كورونا يدمر الروابط الاجتماعية ويعيق وصول المساعدات لللاجئين في المخيمات

آخر تحديث: الإثنين 30 مارس 2020 - 11:00 ص بتوقيت القاهرة

هاجر أبوبكر

في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد على مستوى دول العالم، يقع تهديد كبير على أولئك الذين ليس لديهم بيتا أو وطنا بسبب النزاعات والحروب في بلادهم، مثل اللاجئين من سوريا وجنوب السودان والروهينجا، وفقاً لموقع (the conversation).

بالنسبة للاجئين في حالة الطوارئ الحالية، ستكون الاستجابة للإجراءات الصحية العامة تشكل تحدياً كبيراً، ولكن هناك مشكلة أخرى وهي إمكانية تعرض الشبكات الاجتماعية لللاجئين للخطر بسبب انتشار الوباء.

في الأزمات الكبيرة مثل الجفاف الشديد أو الفيضانات أو المجاعة أو الصراع أو النزوح، يلجأ الأشخاص للحصول على المساعدة أولاً من شبكتهم الاجتماعية، فالأبحاث تظهر في العديد من البلدان أن الترابط الاجتماعي هو المصدر الرئيسي للمساعدات التي يحصل عليها الأشخاص العاديون عند الوقوع في الأزمات، والمساعدة من هذه الشبكات الاجتماعية تشمل الغذاء والمأوى والمال والتوظيف والدعم العاطفي والمعلومات أو المشورة.

ولكن ماذا يحدث عندما يكون التهديد متضمنًا تلك الشبكة الاجتماعية ذاتها التي تعتبر مصدر الدعم الذي يعتمد الأشخاص عليه، والذي سيؤثر على صحتهم وسبل عيشهم؟

والوباء العالمي الحالي هو وضع جديد لم يسبق للأفراد التعامل معه، ومن الممكن أن يزيد الأزمات الإنسانية سوءاً، حيث أصبح موردهم الوحيد من المعونات عرضة للخطر؛ بسبب انتقال الفيروس بين الأشخاص.

• الشبكات الاجتماعية في الأزمات

خلال سلسلة من الأزمات (الجفاف، والتضخم، والصراع) التي ضربت الصومال في عام 2011، تعثرت وكالات الإغاثة بسبب القيود المفروضة على حركة الشباب -وهي جماعة إرهابية تسيطر على معظم المنطقة المتضررة- وتشريعات مكافحة الإرهاب في الدول المانحة التي جرمت تحويل المساعدات؛ لأنها تصل لأيدي الجماعات الإرهابية.

ونتيجة لذلك، تأخر وصول معظم المساعدات الرسمية التي كان بإمكانها حل الأزمة؛ ما أدى إلى خروج المشكلة عن السيطرة حتى وصلت إلى المجاعة، وأسفر ذلك عن مقتل ربع مليون شخص، وفقاً لموقع (the conversation).

وأظهرت الأبحاث أنه في أجزاء كبيرة من المنطقة المتضررة، كان لدى الأشخاص في الغالب شبكاتهم الاجتماعية ليعتمدوا عليها، وأولئك الذين لديهم شبكات قوية، خاصة مع الأشخاص الموجودين خارج المنطقة المتضررة، أو الذين لا يخضعون لنفس المخاطر، كانوا الأكثر قدرة على التعامل مع الأزمة، على عكس الأشخاص الذين تشمل شبكاتهم الاجتماعية فقط على أشخاص يعانون من نفس مصيرهم، فهؤلاء سرعان ما نفدت مواردهم وتلك الخاصة بالأشخاص الذين يعتمدون عليهم، ولم تعد قادرة على تقديم الدعم.

ولكن المشكلة في جائحة فيروس كورونا أن كل الأشخاص معرضون لخطر الإصابة بالفيروس ونقله لكل من يتصل به، وحتى مصادر الدعم البعيدة جسديًا معرضة للخطر خلال هذا الوباء، بمجرد الخروج من منازلهم.

على عكس الأزمات السابقة، حيث تم تحريك الروابط الاجتماعية خارج المناطق المتضررة على الفور للمساعدة، لكن هذا الوباء لا يعرف حدودًا، فالكل محتجز في المنزل، ويعاني من نفس ما يعانيه النازحون من تعطيل وظائفهم وسبل عيشهم.

• بناء الشبكات

سيؤثر الوباء أيضًا على قدرة الأشخاص على إقامة اتصالات اجتماعية جديدة والحفاظ على شبكاتهم الحالية.

فخلال الأزمة الأخيرة في جنوب السودان، أظهرت التقارير أن الأسر تعتمد في الغالب على أقاربها وجيرانها وأصدقائها، وسبل العيش غير الرسمية والمجتمع في أوقات الحاجة، وحين أدى النزاع والنزوح وانفصال الأسرة إلى تعطيل أنظمة دعم الأسر، ظهرت أشكال جديدة من الروابط الاجتماعية.

وتم العثور على نماذج مماثلة في سوريا، حيث كانت الروابط الاجتماعية للأسر حاسمة للنجاح في التكيف لكسب العيش خلال النزاع، خاصة في المناطق المحاصرة المكتظة بالسكان.

• التعلم من الأزمة

سيتعين على العاملين في المجال الإنساني على المستويين المحلي والدولي، الانتباه إلى ما تفعله جائحة مثل فيروس كورونا، ليس فقط لبرامجهم الخاصة، ولكن أيضًا للمساعدات ووسائل الدعم.

في وباء الإيبولا بغرب إفريقيا، أثرت الشائعات والقيود المفروضة على الحركة على الشبكات الاجتماعية والاقتصادية، وخاصة الناجين والعاملين في مجال الصحة.

ومن المرجح أن تحد جائحة كورونا من الدعم الذي يحصل الأشخاص عليه من خلال شبكاتهم، وليست المساعدات الشخصية والمحلية فقط، ولكن أيضًا الدولية، ولهذا يحتاج العاملون في المجال الإنساني إلى العمل بسرعة لفهم الآثار والتكيف مع هذه الأزمة التي تعيق طرق عملهم بأشكال عديدة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved