي للعالم الثالث، مشيرًا إلى أن "هناك مشاكل لدى وزيرة الصحة في طريقتها، العلمية والسياسية، في التعامل مع الأزمة وتواصلها مع الجمهور، ولكن الإدارة السياسية بشكل عام لا زالت تستطيع احتواء الأزمة".

ومن جهة أخرى قال أبو الغار إن البلاد التي نفذت عزل قوي وإجراءات احترازية مبكرة استطاعت الخروج من نقطة الانتشار الواسع للمرض، مشيرًا إلى أن النظام السياسي عليه عامل كبير في هذا الأمر؛ حيث إن ما تفعله الصين سريعا يتم الإعداد له كثيرا في دول أخرى مثل أمريكا وأوروبا لإقناع الناس بالإجراءات، ولكن الصين نظام ديكتوري استطاع تطبيق الإجراءات بسهولة.

وأوضح أن تسجيل أعداد إصابات قليلة مؤخرًا في الصين، وعودة الحياة لبعض مدنها من جديد سببه هو الإجراءات الاحترازية الصارمة، وليس وجود علاج أو ارتفاع حالات شفاء؛ "فالصين فقدت أرواح كثيرة، لكنها استطاعت تقليل الخسائر فيما بعد".

كما علق الطبيب المصري الكبير على الخطط الطبية الهادفة إلى حقن مرضى كورونا ومقدمي الرعاية لهم في بريطانيا ببلازما الدم التي يتم "حصادها" من الأشخاص الذين يعانون من "فرط المناعة" وتعافوا من المرض قائلًا "إن هذا نوع من العلاج موجود من زمان، فعندما نصاب بمرض جسمنا يكون أجسام مضادة له، وتكون موجودة بالدم، ومن ثم فإذا فصلنا هذه الأجسام المضادة ومنحناها لمريض مصاب بالمرض من الممكن مساعدته على الشفاء"، مؤكدًا أنه لا نستطيع الجزم بأن ذلك سيكون مفيد في حالة مصابي (كوفيد- 19) أم لا.

وعن الدراسات التي تتنبأ بأن الحر وقدوم فصل الصيف في بعض الدول قد يقلل من انتشار الفيروس قال إن الكورونا هي أنواع مختلفة من الفيروسات، والأنواع السابقة التي ظهرت لم تكن شديدة مثل (كوفيد- 19 )، ولكن جميعها لا تجد بيئة مناسبة لها في المناطق التي يزيد درجة حراراتها عن 26 درجة.

وأوضح أن الفيروس الحالي "ما زلنا لا نعرف وضعه"، ولكن هناك العديد من الخبراء يؤكدون أنه سيكون مثل باقي أنواع السلسة وقد يتأثر بالحر، مشددًا على أن درجة الحرارة والتطعيم ضد المرض كلها مؤثرات لا تمنع الإصابة به، ولكنها تقلل من احتمالية حدوث ذلك.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved